القدس العربي- قالت الناشطة اليمنية، توكل كرمان (37 عاماً)، إن” تعليم المرأة أمرٌ بالغ الأهمية ولا غنى عنه، ويجب عدم حرمانها منه، وأدعو جميع دول العالم الإسلامي إعطاء أولوية للتعليم، وإن بناء مدرسة أهم من بناء معسكر و تأثيثها أهم من شراء السلاح”.
جاء ذلك خلال كلمة كرمان، في الدورة السادسة للمؤتمر الوزاري حول دور المرأة في تنمية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، خلال الجلسة الأولى والتي عقدت تحت عنوان “دور المرأة في دول العالم الإسلامي”، بمدينة إسطنبول، التي انطلقت الأربعاء.
وقالت إنه” لا يزال كثير من رجال الدين وخطباء المساجد يرددون أحاديث مكذوبة عن الرسول من دون علم، وهذا ما يوجب الوقوف عنده وتصحيحه، فاتخاذ الدين مطية لعادات جاهلية ومصالح ضيقة أمر غير مقبول للمرأة في جميع انحاء العالم بشكل عام، وللمرأة المسلمه بشكل خاص”.
وأشارت كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011، إلى أن” مسألة حقوق الإنسان تخص المرأة مثلما تخص الرجل، وتخص الأطفال أيضاً، ولذا يجب الاهتمام بقضية أساسية وهي: ضمان وجود دول ديمقراطية”. وأن “الرهان على حكمة الأنظمة الاستبدادية في هذا الشأن، مسألة غير مفهومة”.
ورأت أن” خيارات المرأة هي ذاتها خيارات الرجال، وهي بناء دولة مدنية تعلي من مبادئ المواطنة وحكم القانون، ولقد امتلأت الشوارع والساحات بالرجال والنساء في سبيل هذا الحلم، هناك حكمة تختصر ما أود قوله في هذا الشأن أن تاريخ الدول يبدأ في قلب رجل أو قلب امرأة”.
وشددت على أن” مساعدة المرأة على التخلص من إرث يتسم بالظلم والتهميش هو في حقيقة الأمر مساعدة للرجل ومساعدة للمجتمع.. إذ لا يجدر بنا أن نناقش قضية الحقوق والحريات والتنمية بطريقة التجزئة، فمن المتعذر أن يكون لدينا مجتمع نصفه يحصل على حقوقه كاملة، والنصف الآخر لا يحصل على شيء. في هذا الإطار، أود التأكيد على ضرورة إرساء مبادئ المواطنة وسيادة القانون “.
ودعت كرمان النساء إلى” الكفاح من أجل الوطن والأمة والإنسانية الواحدة، لتجلبن الرفاه والسلام للمجتمعات برجالها ونسائها .. ليس هناك كفاح يخص المرأة دون الرجل وليس هناك ميدان يخص الرجل ولا شأن للمرأة به”.
وشددت على أن ” مشاركة المرأة في السياسة أمر ضروري، والإطلال على العالم من تلك المقاعد يمنحكن قدرة التغيير الإيجابي، ومن أجل ذلك عليكن الإنخراط في الأحزاب السياسية، وعلينا أن نمتلك الحلم لأخذ أعلى المناصب”.
واستنكرت كرمان” المحاولة الانقلابية التي استهدفت الديمقراطية التركية وما حققته من تنمية مستدامة في هذا البلد العظيم، ونبدي أسفنا على كل حالات الصمت والرضى والمباركة للانقلاب من قبل بعض الحكومات الغربية، التي تنكرت لمبادئها وتخلت عن التزاماتها تجاه الديمقراطية وحقوق الانسان”.
هذا ويعقد المؤتمر الوزاري حول دور المرأة في التنمية في الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي، كل عامين مرة، وعقدت دورته الأولى في مدينة إسطنبول عام 2006.