المرأة والعمل
المرأة والعمل

ريم وفيق زنداح/ موقع (السياسي)- بات واضحاً وملموساً دور ومكانة المرأة وعلاقتها بالعمل والإنجاز وعلى كافة الصعد والمستويات، وما تحقق من خلال المرأة العاملة من إنجازاتٍ ملموسة على الصعيد المهني الاجتماعي التربوي والإنساني.

لقد كانت المرأة بحالة تحدّي مع نفسها ولمن حولها، لإثبات ذاتها وأداء دورها، وتأكيد نجاحها وتفوّقها في العديد من المهن بحكم علمها وخبراتها المتراكمة، وما اكتسبته من مهاراتٍ وسماتٍ شخصية تؤكّد عليها وتعمل على تطويرها من خلال جهدٍ متواصل وتدريبٍ مستمر، حتى تثبت المرأة العاملة أنها جديرةٌ بموقعها ومهامها المُوكَلة اليها، وما تحققه على الصعيد المجتمعي والأسري وما يمكن أن يضاف إلى أفراد أسرتها من خلال علمها وخبراتها.

لقد حدث تطوّرٌ ملحوظ على صعيد المرأة من حيث دورها ومكانتها، وما يمكن أن تؤديه من أعمالٍ عديدة كانت تقتصر على الرجل دون المرأة، ونحن اليوم نجد المرأة بكافة مناحي الحياة، وتقوم بكافة الأعمال بجدارةٍ وكفاءة عالية.. وبإبداعٍ ملموس يؤكّد على تفوّقها وتنوّع أدائها وتميّزها الذي أكّدته في كافة أماكن عملها ومهامها المُوكَلة إليها.

لقد أكّدت المرأة العاملة أنها بحالة تكاملٍ، لا انفصال، في دورها الأسري مع أهدافها المجتمعية العظيمة، وما يمكن أن تؤدّيه من أعمالٍ وانجازات شاهدة على تميّز أدائها ونجاحاتها الملموسة من خلال مهنٍ عديدة وتخصصاتٍ متعدّدة.

لقد نجحت المرأة في إثبات ذاتها وتسليط الضوء عليها وتأكيد نجاحها، بعد أن حاول البعض، ومن خلال أعرافٍ وتقاليد، أن يهمّشوا دورها، وأن يختصروا مكانتها وأن يجعلوها بخانةٍ ضيّقة، والذي كان محل رفضٍ واستنهاضٍ لطاقات وقوة المرأة، التي أكّدت على نجاحها وتميّزها ورفضها لكافة أشكال العزل والاحتواء واختصار دورها بمهام تقليدية لا تعبّر من قريبٍ أو بعيد عن المرأة في هذا العصر، الذي حصلت فيه على أعلى الشهادات العلمية وزادت من خبراتها وحققت النجاحات بمواقع عملها، والذي يؤكّد بالمجمل أنها قد أثبتت ذاتها وجعلت من واقعها المتميّز والمبدع؛ عامل نجاحٍ إضافي يضاف إلى سجل عملها ودورها ومكانتها.

المرأة العاملة وقد تحدّت نفسها وغيرها، وجعلت من أدائها وموقع عملها ونجاحها الملحوظ تجربةً قابلةً للنقاش والحوار حولها، وحتى يتأكّد الجميع أنّ المرأة قد اثبتت ذاتها، وأنها قد حققت ما كان يُراهن عليه الآخرين من أنها يمكن أن تفشل في أدائها وموقع عملها، إلا أن النتائج كانت على عكس توقعات القليل، والذين أصيبوا بخيبة الامل وسوء التقدير والحساب، بعد أن حقّقت المرأة العاملة وبمجالاتٍ عدّة نجاحاتٍ نوعية متقدّمة يتمّ التأكيد عليها ومتابعتها وتقييمها، والذي يؤكّد بشكلٍ قاطع أن المرأة تزداد بعطائها وانتمائها وأعمالها الناجحة والمتميّزة، من خلال إبداعاتها الفكرية والتزامها بالقوانين والأنظمة.

لقد كان عمل المرأة مطلباً، ناضل من أجله الكثيرين والكثيرات.. وها نحن اليوم نعيش عصر المرأة العاملة، التي تؤدّي دورها بمكان عملها وداخل أسرتها ومتابعتها لأبنائها والعيش مع زوجها في إطار أسرةٍ قادرة على مواجهة تحدّياتها الاجتماعية والاقتصادية.

لقد كانت المرأة خير شريكٍ للرجل في أداء رسالة الأسرة.. كما أنها خير شريكٍ للمجتمع في بناء قواعده وركائزه، مما أضاف للمرأة الكثير.. ولم يُنقِص من مكانتها ودورها وقدرها، رغم كافة التحدّيات التي تواجهها والمصاعب التي تعيق تقدّمها، والتي لا تقبل بالاستسلام لها؛ بل تعمل بكلّ جهدها وطاقاتها على تحقيق نجاحها، وإثبات ذاتها وتعظيم دورها ومكانتها داخل الأسرة وبمكان العمل وعلى مستوى المجتمع.

ريم وفيق زنداح:مدربة دولية وإعلامية

المرأة والعمل

المرأة والعمل

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015