استانبول/ وكالات- تبحث 100 شخصيةٍ حقوقية وإعلامية، بدءاً من يوم الخميس، مأساة النساء اللاجئات والنازحات، في ندوةٍ تحت عنوان “النساء بين اللجوء والنزوح والهجرة.. سوريا وميانمار واليمن نموذجاً”. الندوة، التي تقام في مدينة إسطنبول، تنظمها “مؤسسة توكل كرمان الدولية” (وهي مؤسسة حقوقية مقرها في مدينة إسطنبول).
وفي كلمتها الافتتاحية؛ تحدثّت الناشطة اليمنية توكل كرمان، إن عدد اللاجئين والنازحين في العالم تجاوز الـ65 مليون شخص، وهو أعلى رقم وصلت إليه المفوضية العليا للاجئين منذ تأسيسها، مؤكدةً أن معاناة الملايين حول العالم تزداد قسوةً مع مرور الوقت “نتيجة تغلب المصالح على الاعتبارات الإنسانية”.
وأضافت كرمان أنها زارت العديد من مخيمات اللاجئين في أنحاء الأردن وسوريا وتركيا، بالإضافة إلى صربيا وكرواتيا وألمانيا وبنغلادش، وفي كلّ تلك الزيارات كانت الخلاصة التي توصّلت إليها هي “تشابه طباع القتلة والمجرمين، وتشابه أيضًا ضحايا القتل والتشريد والدمار”.
ورأت الناشطة اليمنية أنه “لمن المحزن أن يبدي المجتمع الدولي قدرًا من اللامبالاة، تجاه أزمات اللاجئين حول العالم، وتجاه الأسباب التي أنتجت هذه الظواهر في السنوات الأخيرة”، قائلةً “يبدو أن هناك تواطئًا بين معسكر القتلة ومعسكر الدول التي تدّعي التحضّر”.
وشدّدت على أن “اليمن يعاني من كارثةٍ إنسانيةٍ كبيرة، أدّت به الحروب إلى النزوح واللجوء وانتشار الأمراض والأوبئة”.
ودعت كرمان العالم إلى القيام بخطواتٍ فعلية تجاه ما يحدث من إبادةٍ وحشية لمسلمي الروهينغا وحالات الاغتصاب الجماعي التي يتعرضون لها، والقتل والتمثيل بالجثث والحرب والشنق وقطع أعناق ورقاب الأطفال أمام آبائهم، مطالبةً باستقبال اللاجئين وفتح الحدود لهم وإيوائهم والالتزام بمعايير القوانين الإنسانية وتوفير الاحتياجات الخاصة بالنساء والأطفال، خاصة أولئك الذين يسافرون وحدهم.
وعن سوريا قالت كرمان إن الوضع لا يختلف كثيرا، حيث قتل بشار الأسد أكثر من نصف مليون سوري، وهناك ملايين النازحين واللاجئين، إضافة إلى القصص المروعة التي يتعرض لها المواطنون من التعذيب والقتل والتشريد.
وتابعت “ندعو لإيجاد حل سياسي في سوريا، دون وجود من تلطخت أيديهم بالدماء”. مؤكدةً أن أي حل سياسي “لا يمكن نجاحه بوجود بشار الأسد”.
من جهتها تحدثت “مسك الجنيد”، المدير التنفيذي لمؤسسة توكّل كرمان الدولية، إن “هنالك فجوة عميقة ما بين القضايا الإنسانية والمؤسسات الإعلامية، وما زال معظم إعلام الأمة مغيب عن واقعنا الحقيقي، وكيف لنا أن نتناول قضايا سوريا واليمن وميانمار، وإعلامنا بعيدٌ عما يجري من المصائب هناك”.
وتابعت “لا بد لنا من أن نعقد المزيد من أنشطة، لنحيي ذاكرة الناس في الخير، ولتقديم الدعم ومناصرة المظلومين في مناطقنا المنكوبة”.
وتحدّثت أيضاً في الندوة المحامية السورية “مجد شربجي” والمعتقلة سابقاً، عن أوضاع النساء السوريات في مخيمات اللجوء أيضاً داخل المدن السورية جراء الحرب وفي دول أوربا وتركيا.
وبدأت شربجي من قصة زوجها الذي استشهد تحت التعذيب في سجون النظام السوري، مروراً بمعاناة النساء داخل الحدود السورية نتيجة الوحشية التي يتعامل بها النظام معهم، وقالت إن النساء كنّ يغادرن وحدهنّ من ديارهن فيما يبقى الرجال للدفاع عن مناطقهم وبذلك يتعرضن لكل أنواع المعاناة.
الناشطة “شيرين حق” من بنجلادش، تحدثت أيضاً خلال الندوة عن معاناة النساء والنازحين من الروهينغا إلى بنجلادش وسردت عشرات القصص التي سمعتها، وقالت إن هناك مشاهد صدمت برؤيتها أثناء زيارتها لمخيمات اللاجئين هناك مع الحائزات على جائزة نوبل قبل أيام، وقالت إن جنود ميانمار يرتكبون جرائم حرب بدمٍ بارد ضد مسلمي الروهينغا وسط صمتٍ فاضحٍ للعالم.
وبدوره قام نبيل البيضاني رئيس مؤسسة سام للحقوق والحريات في جنيف أيضاً بتسليط الضوء على معاناة النساء اليمنيات جراء الأوضاع الراهنة، وقال إن اليمن يتعرض لحصارٍ خانق، حيث لم يعد أحد يستطيع الخروج من البلاد أو العودة إليها.
وتهدف الندوة التي تشارك فيها 100 شخصية حقوقية وإعلامية إلى تسليط الضوء على مأساة النساء اللاجئات والنازحات والتعريف بأوضاعهن في ميانمار وسوريا واليمن، والتركيز على أوضاع النازحات واللاجئات في تركيا. كما تهدف الندوة إلى مساعدتهن والعمل مع الحكومة التركية بصورة أكثر فاعلية لتحسين هذه الأوضاع، بحسب المنظمين.
ومن المقرر أن تعقد 3 جلسات رئيسية بالندوة، أبرزها مناقشة المستجدات في واقع اللاجئات السوريات، إضافة إلى انعكاسات الحرب والحصار على النساء في اليمن. وكذلك تناقش صمت العالم إزاء ما تتعرض له نساء الروهينغيا من انتهاكات وجرائم.
وبحسب المنظمين، سيتم خلال الندوة، تقديم تصور كامل لتركيا، من أجل تحسين أوضاع النساء اللاجئات والمهاجرات، والتطرق إلى الفرص والتحديات. إلى جانب كيفية تفعيل الدور الرسمي ودور منظمات المجتمع المدني لتحسين هذه الأوضاع.
ويشارك في الندوة شخصيات حقوقية وإعلامية، من مختلف المؤسسات الرسمية والإعلامية والمدنية والحقوقية والجاليات العربية.
يذكر أن “مؤسسة توكّل كرمان الدولية”ومقرها إسطنبول، منظمة وقفية، تعمل في مجالات التنمية – الديمقراطية – السلام، بهدف المساهمة الفاعلة في مكافحة الفقر، عبر أنشطة ترمي إلى التقليل من العوز والبطالة في أوساط الشباب، بحسب المؤسسة.