الحرة- بعضهن حالفهن الحظ في مغادرة سورية والفرار من جحيم الحرب الدائرة هناك، أما البعض الآخر فمازلن يعانين في صمت، وتحت وطأة الحرب، من صور نمطية تحصرهن في دوائر ضيقة و”متخلفة”، بحسب وصف حملة افتراضية تحمل شعار كسر هذه الصور.
حملة “ت_متحررة” انطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعتمد على الإعلام الجديد بالتحديد لتحقيق أهدافها. “نستهدف النشطاء السوريين، الموجودين في سورية وفي المهجر، ونروم تغيير هذه الصور النمطية من خلال مقاطع فيديو ومقالات تظهر نماذج ناجحة من السوريات”، تقول الإعلامية السورية زينة أرحيم، إحدى المسؤولات عن الحملة لموقع الحرة.
الحملة انطلقت منذ شهرين، ولا سقف زمني لها، فالمهم حسب المشرفين عليها هو دفع المجتمع السوري إلى تصحيح الصور النمطية التي ظلت وما تزال لصيقة بالسيدة السورية.
ولا تستهدف حملة “متحررة”، فئة معينة من السوريين، “الحملة تخاطب كل السوريين، لا نخاطب مثلا اللاجئيين السوريين في أوروبا، وإنما السورين حيث ما وجدوا.. ونتعاون مع منظمات ناشطة في نفس المجال لتنسيق جهودنا”، تضيف المتحدثة.
وفي صفحة الحملة على تويتر مثلا، العشرات من مقاطع الفيديو وصور فوتوغرافية تقدم سوريات “نجحن في كسر بعض الصور النمطية في سورية”، وتقول الناشطة السورية إن الحملة تحاول “تقديم زوايا مختلفة للموضوع، وثانيا هدف توثيقي أو تعريفي بسوريات نجحن في كسر بعض القواعد في سورية”.
وقد يعتقد البعض أن آخر ما يهم السوريين اليوم هو تغيير نظرتهم إلى المرأة، التي غالبا ما يربطونها بالمطبخ وبخدمة الرجل، لكن المسؤولة عن الحملة، تقول إنه فعلا حان الوقت لفعل ذلك رغم الانقسام الذي تعرفه البلاد.
وتتابع المتحدثة “فعلا استحضرنا هذا الموضوع قبل إطلاق الحملة، قلنا هل سنتحدث عن سوريات معارضات أم محايدات؟” .
ورغم مرور أسابيع على إطلاق الحملة، تسجل رحيم، صعوبة الوصول إلى بعض السوريات اللواتي نجحن فعلا في تحقيق أهدافهن، “بعضهن لا يرغب في الحديث إلى الإعلام والبعض الآخر غير معروف يشتغل في صمت”، تضيف للحرة.
وتعمد الحملة على الرجل أيضا في معالجة نظرته إلى المرأة السورية، الذي يحمل نظرة “ازدواجية” اتجاه المرأة.
وفي فيديو نشرته الحملة عاليوتيوب؛ تقدّم الحملة نظرة الأطفال إلى المرأة السورية، وغالبيتهم تربطها بالمطبخ وبالبيت، فين حين تقبل عدد قليل منهم أن يراها تشغل بعض الوظائف العادية خارج المنزل.
وتؤكّد المتحدثة أن مسار تغيير الصور النمطية اللصيقة بالمرأة السورية طويل ويحتاج إلى الكثير من الجهد، لكنها تستدرك “إذا استطعنا أن ننير شمعة الانفتاح في رأس شخص واحد، هذا بالنسبة إلينا أكبر نجاح ستحققه الحملة.. للأسف بعض المدافعين عن حقوق الإنسان في سورية، يحملون هذه الصور النمطية حول المرأة وهذا ما لا أتفهمه”.
وبهدف تحقيق “انتشار أوسع” تعتمد حملة “متحررة” على الفيديو وعلى لغة بسيطة تنطلق من العامية السورية، وتحظى بدعم بعض المنظمات الحقوقية والإعلامية كمعهد الحرب والسلام الذي قدم دعما ماليا للحملة يمكنه أن يغطي ستة أشهر من عمل فريقها الذي يقدر بحوالي 20 شخصا.
“نعتمد على الفيديو لأنه يصل أكثر إلى الجمهور، إذ يصل ثمانية أضعاف ما تصله التغريدات أو التدوينات، كما أن التغريدات المكتوبة مثلا باللغة الإنكليزية تقرأ أكثر مقارنة بتلك المكتوبة بالعربية، لكن في سورية أعتقد أن المحتوى المكتوب باللغة العربية يصل أكثر”، توضح أرحيم للحرة.
وفي الثاني من تشرين الأول/أكتوبر أطلقت الحملة مسابقة صحافية موجهة للإعلاميين السوريين، قيمتها 1000 دولار، للتنافس في مجال تقديم محتوى فيديو يتناول الصور النمطية حول المرأة السورية أو يقدم نموذج سيدة سورية نجحت في الوصول إلى أحد مراكز القرار، أو يتناول موضوع التمييز الممارس ضد المرأة السورية.
وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعتقد المتحدثة أن نساء المنطقة تعاني من مشاكل مختلفة، خاصة اللواتي يوجدن في مناطق الحرب والنزاع.