وكالة أخبار المرأة- تصدرت الفنانات أفيشات السينما في فترة السبعينات وأوائل الثمانينات، وتعد سعاد حسني من رواد البطولة السينمائية النسائية، وتلتها كل من الفنانة شمس البارودي وميرفت أمين ونجلاء فتحي وسهير رمزي في تصدر أفيش الأفلام. وكان يكفي أنيظهر اسم أي فنانة من هؤلاء الفنانات على الأفيش حتى يتجه المتفرج مباشرة للسينما لمشاهدة الفيلم لثقته في هؤلاء النجمات.
وتلى جيل ميرفت أمين وسهير رمزي الفنانتين الأكثر شهرة في فترة الثمانينات والتسعينات، نبيلة عبيد ونادية الجندي إذ تصدرت أسمائهن أفيشات الأفلام السينمائية لفترات زمنية طويلة، وتخصص بشير الديك ومصطفي محرم في صياغة سيناريوهات خاصة للفنانة نادية الجندي، وكان من ورائها المنتج محمد مختار، الذي كان زوجا لها، أما الفنانة نبيلة عبيد فتخصصت في روايات إحسان عبد القدوس في بعض أعمالها التي نالت من خلالها شهرة واسعة، وتلاها بعد ذلك محاولات يسرا وليلي علوي وإلهام شاهين في بطولات نسائية لكنها على فترات متفرقة، وليست بثبات مثل نجمات الجيل الماضي.
“نجمات الألفية”
مع بداية الألفية الجديدة،ـ وظهور موجة أفلام الشباب واحتلالهم لأفيشات السينما ظهرت الفنانة عبلة كامل كرائدة من رائدات البطولة السينمائية في العصر الحديث، إذ قامت ببطولة العديد من الأفلام السينمائية مثل “بلطية العايمة وخالتي فرنسا” وغيرها من الأفلام التي نالت شهرة واسعة، وتلاها بعد ذلك الفنانة مي عز الدين في “أيظن وحبيبي نائمًا”، وجاءت الفنانة ياسمين عبد العزيز بعد ذلك في أفلام “الدادة دودي والثلاثة يشتغلونها”، ثم جاءت الفنانة منى ذكي في فيلم “إحكي يا شهرزاد”، ثم الفنانة هند صبري أخيرا في فيلم “أسماء”.
“تأخر البطولة السينمائية النسائية”
وترى الكثيرات من النجمات أن البطولة السينمائية مازالت متأخرة ولم تحتل بعد مكانتها المرجوة منها، عكس ما هو متواجد بالخارج مثل النجمات ميريل ستريب وهيلين ميرين وساندرا بولوك وجوليا روبرتس.
وعلقت الفنانة ميرفت أمين على ظاهرة تراجع البطولة النسائية في السينما في العصر الحديث،:”هذا يرجع إلى أن المناخ السينمائي حاليا غير مهيأ لاستقبال فنانات يستطعن تحمل بطولات سينمائية، وأنا لا أقلل من شأن نجمات الجيل الحالي إلا أنهن مازلن في حاجة لمن يدعم موهبتهن، وأرى أن فنانات مثل منى ذكي وياسمين عبد العزيز وبسمة وهند صبري فيهن أمل كبير للقيام ببطولة أفلام سينمائية خلال المرحلة المقبلة”.
وأشارت أمين إلى أن محاولات ياسمين عبد العزيز في البطولة السينمائية جيدة والسنوات القادمة من الممكن أن تصنع طفرة من خلال أفلام ستقوم ببطولتها، ولابد أن يدعم اتجاه السينما النسائية كتاب سيناريو يحملون فكرا ومنهجا، موضحة أن المنتج يبحث عن النجاح سواء كان هذا النجاح من خلال الرجال أو النساء.
وقالت إني أرى أن العيب هو في نقص الأفلام التي يتم كتابتها للفنانات رغم أن المرأة تشغل حيزًا كبيرًا حاليا في الحياة السياسية والاجتماعية والدولية ولها دور بارز في المجتمع.
“نجمة مصر الأولى”
من جانبها قالت الفنانة نبيلة عبيد إن تراجع ظاهرة البطولة النسائية في السينما المصرية يرجع إلى أن نجمات الجيل الحالي لم يستطعن أن يكسبن ثقة الجمهور حتى الآن، بالإضافة إلى أن تاريخهن الفني مازال قصيرا رغم إني أري أنهن يمتلكن مواهب وقدرات فنية عالية.
وألمحت الفنانة عبيد إلى أن الثقافة السينمائية في الجيل الحالي مختلفة عما سبق، وهو ما أدى إلى تراجع البطولة السينمائية فالمجتمع الآن على حد قولها في حاجة لتغيير نظرته بالنسبة لسينما المرأة أو البطولة السينمائية، فمحاولات نجمات السينما في الجيل الحالي معظمها حتى الآن لم يحقق الإيرادات التي تجعل المنتجين يلتفتون إليهن.
“أسماء”
أكدت الفنانة هند صبري على أنها لم تبحث أبدًا على البطولة في السينما، لكن فيلم “أسماء” استثناء، ومازالت ترى أن السينما لا يجب أن يكون تصنيفها نسائي وذكوري، فالعمل السينمائي عمل متكامل مشترك، وهو بطولة جماعية لكل من شارك فيه، وهذه المسميات مسميات نقدية لا أكثر ولا أقل، والفنان يبحث عن الأعمال التي تضيف لرصيده الفني سواء كان ذلك من وجهة نظر النقاد أو السينمائيين أفلام ذكورية أو نسائية، لكن في ذات الوقت يوجد حاليا نجمات سينما يمتلكن قدرات هائلة ويتمتعن بحب الجمهور ويستطعن أن يحققن طفرة في مجال السينما.
“السيناريو هو الذي يتحكم في المنتج”
من جانبه رد المنتج أحمد السبكي على ظاهرة السينما الذكورية والسينما النسائية: “أي منتج في الدنيا لا يستطيع أن يؤخر تصوير أو عرض فيلم جيد، سواء كان بطولة فنان أم فنانة، كل ما في الأمر أن السيناريو هو الذي يتحكم في المنتج”.
وأضاف، قائلا: “أنا كمنتج لا أستطيع أن أجبر مخرجا أو كاتبا على أن يكبر مساحة دور البطل على حساب البطلة أو العكس، لكن في الوقت نفسه عندما يأتيني سيناريو مكتوب بحرفية أفكر في كيفية تنفيذ هذا الفيلم، وما العائد الذي سيأتي من ورائه، بصرف النظر عمن يلعب دور البطولة، سواء كان شخصية نسائية أم رجالية، فلا يوجد تحيز لفئة على حساب الأخرى”.