مشاركة المرأة في الحفاظ على الطبيعة: وضع يكسب فيه الجميع
أكثر من 70 امرأة من أكثر من 10 بلدان يحضرن الفعالية السنوية للتواصل التي تنظمها شبكة وين في يناير/كانون الثاني 2019

مدوَّنات البنك الدولي- كان أحد الموضوعات المشتركة لعملنا في مشروعات الحفاظ على الطبيعة هو قلة الشبكات التي يمكن من خلالها للنساء طرح أفكارهن والتعلم من الآخرين الذين يقومون بالعمل نفسه.

من هنا انبثقت فكرة إنشاء شبكة نسائية بالكامل لدعم المرأة وتمكينها من العمل في مجال الحفاظ على الطبيعة. ويطلق على هذه الشبكة اسم وين (WiNN)، أي شبكة النساء المشاركات في الحفاظ على الطبيعة، التي أسسناها نحن الاثنتين في  عام 2013  مع 12 امرأة أخرى.

وتتولى إدارة شبكة وين متطوعات تضم نساء من المهتمات بحماية الطبيعة،  وهي تعمل كمنصة للنساء للتفاعل والتعلم من خلال تشارك الخبرات وقصص النساء الأخريات من أجل تعزيز تأثيرات الحفاظ على الطبيعة وكذلك إلهام الجيل القادم من قادة الحفاظ على الطبيعة.

تدعم شبكة وين مشروعات الحفاظ على الطبيعة التي تقودها النساء، ولديها برنامج توجيه، وتنشئ الشبكة فروعًا لها في جميع أنحاء العالم (ثمانية فروع حتى الآن)، وتستضيف فعاليات سنوية للتواصل مع الآخرين.  وقد جرت هذه الفعاليات في الأرجنتين (2016)، والمكسيك (2017)، وغيانا (2018)، وفي يناير/ كانون الثاني 2019 في غواهاتي بالهند، وحضرها أكثر من 70 امرأة من الهند والأرجنتين وبوتان وغيانا وهندوراس والمكسيك وميانمار ونيبال وسري لانكا والولايات المتحدة وفييتنام.

قدّم برنامج مؤسسة التمويل الدولية الاستشاري في مجال الطاقة الكهرومائية المساندة لخمس نساء من نيبال وامرأة من ميانمار للمشاركة في فعالية شبكة وين في الهند بهدف تدعيم قدرة النساء على تحقيق التنمية المستدامة في هذه البلدان.

كيف أنقذ جيشٌ من النساء طائرَ أبو سعن الكبير

شاركت في استضافتنا في الهند السيدة بورنيما ديفي بارمان – الناشطة في مجال الحفاظ على الطبيعة – التي تعمل مع منظمة آرانياك، وهي منظمة غير حكومية رائدة في مجال الحياة البرية ومقرها في غواهاتي في الهند. وفي عام 2008، وصلت بورنيما إلى إحدى القرى لجمع بيانات عن أحد الطيور المهددة بخطر الانقراض من أجل بحثها المتعلق بنيل درجة الدكتوراه. ولكن بدلًا من ذلك، أصبحت من أشد المتحمسين للحفاظ على الطبيعة، وبدأت قيادة جهود إنقاذ ذلك الطائر، طائر أبو سعن الكبير من فصيلة اللقلق. وكانت هناك أعداد كبيرة من هذا الطائر – الذي يُعرف محليًا باسم “هارغيلا” – تعيش في آسيا في الماضي، ولكن هذا العدد انخفض انخفاضًا كبيرًا، ويُعزى ذلك في الغالب إلى فقدان الموائل.

قامت بورنيما بتنظيم المجتمعات المحلية وعملت بلا كلل لإنقاذ هذا النوع من الطيور عن طريق دراسة سلوكها في التكاثر، وإنقاذ الطيور المصابة وعلاجها، وحماية الأشجار والأعشاش، والعمل مع واضعي السياسات والمجتمع المحلي في قرية يبلغ تعداد سكانها 10 آلاف نسمة، حيث توجد أعلى كثافة للطيور. لكن أقوى حلفاء بورنيما هو “جيش هارغيلا”.

عملت هذه الجماعة المؤلفة من 70 امرأة محلية على زيادة الوعي وأدخلت هذا الطائر الرمزي في منتجات الحرفيين التي يبيعونها. وفي عام 2017 ، حصلت بورنيما على جائزة الحفاظ على الطبيعة من الجمعية الجغرافية الملكية في لندن تقديرًا لجهودها في هذا المجال.

الحفاظ على الطبيعة من خلال بناء الثقة أولًا

تعمل معظم النساء اللاتي حضرن الفعالية التي عقدت في الهند في مشروعات الحفاظ على الطبيعة التي تشرك المجتمعات المحلية على غرار ما فعلت بورنيما، وذكرن أنهن يبدأن دائمًا بالاتصال بالنساء في القرى. وأوضحت إحدى المشاركات أنه قبل التعمق في جدول الأعمال مع القرويات المحليات، فإنها تستمع أولًا إلى التحديات الماثلة أمامهن وتبني الثقة معهن من خلال الطهي وتشارك الطعام. وأعربت نساء أخريات عن أهمية توصيل ما يمكنهن تقديمه بشكل واقعي وتجنب الوعود التي لا يمكنهن الوفاء بها. واتفقت المجموعة على أن المكون الرئيسي للنجاح هو تعظيم تنوع مهارات النساء – سواء كانت تقنية، أو في ريادة الأعمال، أو كرائدات مجتمعيات. ولقد كان شرف لي أن أكون بين هذه المجموعة الرائعة من النساء.

بدايات شبكة وين: ربط النساء في مجال الحفاظ على الطبيعة من المجتمعات الريفية، وتبادل الزيارات الخارجية

عندما أطلقنا شبكة وين، ركّزنا على ربط النساء من المجتمعات الريفية بنساءٍ أخريات يعملن في إدارة الموارد الطبيعية. وغالباً ما تشعر نساء مثل لان ثي كيم هو، العضوة في شبكة وين – وهي معلمة بيئية في حديقة فونغ كوك الوطنية في شمال فييتنام – بالعزلة في الجهود التي يبذلنها للحفاظ على الطبيعة، ولكنهن اكتسبن من خلال شبكة وين إحساسًا بالتمكين.

وكانت أول فعاليتين في الأرجنتين والمكسيك تتصلان بأكثر من 120 امرأة من الأرجنتين وكولومبيا وغيانا والمكسيك وبيرو والهند وكينيا وفييتنام والولايات المتحدة، وحفزتا إنشاء فروع لشبكة وين في جميع هذه البلدان.

وللوصول إلى المزيد من النساء الريفيات ودعمهن، قامت شبكة وين بتنظيم تبادل الزيارات بين النساء من الهند وغيانا.

قمة غورونغوسا التي يدعمها البنك الدولي حول المرأة والمتنزهات الوطنية

شاركنا في القمة الأولى حول النساء والمتنزهات الوطنية في موزامبيق في الفترة من 3 إلى 6 أبريل/نيسان 2019، والتي نظّمها متنزه غورونغوسا الوطني، والإدارة الوطنية للمحميات في موزمبيق، ومؤسسة كار، وناشيونال جيوغرافيك، وبرنامج الحياة البرية العالمية بقيادة البنك الدولي وتمويل من صندوق البيئة العالمية.

وقد حضرت عدّة نساء ينفّذن مشروعات برنامج الحياة البرية العالمية ويتبادلن خبراتِهن في مجال الحفاظ على الحياة البرية ومنع الجريمة ضدّها، جنباً إلى جنب مع نساءٍ أُخريات.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

أكثر من 70 امرأة من أكثر من 10 بلدان يحضرن الفعالية السنوية للتواصل التي تنظمها شبكة وين في يناير/كانون الثاني 2019
أكثر من 70 امرأة من أكثر من 10 بلدان يحضرن الفعالية السنوية للتواصل التي تنظّمها شبكة وين في يناير/كانون الثاني 2019

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015