سناك سوري- نشرت إحدى الصفحات المتابعة بقوة في الشارع السوري “فيديو” يحوي سؤالاً موجه للمتابعين عن أهم النساء في التاريخ السوري، وكانت الإجابات مخيبة للآمال، فالكثير من الشباب لم يستطيع ذكر اسم واحد، والبعض الآخر وبدون تفكير ذكر “زنوبيا” فقط، رغم امتلاء التاريخ السوري بالنساء الجديرات بالفخر!.
ولم يكن مستغرباً ذكر “زنوبيا”، فشخصيتها الفريدة دائمة الذكر في الإعلام والأدب والفنون، وقدم عن “ملكة تدمر” العديد من المسرحيات، كان أشهرها للسيدة “فيروز”، و”الأخوين رحباني” تحت عنوان “ناس من ورق” 1971 على مسرح “معرض دمشق الدولي”، وكذلك قدم “منصور الرحباني” وأبناؤه مسرحية “زنوبيا” عام 2007 من بطولة “كارول سماحة”، وقدمت “نضال الأشقر” مسلسل “زنوبيا” عام 1977. ويعد مسلسل “العبابيد” الأشهر ضمن هذا المنحى، والذي قامت ببطولته النجمة “رغدة” مع مجموعة كبيرة من نجوم الدراما السورية عام 1996، ومازال حتى الآن يحظى بالمشاهدة.
ولكن ماذا عن باقي التاريخ.. هل اختزلناه فيها؟
أين الملكة “ماوية” التي قادت قواتها في ثورة ضد الحكم الروماني، وتقدمت على رأس جيشها إلى “فينيقيا”، و”فلسطين”.
أين “جوليا دومنا”، وكذلك “يوليا ميزا” السورية التي حكمت “روما” من خلال حفيدها.
في العام 2015 عرض مسلسل “حرائر” تأليف “عنود خالد”، وإخراج “باسل الخطيب”، ومن بطولة “أيمن زيدان”، و”سلاف فواخرجي”، حيث حاول هذا العمل تقديم صورة حقيقية عن “دمشق” بعيدة عن ما قدم من تشويه في عدة أعمال تناولت البيئة الشامية، ويسلط الضوء على الحقبة الزمنية من 1915 إلى 1920 رغم أن شخصيات العمل الرئيسية التي تمثلها عائلة “زيدان”، وعائلة “فواخرجي” هي من وحي المؤلفة إلا أن الفترة الزمنية كانت حقيقية من خلال مقاومة الاحتلال العثماني.
وقد ضمّ العمل وقتها شخصيات واقعية من التاريخ السوري في تلك الحقبة مثل: “ماري عجمي”، وهي شاعرة ومقاومة درست التمريض وأنشأت أول مجلة نسائية في “سوريا” باسم “العروس”، وأسست “النادي الأدبي النسائي” في “دمشق”، وجمعية “نور الفيحاء”، وناديها، ومدرسة لبنات الشهداء 1920، وقد مثل دورها بإقتدار الفنانة “حلا رجب”، بينما قدمت الممثلة “لمى الحكيم” شخصية “نازك العابد” وهي أديبة ومقاومة نفيت مع عائلتها إلى “أزمير” التركية، وحين عادت من منفاها بدأت بالكتابة في عدة صحف مثل “لسان العرب”، و”العروس”، وترأست جمعية “نور الفيحاء” لمساعدة ضحايا “الثورة السورية الكبرى”، كما شجعت على حق المرأة على الانتخاب، كل ذلك في مرحلة الاحتلال العثماني، وفيما بعد منحت رتبة عسكرية فخرية “نقيب” في الجيش زمن الملك “فيصل” نتيجة لمواقفها البطولية والوطنية.
وفي مشهد وحيد مثلت الراحلة “أميرة حجو” شخصية الشاعرة الحلبية “مريانا مراش” التي نشرت مقالات عدة في مجلة “الجنان”، وجريدة “لسان الحال”، وكانت من النساء الرائدات في الصحافة، ويقال أنها كانت موسيقية وتمتلك صوت جميل.
كل واحدة من هذه الشخصيات التي قدمت في العمل تستحق أن يفرد لها مسلسلات كاملة، وأفلام ومسرحيات، وألا تغيب عن ذهن المجتمع شخصياتهن المتفردة.
الأمثلة كبيرة وواسعة، منذ فخر التاريخ إلى الآن، حيث لم تتوقف المرأة السورية عن الإبداع والتفرد، فهل يفطن المنتج الرجل لعظمة النصوص الحية التي بين يديه.