الأمم المتحدة- دفع النساء والفتيات ثمنا باهظا للصراعات، يتجسد في أشكال عديدة منها العنف الجنسي، ولكنهن عادة ما يحرمن من المشاركة الكاملة في مختلف المجالات. هذا ما ذكرته أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن بعد زيارة مشتركة مع الاتحاد الأفريقي لجنوب السودان والنيجر وتشاد.
وفي الجلسة التي رأستها وزيرة خارجية السويد، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، قالت أمينة محمد: “هناك حاجة لمعالجة التكلفة الباهظة التي تتكبدها النساء والفتيات نتيجة الصراع. اتضح ذلك بشكل خاص في جنوب السودان، عندما زرنا نساء في مواقع حماية المدنيين تحدثن معنا عن العنف الذي تعرضن له داخل وخارج المخيمات. ولمسنا ذلك أيضا في القصص التي استمعنا إليها من نساء في مناطق ريفية في تشاد، حيث يتجسد أثر أنشطة جماعة بوكو حرام في انعدام الأمن وفقدان الأقارب وزيادة استخدام النساء في التفجيرات الانتحارية.”
وفي جلسة مجلس الأمن التي عُقِدَت حول النساء والسلم والأمن في منطقة الساحل الأفريقي، أضافت أمينة محمد أنها استمعت خلال الزيارة إلى دعواتٍ اتسمت بالإحباط من النساء مطالباتٍ بزيادة تمثيلهن وإشراكهن في عملية اتخاذ القرارات وجميع المجالات “النساء اللاتي يقمن بدور ديني قيادي في تشاد، هنّ صوت قوي ضدّ انعدام المساواة بين الجنسين، والهجوم على حقوق المرأة الذي يعدّ جزءاً جوهرياً من استراتيجية وهوية الجماعات الإرهابية. من خلال قيامهِنّ بتدريس القرآن الكريم، يوجهن رسالةً مفادها أن القرآن والإسلام للرجال والنساء على حدّ سواء، وأن الإسلام دينٌ للسلام.”
وشدّدت أمينة محمد على الحاجة لدعم البلدان التي تواجه التحدّيات، كيلا تصبح دولاً فاشلة في المستقبل. وأشارت إلى أن تشاد والنيجر يواجهان تحدّياتٍ ليست من صنعهما بما في ذلك انعدام الأمن النابع من مناطق خارج حدودهما، وتغيّر المناخ.
ورغم تلك التحديات، يُعَد البَلدان من بين أكثر الدول سخاءً في استضافة اللاجئين. وذكرت أمينة محمد أن آثار ذلك على الاقتصاد والتطلعات التنموية، كبيرة. ومع تزايد عدد الصراعات وتعقيدها، كما قالت نائبة الأمين العام، تزداد أهمية إيجاد السبيل لبناء السلام والتنمية المستدامة للجميع.
وأشارت أمينة محمد إلى أنّ مجلس الأمن الدولي يعقد مداولاتٍ سنوية، على مدى 18 عاماً، حول بند “المرأة والسلم والأمن” في إطار قرار مجلس الأمن 1325، وقالت “مرةً كل عام نؤكّد على أن المساواة بين الجنسين هي أساسٌ للاستقرار والسلم. ولكننا نادراً ما نتحرك إلى ما هو أبعد من المبادئ. الوقت قد حان للانتقال من أطر العمل إلى الفعل. الاستثمار في السلام الآن في المنطقة، سيؤتي ثماره للجميع.”
وأضافت أمينة محمد أنّ تكلفة التقاعس عن العمل كبيرة، وأنّ الفقر وضعف المؤسسات وانعدام المساواة بين الجنسين، كلها تخلق بيئة مواتيةً للتطرّف.