حكايا النساء ليست مجرد مطالبة بحقوق
واقع المرأة السورية

الأيام- إذا ما تحدثنا عن حقوق المرأة في مجتمعنا، كثيراً ماتجد ردود فعل مزعجة، البعض يقول” صرعتونا بالنسوان كل هالحقوق ولسا بدكن حقوق”، وآخر يستهزئ “ماعندكن حديث غير حقوق المرأة”.

وإن ألقينا نظرة على واقع المرأة السورية قبل سنوات الحرب الأخيرة، مايحدث ليس مجرد تراجع بل هو أكثر من ذلك بكثير.

إن ما تعيشه بعض النساء كارثة بحد ذاته، حيث أصبحت المرأة تتحمل  ضغوط المجتمع، والتي تضاعفت في زمن الحرب، من ازدياد نسبة زواج القاصرات، وتعدد الزوجات والزواج العرفي، وغيرها الكثير.

إحدى العائلات السورية التي تعيش في قرية صغيرة في  ولاية أنطاكيا التركية، زوّج الأب بناته الثلاثة وأكبرهن بعمر 17 عاماً، وعند سؤاله عن سبب تزويج بناته في هذا العمر، يقول” مارح يكون زواجهن أسوء مما يعشنه”.

ويبرر زواجهن أيضاً:  بأنه لا يوجد لديهن خيارات كالتعليم ودخول الجامعة.

أما الأم فهي تنظر لواقع بناتها بحزن، هي أيضا تزوجت صغيرة بعمرهن، و لم تكن تريد لهن حياة شبيهة بحياتها، ولكن في مجتمعنا لا سلطة للمرأة لتتمكن من حماية بناتها.

أما تعدد الزوجات، فقد انتشر بشكل كبير؛ بل أصبح حديث العاقل قبل الجاهل، دون النظر إلى تأثير الزواج الثاني على المرأة من جميع النواحي.

لم يعد يرتبط التعدد بالغني، بل أصبح الرجل الفقير الذي يعيش بخيمة يفكر في الزواج، البعض يتزوج لأن زوجته الأولى تعمل وتجلب له المال، فهو يتزوج ليشغل زوجته الثانية أيضاً ويستفيد من مالها.

والبعض استغل غياب القانون والمساءلة، كل فترة يتزوج إحداهن ليطلقها ويتزوج الأخرى.

أما من يتحدث باسم الدين فهؤلاء في كفة مغايرة، يضعون اسم الله في كل تصرف لهم، يتزوج الثانية لأن الإسلام حلل تعدد الزوجات غاضاً بصره عن الشروط التي وضعها الإسلام للزواج الثاني.

بلغت نسبة تعدد الزوجات في عام 2015 في ريف دمشق بحسب الزيجات المتسلسلة في المحاكم الشرعية مايقارب 30% مقابل 5% في عام 2011.

تقول صبحية، أعيش أنا وزوجي وأطفالي في بيت سيء لا يقبله عاقل، ولكن بسبب فقرنا تحملنا، أعمل أنا وابنتي الكبرى في مشغل خياطة، ويعمل زوجي في المزارع والبساتين، وبعد أشهر أحضر زوجي معه امرأة وقال أنها زوجته الثانية.

منذ ذلك الوقت تغيّر، وأصبح يضربني، ويجبرني على العمل، وآخر مرة ضربني بها بأداة حادة كاد أن يقتلني، حتى زوجته الجديدة يضربها، ويهينها لكي تعمل فهو يستغلنا جميعا.

وقصص كثيرة عن الزواج والطلاق وبدون أوراق ثبوتية، و زواج نتج عنها أطفال لا يملكون قيوداً، ورجال تركوا نساءهم لأسباب تافهة.

مشاكل المرأة السوريّة باتت كثيرة ومعقّدة، لكنّ الطريق إلى حلّها واضح، وذلك من خلال التوعية، وزيادة نسبة التعليم، وتأمين متطلّبات الحياة الإنسانية الكريمة للنساء والفئات الأكثر فقراً، ولكن على عاتق من تقع هذه المسؤولية؟

واقع المرأة السورية

واقع المرأة السورية

أترك تعليق

مقالات
يبدو أنه من الصعوبة بمكان أن نتحول بين ليلة وضحاها إلى دعاة سلام! والسلام المقصود هنا هو السلام التبادلي اليومي السائد في الخطاب العام.المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015