سانا- يستحضر فيلم «بنت القليب» دور المرأة السورية؛ لا سيما في السويداء، في كل حركات النضال الوطني التي شهدتها سورية ضدّ الاحتلالين العثماني والفرنسي.
ويستذكر الفيلم الذي أطلق عرضه الأول مؤخراً في السويداء، قصص سبع سيدات ومواقفهن البطولية التي تجسّد قيم التضحية والشهامة والكرامة، واستنهاضهن هِمَمَ أبنائهن وأزواجهن في الصمود ومقارعة الاستعمار، بأسلوب الديكودراما «المزج بين الأسلوبين الوثائقي والدرامي».
“مره قصوعه” السيدة التي حملت ابنها ذا السنتين ولجأت لإحدى الكهوف مع سبعين امرأة وطفلاً للاختباء من ظلم الاحتلال العثماني الذي أمر ببقر بطون الحوامل وقتل كل ما هو حي ليشفي غليله من ضحاياه فضلت التضحية بابنها على أن تكشف مخبأ النساء.
أما “مدللة حمزة” فظلت تخبز للثوار بوجه الاحتلال الفرنسي في معركة المسيفرة حتى استشهاد أولادها الخمسة و”سعدى ملاعب” عندما علمت أن الثوار بدؤوا يفقدون أملهم بالنصر جمعت الرصاص والماء والطعام وانخرطت بينهم تشد من عضدهم وتلهب حماستهم.
ويستضيف الفيلم اثنتين من الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن في الحرب الحالية وهما “ندى عامر” أم الشهداء الثلاثة “فاروق وهاشم وهشام الداهوك” و”ردينا القنطار” أم الشهيد صقر القنطار لتؤكدا أن نساء اليوم هن حفيدات أولئك النسوة يسرن على نفس الدرب والخطى ويزغردن لأبنائهن الشهداء ويحثونهم للدفاع عن الأرض.
ويشير مخرج الفيلم وليد العاقل إلى أن بنت القليب من نوع الديكوراما يقوم على العودة إلى تاريخ وطننا المجيد الذي كانت فيه المرأة في سورية صانعا ومحركا للنضال ضد الاستعمار فكانت مصدر فخر واعتزاز ورديفا حقيقيا للثوار وقفت معهم كتفا إلى كتف وحملت السلاح وضحت بأبنائها فضلا عن بث روح الحماسة والحمية والنخوة لتقوية حميتهم في الذود عن ارضهم.
ويؤكد “العاقل” ان نساء اليوم هن سليلات تلك الجدات المناضلات يرضعن أبناءهم حب الوطن والشهامة ويقدمن فلذات أكبادهن في سبيل الدفاع عن الوطن وصون كرامته مبينا انه اعتمد على ممثلين وأشخاص معظمهم لم تكن لديهم تجربة سابقة أمام الكاميرا لكنهم آمنوا بالفكرة والعمل.
ويلفت الراوي لأحداث الفيلم الصحفي والشاعر “داوود أبو شقرا” إلى أن الأفلام الوثائقية لها غاية محددة في الفن وغالبا لا تركز على الناحية الإبداعية بقدر ما تنحاز لصالح المعلومة التاريخية وتوثيقها معتبرا أن هذا العمل إنساني بامتياز لإنصاف الذين لم ينصفهم التاريخ حيث يقدم وثيقة تستعيد هذه البطولات والمآثر لتبقى حية في الذاكرة كأمثولة تحتذى على مر السنين.
وأشار مدير الإنتاج “زياد أبو طافش” إلى الصعوبات التي واجهت العمل ولا سيما انه يتكلم عن مرحلة تاريخية قديمة تستوجب توفير مقوماتها من الأبنية الحجرية حيث تم تصوير المشاهد في بلدات عرمان وقنوات وسيع إضافة إلى نقص الإمكانات المادية والفنية ولا سيما ان الكادر الفني والتقني تكون من ثلاثة أشخاص فقط كانوا يقومون بتجهيز المواقع والديكور المناسب والملابس والإكسسوارت للشخصيات في ظل الافتقار للمقومات الأساسية من إضاءة ومعدات الصوت والمكياج والكوادر الفنية الأخرى لإخراج العمل بالصورة الأفضل وإيصال رسالته.
فيلم بنت القليب (ستين دقيقة) هو باكورة أعمال شركة روان للانتاج الفني. والفيلم من تمثيل اعتدال شقير وسمير البدعيش وثائر حديفة وعتاب أبوسعدة ونزيه سراي الدين ولجين حمزة وبشار حاطوم وأمل العياش وعادل حمزة وسلوى العاقل وكناز أبوسعدة ويوسف ثابت واعتدال رزق صيموعة وفادية أبو ترابة وأكرم العماطوري وقيس أبوطافش وهناء المتني وغيث الجرماني وفراس زين الدين ومرهج الجرماني وزياد أبو طافش وعاطف مزهر وبشار مزهر، وضيوف الشرف ندى عامر أم الشهداء الثلاثه فاروق وهاشم وهشام الداهوك وردينا القنطار أم الشهيد صقر القنطار، وتصوير أيسر الشعراني.