الأمم المتحدة- قال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إن العنف ضد المرأة هو حقا “مسألة حياة أو موت”، مشيرا إلى أن ما يصل إلى 70 في المائة من النساء في بعض البلدان تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي من جانب شريك حميم. وفي بعض البلدان، تسببت أعمال العنف من قبل الشريك الحميم في مقتل 40 إلى 70 في المائة من الضحايا الإناث.
جاء ذلك خلال مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة في اطلاق فعاليات اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات، والذي تحييه الأمم المتحدة تحت شعار “لنجعل العالم برتقاليا: لنحشد المال للقضاء على العنف ضد المرأة”.
“ما هو أصعب من ذلك هو أن نفهم لماذا (تحصل هذه الأمور): لماذا، لماذا يتعرض الرجال للنساء والفتيات؟ لماذا توصم المجتمعاتُ الضحايا بالعار؟ لماذا تفشل الحكومات في معاقبة الجرائم القاتلة؟ لماذا يحرم العالم نفسه من ثمار مشاركة المرأة الكاملة فيه؟.”
وقد حاول الأمين العام تعبئة آلية الأمم المتحدة الكاملة وراء الجهود الرامية إلى تخليص العالم من العنف ضد النساء والفتيات، بما في ذلك من خلال هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وحملة اتحدوا من أجل إنهاء العنف ضد المرأة، و”شبكة القادة الرجال”، ودعوته المستمرة الخاصة، مشيرا إلى أن هناك اعترافا عالميا متزايدا بأن العنف ضد النساء والفتيات هو انتهاك لحقوق الإنسان، ووباء صحي وعقبة خطيرة أمام التنمية المستدامة.
ولكن لا يزال هناك الكثير الذي يمكن ويجب القيام به لتحويل هذا الوعي إلى حقيقة هادفة وخطط عمل: “هذه الجهود تعاني من نقص مزمن في التمويل. أدعو الحكومات إلى إظهار التزامها من خلال زيادة كبيرة بالإنفاق الوطني في جميع المجالات ذات الصلة، بما في ذلك دعم الحركات النسائية ومنظمات المجتمع المدني. كما أشجع زعماء العالم على المساهمة في هيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة الاستئماني لإنهاء العنف ضد المرأة. ونحن نتطلع كذلك إلى القطاع الخاص، والمؤسسات الخيرية والمواطنين المعنيين للقيام بدورهم.”
كما استضاف صندوق الأمم المتحدة الاستئماني لإنهاء العنف ضد المرأة حفلا لجمع الأموال في الأسبوع الماضي؛ بمناسبة مرور 20 عاما على بدء العمل الحيوي للحد من العنف ضد النساء والفتيات، واستعرض مجموعة من التدخلات المبتكرة التي من شأنها وضع حد للعنف ضد المرأة على الصعيد العالمي.
وشارك في استضافة الحفل المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة فومزيلي ملامبو-نغكوكا، والممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار وسفيرة الأمم المتحدة للمرأة للنوايا الحسنة، نيكول كيدمان. وحضر الحفل نشطاء حقوق نوع الجنس، ومسؤولون في الأمم المتحدة والقطاع الخاص. وقالت ملامبو-نغكوكا، “الليلة نحتفل بالعمل الحيوي الذي قام به صندوق الأمم المتحدة الاستئماني، وتكريم اللاتي تلقين المنح، واللاتي تجسد قصص نجاحهن صمود النساء والفتيات في مواجهة العنف. ونحن نعلم أن هذه الاستثمارات الحيوية في المبادرات الرامية إلى وضع حد للعنف لها عوائد مرتفعة، وأحدثت بالفعل فرقا لملايين النساء والفتيات.” وأضافت، “إلا أن هناك الكثير الذي ينبغي القيام به لتحسين الوقاية وتعزيز الخدمات المناسبة، والتي تحتاج إلى مزيد من التمويل حتى يتسنى لنا عكس المنحنى إلى أسفل والقضاء كليا على بلاء العنف ضد المرأة “. وقالت نيكول كيدمان، “أنا هنا لدعم صندوق الأمم المتحدة الاستئماني والاحتفال بمرور 20 عاما على إحداث فرق .عندما أصبحت سفيرة نوايا حسنة منذ عشر سنوات، كانت أول مهمة لي في كوسوفو، حيث التقيت مع النساء والفتيات اللاتي تعرضن للعنف. وفهمت حينها ماذا يعني عمل صندوق الأمم المتحدة الاستئماني حقا. رأيت مباشرة الفرق الحقيقي الذي يحدثه في حياة النساء والفتيات: لقد وجدن ملجأ لهن ولأطفالهن. ووجدن المشورة للتغلب على الصدمة المروعة للاغتصاب خلال الحرب التي اجتاحت منطقة البلقان. ووجدن الدعم لكسب العيش والوقوف على أقدامهن. لقد كانت تجربة غيرّت حياتي ومصدر إلهام لي منذ ذلك الحين.” وشهد المهرجان أيضا الإطلاق الرسمي لحملة “الشارة البرتقالية”، وهي ثمرة التعاون بين صندوق الأمم المتحدة الاستئماني وكلية لندن للأزياء في المملكة المتحدة، والتي تهدف إلى وضع الشارة على مجموعة متنوعة من المنتجات، وإشراك الشركات الصغيرة والكبيرة في جميع أنحاء العالم. وسيتم استخدام الشارة البرتقالية المصممة من قبل طلاب الكلية، كعلامة تجارية لمبادرات التسويق لصالح البرامج التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة الاستئماني.