الرواية النسوية جزء من الحركة الأدبية
غلاف كتاب (الرواية النسوية العربية: المرأة في عالم متغيّر)

بوابة الشرق الإلكترونية- يبحث كتاب «الرواية النسوية العربية: المرأة في عالم متغير) في الروايات التي تكتبها المرأة سواء تبنت أطروحات الحركات النسوية أم لم تفعل، وذلك من خلال مجموعة من الأطروحات التي يكمل بعضها الآخر، بحيث تقدم للقارئ صورة واضحة للرواية النسوية، يمكن أن يُعَوّل عليها في دراسات مستقبلية.

في البداية، استهلت الأكاديمية الدكتورة مريم جبر بحوث الكتاب، متحدّثةً عن المرأة العربية والسرد، خصوصية الخطاب في النص السردي النسوي العربي، حيث عنيت هذه الدراسة بالتنقيب عن عوامل التغيير المؤثّرة في قضية المرأة اجتماعياً وإبداعياً، منطلقةً من فرضية وجود خصائص نوعية ثيمية وفنية تميز خطاب المرأة السردي عن غيره مما يكتبه الرجل، ليتابع الرحلة الدكتور حسين المناصرة، وذلك من خلال عرضٍ خاص عن إشكاليات الهوية في الرواية النسوية العربية، عبر رؤية خارجية ورصد أكثر موضوعية، معرّجاً على أنّ إشكالية الهوية النسوية العربية، تبدو ذات أبعاد ثقافية حديثة، لا تتكئ على مرجعيات تراثية.

خطوات مهمة

وتطلعنا الدكتورة نادية هناوي على البعد المتعلّق بتمثيلات الأنثوية في الرواية النسوية وتحوّلاتها النصيّة وما بعد النصيّة، حيث ترى الباحثة أن التمثيلات هي أرصاد فكرية وتعيينات ثقافية، تستبصر المغيب وتستجلي المخفي، وهدفها الحقيقة التي هي محصلة التمثيل ونتيجته المرتقبة والمرصودة، مشيرةً إلى أنّ الرواية النسوية حققت خطوات مهمة وهي تتقدم باتجاه إعلاء صوت المرأة وتوكيد فاعليتها الحياتية والثقافية.

وينقلنا الأكاديمي الدكتور عصام واصل إلى أطروحة «الرواية النسوية العربية.. سلطة المركز وتمرّد الهامش» متناولاً الإرهاصات الأولى للحركات النسوية التي كانت قد بدأت قبل ذلك بأكثر من قرنين تقريباً، وتتناول الدراسة اشكالية تقييم المرأة، وإرث العادات والتقاليد المتوارثة.

ثقافة جديدة

أما الدكتورة زهور كرام؛ فتناقش مكانة عنصري المجتمع من خلال أطروحة بعنوان «المرأة – الرجل، والذات – الآخر في السرد النسوي العربي» التي تحدّثت عن خلق ثقافة جديدة، تتبنى حقّ المرأة في الكتابة، فيما تدور الأطروحة التي عرضها الناقد والأكاديمي الدكتور محمد الشحات حول «الرواية النسوية العربية الثيمات، والتمثيلات، والأنساق الثقافية» متحدّثاً عن العلاقة الدقيقة بين تمثيل المرأة وتهميشها وهي تلك العلاقة المحكومة بالهوة بين رجل النهضة والمرأة في عصره، بينما يلقي الباحث والناقد الكويتي فهد الهندال عبر أطروحته الضوء على تلك الأقنعة التي ربما تكون ثقافة مجتمع قد فرضها، قارناً ذلك بالدعوة إلى تحرّر المرأة من قناع وسرد الذكورة.

الحرب والعنف

وتعرض الدكتورة بشرى البستاني في نهاية الكتاب، أطروحة الحرب والعنف والإرهاب في الرواية العربية النسوية، حيث قدّمت الكاتبة استعراضاً رائعاً لمجموعة من الروايات النسوية التي تناولت هذه القضية المهمة من وجهات نظر متعدّدة، لتؤكّد أنّ الرواية النسوية ليست بمعزل عن الواقع، بل ربما تكاد تكون أكثر إحساساً في عرض الخلفيات الإنسانية لمآسي العنف والإرهاب على النحو الذي تستعرضه الكاتبة. وأنّ الرواية النسوية جزءٌ من الحركة الأدبية العامة.

كتاب (الرواية النسوية العربية: المرأة في عالم متغيّر) من إصدارات دار كتارا للنشر لعام 2018، قام بتحريره وتقديمه الدكتور نجم عبد الله كاظم، وألّفه مجموعة من الأكاديميين النقاد وهم:

د. بشرى البستاني، د. حسين المناصرة، د. زهور كرام، د. عصام واصل، أ. فهد الهندال، د. محمد الشحات، د. مريم جبر، د. نادية هناوي.

ويقع الكتاب في 545 صفحة من القطع المتوسط.

 

غلاف كتاب (الرواية النسوية العربية: المرأة في عالم متغيّر)

غلاف كتاب (الرواية النسوية العربية: المرأة في عالم متغيّر)

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015