مي أنور العطافي/ موقع (الرسالة) الإلكتروني- رغم كلّ الظروف الحالكة التي تمرّ بها سوريا، من حرب ودمار وخراب، وما نشأ عنها من عدم استقرار، سواء كان ماديًا أم معنويًا، إلا أن نساء سوريا أثبتن للعالم مدى قدرتهن على تحمل الصعاب والتفوق على الظروف، فلم يتركن لوناً من ألوان الحياة الاجتماعية إلا وساهمن به، فبين النضال، والتجارة والعمل وحملات التوعية تجد بصمة المرأة السورية واضحة.
مغسلة سيارات يعمل بها نساء فقط
اُفتتحت مؤخرًا أول مغسلة للسيارات للنساء فقط، في محافظة السويداء بسوريا، وذلك رغم المعاناة. وقالت سهير أبو حمدان، صاحبة المشروع، إن المكان لا يعمل به سوى النساء فقط، موضحةً أن المرأة السورية قوية تستطيع خوض أي تجربة، حسبما ذكرت لوكالة سانا السورية.
بينما أضافت إحدى العاملات في المغسلة، أنه من المؤكد أن هناك وقتٌ ليتقبّل الرأي العام هذا المشروع، إلا أن الطريق ليس صعباّ خاصة بعد 8 سنوات من الحرب، بل أثبتت جداراتها ونجاحها في وجه كلّ التحديات والصعاب التي واجهتها.
وأعربت إحدى زبائن “المغسلة” عن شغها لرؤية هذا المشروع عندما شاهدت الإعلان على شبكة الإنترنت، قائلةً: “تولّدت لدي رغبة فى تشجيعهنّ، خاصة أن 50 % من السيدات السوريات أصبحن يمتلكن سيارات” .
حملة خلي البدر يطلع
أطلقت منظمة “الباحثون السوريون”، خلال الأيام الماضية، حملة توعية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، طالبت من خلالها بمقاطعة الفتيات العربيات لوضع المكياج لمدة 30يوماً، بعنوان “خلي البدر يطلع لمدّة 30 يوماً”.
ودعت المنظمة الفتيات للمشاركة من خلال صفحاتهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لنشر مخاطر المكياج وتعزيز الجمال الطبيعي في المجتمعات العربية، ولزرع الثقة بالنفس في الإناث من خلال التخلّي عن مستحضرات التجميل لمدّة شهر كامل، تلك المستحضرات التي يمكن أن تضرّ بالبشرة.
كما أكّدت الحملة على عدم وجود معايير تحدّد الجمال في حقلٍ معيّن دون سواه.
ولاقت الحملة رواجًا واسعًا من قبل رواد التواصل الاجتماعي، كما شاركت في الحملة العديد من الفنانات السوريات ومن بينهن الفنانة سلاف فواخرجي.
مقهى للسيدات فقط
افتتح مقهى خاص بالسيدات، بمدينة حلب بالأمس القريب، ليشهد إقبالاً من النساء والفتيات المحبّات لارتياد المقاهي والباحثات عن شيء من الخصوصية بعيداً عن “صخب الشبان”.
وافتتحت مقهى “سيلينا” الأختان (هيلا) و(ريان)، ليكون فكرة تجارية مميزة تستقطب النساء في المدينة، من خلال تعزيز المكان بمنتدى فريد من نوعه يحرص على خصوصيتهن في الأماكن العامة.
كما زيّنت جدران مقهى الصبايا “سيلينا”، بلوحات ذات طابع أنثوي لتضفي على المكان الغارق بألوان الزهر والبنفسج لمسات جمالية.
وقالت الأختان لموقع سبوتنك: “فكرة مقهى الصبايا تنطلق من حاجتنا للخصوصية، وليس من التمييز بين الجنسيين على الإطلاق، لهذا بدأت الصبايا والسيدات بارتياده، وإقامة احتفالاتهن الخاصة كاحتفالات أعياد الميلاد، بالإضافة إلى ارتياده من قبل كاتبات وطالبات جامعيات تتاح لهن مطالعة الكتب، أو حتى إقامة مشاريع دراسية، ناهيك عن جمعات النساء، ولقاءاتهن (الصبحيات) النسائية وهي العادة المشهورة عند سيدات المدينة”.
ويقوم المقهى على عنصر البنات، من إدارة وعاملات وموظّفات، حتى أن الديكور تمّ تصميمه ليكون أنثوياً، وحتى الأصناف أو المشروبات الساخنة والباردة التي تقدّم؛ كلّها يغلب عليها الطابع الأنثوي.
“مراسلون بلاحدود” تكرم صحفية سورية
منذ ثلاثة أعوام كرّمت منظمة “مراسلون بلا حدود” الصحافية السورية زينة أرحيم ضمن 10 صحافيات بارزات حول العالم، بمناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار/مارس. و الصحافية زينة مهتمة بتدريب الصحفيين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، في الشمال السوري، وتواجه مصاعب ومخاطر كثيرة في نشاطها المهني، مما حمل لها هذا التقدير الدولي.
“آثرت الصحافية السورية زينة أرحيم على نفسها مساعدة الفاعلين الإعلاميين المعروفين باسم الصحافيين – المواطنين، أي أولئك الذين أصبحوا يشكّلون تقريباً المصدر الوحيد للمعلومات في البلاد. وإدراكاً منها لصعوبة عملهم، عندما يعرّضون حياتهم للخطر في سبيل نقل ونشر الأخبار؛ أصبحت ارحيم تتولى مهمة تدريبهم منذ عام 2013، وباتت صورهم ومقالاتهم تُأخذ على محمل الجد”، هكذا تحدّثت منظمة “مراسلون بلا حدود” في بيانها عن زينة.
وكانت زينة قد تخرّجت عام 2007 من جامعة دمشق، وبعد أن حصلت على درجة الماجستير في الصحافة الدولية من لندن، عادت إلى سوريا لتعمل على تدريب المواطنين الصحافيين في حلب وإدلب والرقة ودير الزور.