برلين/وكالات- نساء لاجئات يصنعن الفن … عنوان معرض للمشغولات اليدوية الجلدية في برلين … حيث نجحت مجموعة من النساء اللاجئات من سوريا نجحن في تقديم منتجات يدوية رائعة لاقت إقبالاً كبيراً من الألمان، هذه المنتجات التي تنوعت بين حقائب نسائية وصغيرة تم صنعها من الجلد المستعمل وإعادة إنتاجها لتصبح تحفة فنية رائعة.
“نساء لاجئات يصنعن الفن” سيدات يقمن أول معرض لهن للأعمال اليدوية في برلين، وهن يأملن أن يفتح هذا النوع من العمل الطريق أمامهن للدخول في سوق العمل بطريقة ما، خاصة وأن فرص معظم النساء اللاجئات في العمل تبدو ضئيلة مع عدم إتقان اللغة وغياب المؤهلات العلمية المطلوبة، التنقيب عن مواهب النساء وطاقاتهم هو أمر شاق جدا لكن قبول السيدات لتحدي الظروف القاسية جعلهن أكثر ثقة بأنفسهن ومع كل قطعة جديدة يتم إنجازها يمكن ملاحظة السعادة في عيون النساء اللواتي يصرن على المضي في مشروعهن.
“نكبر معاً” عنوان جمعية لنساء سوريات لاجئات في برلين، حيث تقوم الجمعية بتقديم ورشات عمل للنساء اللاجئات وتقديم منتجات يدوية، في أكاديمية اللاجئين في برلين أقامت مجموعة نساء سوريات معرضاً للمشغولات اليدوية الجلدية لاقت إقبالاً كبيراً من الألمان.
تترك السيدات الثمانية أولادهن بعهدة الأزواج ويتوجهن مرتين في الأسبوع إلى ورشة عمل مخصصة للنساء اللاجئات حول صناعة المشغولات اليدوية الجلدية الذي تديره جمعية Zusammenwahcen ضمن مبادرة Zusammenkunft في برلين.
الأمر بدا قبل ثمانية أشهر مع مجموعة من السيدات اللاجئات القادمات إلى برلين، عندما قرر ناشطون البدء بنشاط يجمع نحو 15 سيدة وتدريبهن على إنتاج قطع جلدية مصنوعة يدويا كالحقائب النسائية وأغطية الهاتف المحمول والكومبيوترات المحمولة وسواها، بالاعتماد على إعادة تدوير ملبوسات جلدية مستخدمة.
تقول ميادة مسعود مديرة المشروع: بدا المشروع بمبلغ 1120 يورو تبرعت بها سيدات لدعم المشروع، وكان علينا بهذا المبلغ توفير كافة احتياجات المشروع، وعلى الفور بدأنا في التجول في مختلف أسواق البضائع المستعملة (فلو ماركت) في برلين لشراء سترات قديمة وتنانير وسراويل جلدية قرر سائقو الدراجات النارية التخلي عنها، كنا نقوم بتنظيفها و قصها وإعادة تشكيلها على شكل حقائب رائعة، أغطية الهاتف المحمول والكومبيوتر المحمول وأغطية كتب رائعة.
وتتابع: “كانت البداية متعبة للغاية إذ لا بد من إقناع السيدات أولاً بأنهن قادرات على أن يكن أشياء أخرى غير أن يكن ربات منازل، الكثير من النساء اضطررن لترك الورشة والانتقال إلى مناطق بعيدة اصبح التواصل معهن صعبا للغاية، أخريات لم يسمح لهن بالبقاء في ألمانيا فأجبرن على مغادرة البلاد وترك الورشة، أما الذين نجحوا في التخلص من فكرة أنهن مجرد ربات منازل خلقن للإنجاب والطبخ فقد تغيرن بشكل كبير بعد أن اكتشفن أنفسهن وقدرتهن على صنع قطع فنية رائعة نالت إعجاب الجميع”.
لم يعد الأمر مجرد رغبة في الخروج من المنزل وتمضية بضعة ساعات بعيداً عن المخيم بشروطه القاسية و صراخ الأطفال ومشكلات العائلة، فهن اليوم يدركن أن لديهن طاقة كبيرة لم يختبرنها من قبل، فهن يرغبن في اثبات الذات من خلال اختراع قطع يدوية جديدة، إنهن يغرقن بين قطع الجلد والخيوط والمقصات، ينسين لساعات قليلة معاناتهن وعذاباتهن الطويلة، ويبدأن باختيار الألوان المناسبة والأشكال التي سوف يضعونها على ما يصنعونه، نجوم، أزهار، قلوب، وشعارات رائعة عن حقوق المرأة مثل، تمكين المرأة، أو التضامن مع النساء أو انتخب النساء، إضافة إلى العديد من الشعارات الأخرى التي اخترن أن يضعنها على كل قطعة يقمن بتصنيعها.
أما السيدة راغدة عيسى وهي مدربة في المشروع فتقول: لا تخلو التجربة من مطبات ومصاعب، من الطبيعي خلال العمل أن تنفجر سيدة فجأة بالبكاء عندما تتذكر حياتها السابقة أو مقتنياتها التي ابتلعتها الحرب في سوريا، لكن الفرق اليوم بالنسبة لهن هو أنها لم تعد وحيدة فالسيدات اللواتي أصبحن أصدقاء لها سرعان ما يقمن باحتضانها والتخفيف عنها و مسح دموعها وتذكريها بأنهن يتشاركن معها همومها.
تقول السيدة مسعود إن الورشة لم تقتصر على المشغولات اليدوية فهناك جلسات دعم نفسي واستماع إلى مشكلات السيدات الشخصية، وهو ما يعطي بعدا جديدا للورشة، كما أن السيدات في الورشة متناغمات إلى رجة كبيرة وهن يمثلن أديان وطوائف وإثنيات مختلفة في سوريا.
إحدى النساء المشاركات في الأعمال اليدوية : ليست مجرد ورشة للمشغولات اليدوية بل كانت فرصة للنساء اللاجئات للتضامن معهم وإعطائهم مساحة في إكتشاف قدراتهن وإبداعهن، ميادة مسعود إحدى النساء المشاركات في العمل تقول لأخبار الآن إن المعرض فرصة رائعة للنساء اللاجئات للتعبير عن أنفسهن بطريقة فنية وقالت إن كل قطعة كانت تروي حكاية وقصة.
لم تكن المنتجات اليدوية فقط ما قدمته النساء في المعرض بل قمن بإعداد وجبات طعام تعرف الزوار الألمان المطبخ الدمشقي … إختتم المعرض بفرقة كورال الطربية حيث قدمت معزوفات شرقية إختتمتها بأغنية موطني.