قال تقرير للأمم المتحدة إن وضع حقوق الإنسان في دولة “جنوب السودان” من بين الأفظع في العالم، حيث تعرضت نساء لعمليات اغتصاب بشكل منهجي، يمكن أن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية. كما تحدثت منظمة العفو الدولية عن قتل مدنيين بدفنهم أحياء.
ومؤخرا أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا خاصا عن انتهاكات الاغتصاب التي تعرضت لها النساء في دول العالم، ووصفت حالة جنوب السودان بأنها الأفظع من بين العديد من الانتهاكات التي تحدث في سوريا والسودان وبقية دول العالم التي عاشت مواجهات مسلحة بين الحكومات وحركات معارضة.
تصدرت انتهاكات الاغتصاب التي تتعرض لها النساء في السودان دول العالم ووصف التقرير حالة جنوب السودان بأنها الأفظع من بين العديد من الانتهاكات التي تحدث في سوريا والسودان وبقية دول العالم التي عاشت مواجهات مسلحة بين الحكومات وحركات معارضة.
لأكثر من عام ونصف العام لا تزال أنجلينا -وهي امرأة في العقد الرابع من العمر- تكافح من أجل تجاوز الآثار النفسية لواقعة اغتصاب تعرضت لها أمام ابنها العشريني.
وتقول أنجلينا في حديثها للجزيرة نت إنها تعرضت لعمليتي اغتصاب، “الأولى على يد قوات المعارضة المسلحة التي يقودها رياك مشار في مدينة بور، والثانية على يد جندي ينتمي للقوات الحكومية” التي استردت المدينة عقب السقوط الأول على يد المتمردين.
وتوضح “أكثر ما يؤلمني أن جريمة الاغتصاب الأولى ارتكبت أمام ابني وفي كل يوم أصحو أنظر إليه وأشعر بحجم الألم الكبير الذي يشعر به”، وزادت والحسرة تخنقها “لست وحدي، فعلى طول وعرض البلاد قصص عديدة لنساء وفتيات أصبحن سلاحا رئيسيا في حرب اللامعنى التي شهدناها”.
المنظمات الإنسانية من جهتها وثّقت المئات من القصص لنساء تحدثن عن وقائع إغتصاب تعرضن له على يد جنود موالين للحكومة والمتمردين. وتقول هذه المنظمات وأبرزها منظمة هيومن رايتس ووتش إن الإحصائيات الموجودة لديها هي فقط للواتي اخترقن جدار الصمت، وإن المئات من القصص الأخرى لا تزال مكتومة في دواخل نساء قررن الصمت عن هذه الجرائم بسبب عوامل ثقافية.
في وقت يعترف فيه الطرفان الموالي للحكومة والمعارض وقوع هذه الجرائم ويعمدان إلى تبادل الاتهامات ورغم توقيع طرفي النزاع في دولة جنوب السودان على اتفاق السلام الذي لا يزال تنفيذه قاب قوسين، فإن الشكوك لا تزال سائدة وسط المهتمين بقضايا العدالة بخصوص تقديم مرتكبي جرائم الاغتصاب للمحاكم، خاصة وأن بعض الضحايا يعرفن مغتصبيهن. لكن الموروثات الثقافية تلعب دورا كبيرا في عدم تقدم كثيرات أمام المحاكم.
وفي هذا السياق، قالت أنجلينا دانيال رئيسة منظمة المرأة والإنصاف -التي تعمل في مجال الدفاع عن كافة الجرائم التي تتم ضد النساء والفتيات- إن منظمتها ستعمل عقب تنفيذ طرفي النزاع اتفاق السلام على إثارة قضايا الاغتصاب التي حدثت في المناطق التي سجلت فيها هذه الانتهاكات.
وشددت المتحدثة في تصريحها للجزيرة نت على الحاجة الماسة لمنع إفلات مرتكبي هذه الانتهاكات من العقاب، قائلة “سنثير هذه القضايا من أجل تقديم مرتكبي هذه الجرائم أمام العدالة”.
الاغتصاب كأداة حرب