موقع راصد – أظهرت دراسة بريطانية أن إحجام النساء عن الاستثمار في سوق الأسهم، مقارنة بالرجال، يعود في الأعمم لشعورهن بأن الأسهم غير موثوقة وبأنهن أقل دراية بهذا المجال الموصوف لديهن بأنه كريه ومعقد. هذا فضلاً عن أنهن يشعرن أكثر بالاطمئنان تجاه الادخار عموماً ويعتبرون الاستثمار في العقار أقل مخاطرة من الأسهم.
وجمعت الدراسة التي أجرتها مؤسسة “بريتش ثينكس للاستشارات” لصالح صحيفة الفايننشال تايمز، 12 امرأة أعمارهن بين الثلاثين والأربعين، وكان موضوع “أسباب ابتعاد النساء عن سوق الاستثمار” في ضوء استطلاع للرأي مع 2000 امرأة ورجل كانت أجرته نفس المؤسسة الاستشارية.
الأسهم معقدة بغيضة ورجالية
وفي عرضها لنتائج الدراسة، قالت الفايننشال تايمز إن تعبير “غير موثوق بها” هي الكلمة التي تقال على الدوام، عندما تسأل النساء عن رأيهن في صناعة الخدمات المالية. ومن الكلمات النسائية التي استخدمت أيضا في الندوة و بكثرة في وصف الصناعة “بغيضة”، “متعالية”، “يهيمن عليها الذكور”، “معقدة” و”مليئة بالمصطلحات المتخصصة” وهي تعابير طالما ترددت أيضا على لسان سيدات أعمال خليجيات وعربيات”.
ومع ذلك، فإن المرأة تعرف الكثير عن إدارة المال، فثلث اللواتي جرى استطلاعهن هن المعيل الرئيسي في الأسرة، بينما يدير الثلث الآخر مشاريعهن الخاصة (إلى جانب تربية ورعاية الأسرة)، وثلث آخر هن أمهات دون أزواج. جميعهن يتسمن بكونهن ملتزمات وواثقات جدا ومسيطرات ماليا، ويقلن أنهن المسؤولات عن حصة الأسد من الموارد المالية للأسرة في المنزل، من دفع الفواتير إلى وضع الميزانية والتوفير لقضاء العطلات أو العثور على أفضل صفقة للرهن العقاري. وجميعهن لديهن مدخرات نقدية، والكثيرات لديهن معاشات تقاعدية، والعديد منهن استثمرن في شراء عقار للتأجير.
ولكن ولا واحدة منهن على الاطلاق استثمرت شخصيًا في الأسهم أو الصناديق الاستثمارية.
إحداهن قالت “قد يكون الرجال أكثر ثقة، لكن هل هم أكثر كفاءة؟”: صحيح، هناك خيارات كثيرة جدا وتغييرات مستمرة في القواعد. وفي كثير من الأحيان، لاتكون المرأة واثقة من نفسها لاتخاذ قرارات بنفسها وتريد أن تفعل ذلك مع شريكها. لكن لا أعتقد أن الرجال أكثر تعليما لاتخاذ مثل هذا النوع من القرارات. وهم نادرا ما يفهمون تماما ما يفعلونه. الفرق هو أن المرأة تريد أن تفهم، لكنها تتورط في المصطلحات المتخصصة وينتهي بها الأمر مرتبكة ومشوشة تماما.
الدخل المضمون أهم من الربح
ما اتفقت عليه مجموع النساء الـ 12 هو أن الدخل المضمون يفوق بكثير أي رغبة في الربح لدى هؤلاء النساء، ثم “إن ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق النساء كبير جدا”، كل النساء يردن أن يكن على يقين من أن الأموال التي يدخرنها ستبقي محفوظة للغرض الذي ادخرت من أجله، ويمكن استخدامها لأغراض أخرى في حالات الطوارئ. وهذا هو سبب شعبية حسابات الادخار وحسابات الادخار الفردية الكبيرة عند النساء رغم أسعار الفائدة المنخفضة جدا
الثقة النسائية بالعقار
وكان لافتا أن العقارات كانت القرار الاستثماري الوحيد الذي تشعر النساء بالثقة تجاهه. فالأداء القوي للعقارات، كفئة أصول، يعني أن النساء لم يشعرن بأن الاستثمار في العقار محفوف بالمخاطر.تقول إحداهن لا يمكن أن تخطئي مع العقار، لكن بالنسبة لأولئك الأفراد الذين لا يستطيعون تحمل شراء عقار للتأجير، يبدو التمسك بالادخار النقدي خياراً أفضل من الاستثمار.
أما نتائج الدراسة التي أجرتها مؤسسة برتين ثنكس وطرحت فيها على أكثر من 2000 من النساء والرجال أسئلة حول المال والاستثمار، فقد انتهت لما يلي:
ــــ 40 % من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع وصفن أنفسهن بأنهن “أقل دراية بالاستثمار مقارنة مع الآخرين”، مقابل %30 من الرجال.
ــــ بينما زعم كلا الجنسين أنهما يعرفان أكثر عن ميزانية الأسرة، كان الرجال أكثر ادعاء بمسؤوليتهم عن ايجاد الأفكار الاستثمارية (%51 مقابل %40 من النساء).
ــــ اتفق الرجال بمعدل مرتين أكثر من النساء على أن “المخاطرة عند الاستثمار أمر مهم لتحقيق عائدات على الاستثمار”.
ــــ وافق أكثر من %40 من الرجال والنساء على أن صناعة الخدمات المالية “لا تضع أناسا مثلي في ذهنها عند تصميم منتجاتها”.
ــــ وافق ثلثا الرجال وثلثا النساء على أن “التوفير من أجل مستقبل أبنائي” يؤثر بشدة في قراراتهم الاستثمارية.