البوابة نيوز- «رحاب زين الدين» سفيرة المرأة العربية، والإعلامية الشهيرة التى تتبنى قضايا المرأة العربية بشكل خاص، لقبتها جامعة الدول العربية بسفيرة «الأيادى البيضاء»، واعتبرتها فى عام 2008 من أهم الشخصيات النسائية التى تسعى لخلق إعلام مختلف له دور فعال، فهى ترفض تقديم برامج ترفيهية ليس لها محتوى خدمي.
بدأت «رحاب» مشوارها الإعلامى فى قناة المستقبل كمذيعة متدربة لبرنامج شبابي، لتهتم بعد ذلك بالأعمال ذات الأهداف الاجتماعية والإنسانية، ثم كرست وقتها لتأسيس أكبر حملة إعلامية عربية خلال حملة المرأة العربية، قدمت مشاريع عديدة من خلال حملتها من بينها برنامج «المرأة النموذج» الذى بُث على 70 قناة عربية، محققًا بذلك رقمًا قياسيًا دخلت به موسوعة جينيس، ثم قدمت مشروع برنامج «دراما الأيادى البيضاء» الذى بُث أيضًا على 100 قناة تلفزيونية عربية وعالمية، وأخيرًا تستعد لإطلاق أهم مشروع إعلامى للمرأة، وهو برنامج «الملكة»، وذلك خلال حملة المرأة العربية، للبحث عن ملكة لنساء العرب، يكون لها مشروع يخدم المجتمع المدنى.
■ كيف تفسر امرأة ناجحة مثلك رفض بعض الرجال العرب تفوق زوجاتهم؟
– فى الوطن العربى لا يوجد تركيز على الوعي، وأن النساء كما أن عليهن واجبات لهن حقوق، فنسبة ٧٥ فى المائة من نساء الوطن العربى يجهلن حقوقهن، والسبب فى ذلك تربية الأنثى ذاتها، فهى تربت على أن عليها واجبات فقط من ناحية أسرتها وزوجها، ولكن لم يعلمها أحد أن لها حقوقا لابد أن تناضل من أجل الحصول عليها، ولذا فإن أول ما تمارسه النساء بعد الزواج هو «التنازل» عن حقوقها على حساب طموحاتها ونجاحتها، والسبب فى ذلك يرجع للمرأة التى هى «الأم» التى تفرق بين الأبناء منذ الصغر، وتجعل الأخت تعمل كخادمة لأخيها، فينضج الذكر على أن مهام النساء منزلية من الدرجة الأولى.
■ لماذا يختلف الأمر مع الرجال فى البلدان الغربية؟
– لأن هناك النساء والرجال مطلعين على حقوقهم وواجبتهم، وتتعلم المرأة كيف تحقق التوازن بين عملها وواجباتها المنزلية، كما أن الرجال يتأهلون على تقبل نجاح زوجاتهم، وعدم الغيرة من هذا النجاح، وهذا عكس ما يحدث فى الشرق الأوسط الذى غالبًا ما تكون عقول الرجال ترفض نجاح النساء بسبب الغيرة.
■ وهل الحياة الأسرية دفعت السفيرة «رحاب زين الدين» للأمام أم تنازلت عنها من أجل النجاح؟
– لا، العكس تمامًا، فأنا كنت من القليلات المحظوظات اللواتى حظين بشريك فى النجاح، فزوجى يدعمنى دائمًا فى حياتى العملية، ويرعى بناتى أثناء تنقلى خارج البلاد، كما أنى تعاملت منذ اللحظة الأولى بحكمة لكى أوفق بين زوجى ونجاحاتي، وكنت حريصة على ألا يشعر أن عملى أهم من أسرتي.
■ كيف يمكن مساعدة النساء اللواتى يتعرضن لعنف من قبل أزواجهن؟
– مبدئيًا، المرأة ذاتها لابد أن تكون لديها نية فى مساعدة نفسها، ولا تقف «قليلة الحيلة» رافضة أخذ حقها من الرجال، فالمرأة عليها أن تثور وأن تقف ضد التيار دائمًا، لأن صمتها وخوفها هما اللذان يجعلاها وسيلة للتحرش بها وقتل أحلامها تحت مسمى الحفاظ على الشكل العام، وعدم خراب البيت.
■ هل تعتقدين أن بعض التفسيرات الدينية الخاطئة كان لها سبب فى تحمل النساء إيذاء الأزواج؟
– لا، بالطبع، نحن نظلم الأديان بهذا الكلام، خاصة أن الدين الإسلامى كرم المرأة عن سائر الخلق، ولكن السبب الوحيد فيما تتعرض له النساء من ظلم وتعنت يعودان إلى «الجهل» و«الفقر»، فالأول يجعلها تتنازل عن حقوقها لأنها مغيبة عنها، كما يسمح للبعض باستخدام التفسيرات الدينية الخاطئة لكى يحولها إلى أداة للخدمة والإنجاب، والأخير يبرر لها بيع جسدها لمن يملك أموالا، سواء مقابل عقد زواج أو حتى بيع جسدها فى شكل فتيات الليل.
■ ما رأيك فى المشاركة النسائية بثورات الربيع العربي؟
– النساء كان لهن دور رائع إلى درجة كبيرة، إنما من جهة أخرى فإنه انعكس بالسلب على بعض النساء بعد اجتياح موجة التشدد الدينى عقب تلك الثورات، فبعض النماذج النسائية خوفًا من هذا التيار المتعصب قررن العودة إلى عصور الجاهلية والتخلى عن أعمالهن والبقاء فى المنزل.
■ كيف ترين المشهد السورى والعراقى فيما يخص النساء؟
– هذا المشهد الذى يوجع القلب يؤكد أن النساء دائمًا هن اللواتى يدفعن الحساب من حريتهن وأجسادهن فى حالة الحروب والنزاعات السياسية، وستبقى النساء تدفع الحساب حتى بعد انتهاء الحرب.
■ كيف تحللين سعى بعض نجمات «هوليود» لمساعدة اللاجئين العرب فى الوقت الذى تنعتهن فيه نجمات العرب بالكفر والعهر؟
– نجمات هوليود لا يؤمن سوى بالإنسانية ولديهن قناعات بأن للفن والإعلام دورا اجتماعيا قبل أن يكون ترفيهيا، ولكن نجمات العرب ليست لديهن أى مشاركات أو حتى تطلعات للمساعدة فى هذه الكوارث، ربما لأنهن من ناحية أخرى الكثيرات منهن يفتقرن للوعى والثقافة.
■ ولماذا تتجاهل سفيرة الأيادى البيضاء وحملة المرأة العربية ما يتعرض له اللاجئون وخاصة النساء؟
– بالعكس، نحن لا نتجاهل تلك القضية على الإطلاق، وقمنا بتنظيم أكثر من مؤتمر لمساعدة هؤلاء، وفى عام ٢٠١٤ طالبنا بزيارة اللاجئين السوريين فى تركيا، ولكن الجهات الداخلية والخارجية رفضت الزيارة بدافع الخطورة الأمنية، فنجوم هوليود عندما يقومون بتلك الزيارات تدعمهم جهات عديدة، ولكن منظمات المجتمع المدنى فى الوطن العربى لا تدعمها الدول أو تساعدها على القيام بنشاطات سياسية.
■ باعتبارك إعلامية كبيرة.. ما تقييمك لصورة المرأة فى الإعلام العربي؟
– أنا أرى أن الإعلام العربى أخذ اتجاها واحدا، وأشعر أن هناك مؤامرة على العرب من العرب أنفسهم، فعندما أتابع البرامج السطحية التى لا تسعى لمعالجة أو مناقشة قضايا المشاهد الحقيقية سواء امرأة أو رجل أشعر بالخجل، فكم البرامج الترفيهية المعتمدة على الرقص والغناء فقط يعنى أن هناك مؤامرة لدفع العالم العربى إلى الفراغ التام والشلل وغياب الثقافة، وكان المشاهد يرفض هذه النوعية من البرامج ثم استسلم لها لأنها أصبحت تحيط به من كل اتجاه، وحتى النساء تنعكس صورتهن فى الإعلام بأنهن نمامات أو راقصات أو جاهلات، الأمر ذاته فى الدراما والسينما حيث تجسد النساء على أنهن مكسورات الجناح وليس لديهن طموحات، أو سيدة أعمال مستغلة، وتسعى للنجاح باستغلال، فى النهاية لا الإعلام ولا الدراما عرضا الصورة الحقيقية للمرأة.
■ قدمت برنامج «المرأة النموذج»، وكان له صدى واسع فى الوطن العربي.. ما أكثر النماذج النسائية التى علقت مع «رحاب زين الدين»؟
– كل النماذج كنت أبحث عنها بجدية وجهد كبير، فكلهن أثرن فى وتعلمت منهن الكثير، ولكن هناك بعض النماذج التى لا يمكن أن تضيع من ذهني، فكانت هناك امرأة لبنانية فى الستينيات من عمرها، وما زالت فى الجامعة لأنها قررت إتمام تعليمها فى عمر الخمسين، وحصلت على الماجيستير، ولديها إصرار على الحصول على الدكتوراه، وذلك بسبب تركها للتعليم وهى صغيرة، وهناك نموذج آخر لامرأة تعمل بتنظيف الأحذية من أجل تعليم أبنائها، وعندما يطلب منها أحد ترك أبنائها للدراسة ومساعدتها المادية تقول: «اعمل فى مسح الأحذية حتى لا يمسحها أبنائي».
■ ما المشروع النسائى الذى تبحث عنه سفيرة المرأة بين المتسابقات على لقب «الملكة»؟
أتمنى أن تعرض المتسابقات مشروعا عن دراسة حقوق المرأة واحترامها فى المناهج التعليمية، ومشروعا آخر للحد من كارثة أولاد الشوارع التى أعطيها كل جهدى بشكل خاص.