قاسيون- يعاني الشعب السوري ظروفاً قاهرة في ظل حرب عصرت بين رحاها الجميع؛ وحملت المرأة السورية هموم ما جرى أضعافاً مضاعفة، وكان أشدها تأثيراً الأسلحة الكيميائية، بالإضافة للجوع والتشرد والقصف، مما أثر سلباً على صحتها، والتي باتت مهددة بأمراض جسدية ونفسية شتى.
أمراض خبيثة
وقال عمار أفندي المتخصص في الصحة العامة: «إن الوفيات الناتجة عن أمراض خبيثة في تزايد مستمر، وذلك بسبب العوامل البيئية الخطرة، والذي يرافقه إما تأخر الكشف عن المرض أو صعوبة الوصول لمراكز الرعاية الطبية، واستخدام الأسلحة الكيميائية ساهم بشكل واسع في نسبة الإصابة بسرطان الثدي، حيث بلغت نسبة وفيات النساء30 ألف امرأة عام 2015 بسبب الإصابة بأمراض خبيثة».
أما والدة أحلام ذات ال13 عاماً والمصابة بسرطان نقي العظم تقول: إن مرض السرطان وراثي، لكن لم يسبق لأحد من عائلتنا أن أصيب به، لابد أن يكون الهواء الملوث الذي نستنشقه هو السبب وراء ذلك، قبل الحرب لم نشكُ في حياتنا من أي مرض».
أمراض جنسية
أكدت مصادر طبية أن الفقر وعدم تامين أبسط سبل العيش، ساهما في كثرة عمليات الإجهاض، والتي أنتجت بؤرة لانتشار العديد من الأمراض، في ظل ظروف تغيب عنها الرقابة الصحية.
وكان خروج العديد من المراكز الطبية عن العمل بسبب القصف الوحشي سبباً في جعل حالات الولادة المستعصية تودي بحياة الأم أو الجنين.
ووفق مصادر إعلامية وتوثيقية فإن النساء اللاتي تعرضن لاغتصاب متكرر لدى تنظيم الدولة أكثرهن معرضات لأمراض جنسية خطيرة (كالإيدز والسيلان والهربز)، ناهيك عن المغتصبات في سجون النظام.
وقالت طبيبة نسائية: «إن معظم الأمراض النسائية التي عالجتها في مناطق هلك وما حولها تعود لأمراض ناتجة عن عمليات إجهاض وسرطانات في عنق الرحم وتشوهات أجنة، وأكثرها انتشاراً هو تكيس في الرحم و المبايض حيث ظهرت حالات شديدة وكثيرة، قد يؤدي لعقم دائم، إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب فقد ينتشر في الأمعاء والمثانة و الحوض، ويؤدي في حالاته الشديدة إلى تلف الكلى والرئة أو حتى الدماغ.
وقالت المريضة رهف24 عام: «بعد عدة أيام من فزعي الشديد لسقوط مبنى مجاور لمنزلي ظهرت أعراض مرض لم تكن موجودة لدي من قبل، وعند رجوعي للطبيب أخبرني بوجود (كيس دموي) حديث منشأ أخر حلمي بإنجاب لما بعد تلقي علاج طويل أمد وهذا العلاج مكلف للغاية لا أملك منه شيئاً في ظل الحرب».
الفيروس سي
أدى انهيار شبكة صرف الصحي في معظم أنحاء سورية؛ خاصة التي تشهد قصف عنيف من قوات التحالف والنظام لانتشار أمراض التهاب الكبد الوبائي والتفوئيد بالإضافة لتشوهات جسدية ناتجة عن تكاثر ذبابة الرمل.
وقالت منظمة الصحة العالمية بتقريرها السنوي إن: «الوضع الصحي في سورية هو الأسوأ منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية؛ الأمر الذي ينبئ بكارثة صحية وشيكة في المنطقة»
إن كل ما قيل دليل واضح على المأساة التي يعيشها الشعب السوري وعلى رأسهم المرأة؛ التي تتحمل القسم الأكبر من المأساة؛ ناهيك عن الأمراض النفسية التي تعاني منها المرأة السورية بسبب ظروف الحرب وفقدان الرعاية؛ واستخدامها كسلاح ضغط عند جميع الأطراف، وعدم تحييدها عن الصراع القائم دون أن يلقى ألمها أي صدى إجابة.