جريدة الأيام- تتعرض المرأة في جميع المجتمعات إلى العنف المستمر الذي يترك آثاراً سيئة في حياتها وفي تعاملاتها مع الآخرين ولا يقتصر العنف ضد المرأة على ثقافة أو منطقة معينة أو بلد معين، كما أنه لا يقتصر على فئات نسائية معينة داخل المجتمع، ذلك لأن جذور العنف تمن في التفاوت القديم في علاقات القوة بين الرجل والمرأة، وفي استمرار التمييز ضد المرأة، وتعد تكاليف العنف ضد المرأة باهظة للغاية فهي تشمل التكاليف المباشرة لخدمات علاج ضحايا الاعتداء من النساء وأطفالهن ودعمهم وتقديم مرتكبيها للعدالة، أما التكاليف غير المباشرة فتشمل فقدان العمل والإنتاجية، والتكاليف المتكبدة من حيث الآلام والمعاناة الإنسانية
1. العنف النفسي:
يعتبر العنف النفسي من أخطر أنواع العنف فهو غير محسوس ولا يترك أثراً واضحاً للعيان وهو شائع في جميع المجتمعات غنية أو فقيرة متقدمة أو نامية وله آثار مدمرة على الصحة النفسية للمرأة وتكمن خطورته بأن القانون قد لا يعترف به كما يصعب إثباته، حيث تعاني المرأة الإهانات والإهمال والاحتقار والشتم والكلام البذيء والتهميش وإسماعها كلاماً غير لائق، وتشبيهها بأشياء لا تحب أن تشبه بها أو مناداتها بأسماء لا تحبها إضافة إلى الاعتداء على حقها في شريك الحياة، وفرض القيود عليها والتدخل بشؤونها الخاصة، وتحت العنف النفسي يندرج ما يسمى بالعنف الرمزي الذي لا يتسم بالقيام بأي فعل تنفيذي بل يقتصر على الاستهتار والازدراء واستخدام وسائل يراد بها طمس شخصية المرأة – إن العنف النفسي منتشر بشكل كبير بسبب القيم الثقافية التي تكسر نشأة المرأة اجتماعياً وتجعلها خاضعة منذ طفولتها المبكرة لسيطرة الأعراف الثقافية والمجتمعية التي تتعارض مع الدين الإسلامي، بتعامل المرأة داخل الأسرة وحتى المجتمع الكبير على أساس أنها ضعيفة وعليها الخضوع لرجال العائلة فالشتم والإهانة وتقديم الخدمة والحرمان من الحقوق الشخصية أمر لا يجب مناقشته أو الاعتراض عليه بل المطلوب منها الصمت والطاعة العمياء!
2. العنف الجسدي أو البدني:
يمكن أن نعرف العنف الجسدي بأنه الإيذاء ابتداءً من الركل والصفع وشد الشعر وإطفاء السجائر في جسد المرأة والضرب بغير وجه حق أو على أمور لا تستحق الضرب وفي بعض الأحيان يكون ضرباً مبرحاً تاركاً آثاراً على الجسم فالضرب وتشويه الأعضاء وغيرها من أنواع الإيذاء الجسدي كجرائم الشرف التي تُشير إليها الدراسات وسجلات المحاكم الشرعية والجزائية والصحف والتي نقرأ فيها كثير من هذا النوع وحتى قاتل زوجته أو الابنة أو الأخت أو العمة لأسباب متعددة قد يكون منها بدافع الشرف وأحياناً يكون هذا من الأم نفسها.
3. العنف الجنسي:
وهو إجبارها على القيام بما لا تحب من أفعال والاعتداء على ما يمس كرامتها وشرفها وهي من أغلى الأمور لديها أو أن تكون عن طريق إسماعها كلاماً لا تحب ساعه يتعلق بكيانها الجسماني عن طريق الهاتف أو أثناء المشي في الشارع ويتطور الأمر إلى التحرش الجنسي وسفاح القربى والمحارم وهتك العرض والاغتصاب ويعد العنف الجنسي من أخطر أنوا العنف إذا تعرضت له المرأة من داخل الأسرة، إلا أنه يبقى كامناً في قرار نفسية المرأة ويظهر مستقبلاً على سلوكياتها كالانحراف وإدمان المخدرات ويعزز عندها ظاهرة الانتقام.