حوار مع رئيسة مؤسسة “بالميرا” لرعاية حقوق المرأة والطفل
مؤسسة "بالميرا" لرعاية حقوق المرأة والطفلمؤسسة "بالميرا" لرعاية حقوق المرأة والطفل في سوريا

قالت إخلاص غصة، رئيسة مؤسسة “بالميرا” لرعاية حقوق المرأة والطفل وعضو مجلس إدارة المؤسسة السورية الحضارية لمساندة المصابين والمتضررين وأسر الضحايا في سوريا وعضو وفد منصة دمشق لموسكو، إن أعداد ضحايا الحرب في سوريا حسب إحصائيات الأمم المتحدة تزيد عن 250 ألف، وحسب بعض المراصد وشبكات حقوق الإنسان بحدود 500 ألف، وليس هناك تصريحات حكومية أو إحصاءات بسبب الحرب التوقعات بالأرقام كبيرة ومخيفة.

وأضافت غصة في حوارها مع “الوطن” أن الأوضاع في مخيمات اللجوء معاناة للسوريين فقد هرب الكثير من الدمار ولجأوا إلى المخيمات حيث يتوفر لهم الغذاء والسكن ضمن مخيمات مؤقتة ويتعرض العديد منهم إلى الظروف الصعبة من حيث المناخ والبرد والصحة والغذاء.

 – ما هي الممارسات العنيفة الأكثر شيوعا ضد المرأة في سوريا منذ عام 2011؟

تعرض المجتمع السوري للانقسام والأخطار العديدة منذ عام 2011 وبالتحديد منذ مارس حيث بدأت الحركات والحراك في الشارع السوري تماشيا مع الربيع العربي، وقد تعرضت النساء والمرأة السورية لصنوف جديدة من القسوة والمخاطر لم تعهدها من قبل، اعتقالات تعسفية، اختطاف، تهجير، نزوح، لجوء، مراكب الموت، الرقيق الأبيض، اتجار، فقدان الأهل والأحباب، فقدان المنازل والعمل، فقدان البلد والأصدقاء، الضياع الكلي والجزيء فقدان الأمل والحنان، التشرد في مخيمات اللجوء ومراكز الإيواء، العناء للحصول على المساعدات الغذائية والصحية، الأمراض الجسدية والنفسية، الزواج بالإكراه وللقاصرات والعديد من المشاكل التي يصعب تعدادها ولكن ورغم كل الصعاب والآلام فان العزم معقود على جهودهن في إحلال السلام والأمان وإعادة الوئام.

– هل توجد إحصائيات دقيقة لضحايا الحرب في سوريا، حيث إن هناك تضارب في الأرقام عقب كل واقعة؟

أعداد ضحايا الحرب في سوريا حسب إحصائيات الأمم المتحدة تزيد عن 250 ألف وحسب بعض المراصد وشبكات حقوق الإنسان بحدود 500 ألف، وليس هناك تصريحات حكومية أو إحصاءات بسبب الحرب التوقعات بالأرقام كبيرة ومخيفة، وما يحزننا أن الضحايا أصبحوا أرقام وأن التدخلات الإقليمية ومساندة الاٍرهاب من قبلهم يدفع الثمن الشعب السوري بكافة شرائحه ومكوناته وقدراته.

– كيف يستخدم “داعش” الأطفال في الحرب السورية؟

داعش استخدم الأطفال في الحرب السورية والنساء بطرق وأساليب يندى لها الجبين، كما قامت عناصره بقتل وذبح الأطفال والنساء والشباب والكبار والمسنين دون رحمة وبدن بارد كما أنها تقوم بتدريب الأطفال وتخطفهم للقيام بأعمال إجرامية وإرهابية وتوجد حالات عديدة في سوريا والعراق تثبت هذه الحالات ‏تسيطر “داعش” على أدمغة الصغار الذين تسعى لتجنيدهم، لتنتج انتحاري مسموم بأفكارها وعقيدتها الباطلة، فداعش يسرق طفولتهم.

 – لماذا تصر المعارضة المسلحة دائما على عدم الالتزام بالهدنة رغم أن هذا يمثل خطرا على المدنيين؟

المعارضة المسلحة لا تلتزم بالهدنة بالرغم من أن هذا يمثل خطرا على المدنيين لأسباب عديدة أهمها استخدام المدنيين كدروع بشرية وارتباط معظمها بأجندات خارجية لتنفيذ مخططات تفتيت سوريا، بالرغم من وجود فرصة لهؤلاء من خلال المصالحات الوطنية والحفاظ على حياتهم وحياة المدنيين الخاضعين في مناطقهم، كما أن هناك مستفيدين من النزاع السوري بالداخل والخارج يعملوا على تخريب الهدنة لأسباب عديدة منها النفوذ والفساد والكسب على حساب الدم السوري.

– ما هي أسباب الاختفاء القسري للسيدات في سوريا؟

أسباب الاختفاء القسري للنساء في سوريا كما أسلفنا في بداية الحوار منها بسبب الحرب ومنها بسبب النزوح والهجرة ، والأصعب داعش وممارساتها بحق النساء من سبي وبيع في سوق النخاسة وقتل وذبح وتعذيب ورجم دون أي نظرة إنسانية أو حقوقية.

تنظيم “داعش” الإرهابي، يريد أن يوصم المرأة بالعار، وأن تعود بها لعصور مظلمة حيث الوأد والإتجار بالبشر، لكن التاريخ يثبت أن أمثال داعش زائلون لا محالة.

– وماذا عن الأوضاع في المخيمات؟

الأوضاع في مخيمات اللجوء معاناة للسوريين فقد هرب الكثير من الدمار ولجأوا إلى المخيمات حيث يتوفر لهم الغذاء والسكن ضمن مخيمات مؤقتة ويتعرض العديد منهم إلى الظروف الصعبة من حيث المناخ والبرد والصحة والغذاء ولعل أصعب هذه الظروف ندرة التعليم وبقاء أجيال وأطفال دون الحد الأدنى من التعليم وهو ما سينعكس سلبا على المجتمع السوري لاحقًا.

– كم عدد المعتقلين في السجون السورية؟

أعداد المعتقلين في السجون السورية غير معروفة ولكن كل معتقل بعد التحقيق يتم تحويله إلى القضاء المختص لمحاكمته وفق القانون مع ضمانة حق الدفاع وقد تم تشكيل محاكم مختصة منها محكمة ناظرة بقضايا الاٍرهاب وعدد المحالين اليها بالآلاف، ويتم إجراء التسويات وتشميل البعض بقوانين العفو والمصالحة.

– هل توجد حملات لتطعيم الأطفال في سوريا؟

توجد حملات لتطعيم الأطفال تقوم بها الحكومة السورية بالتعاون مع اليونيسيف.

– لماذا لا تصل المساعدات الإنسانية للبلدات السورية المحاصرة؟

المساعدات الإنسانية تصل بغالبها إلى المدن المحاصرة بالتعاون بين الحكومة والمنظمات الدولية، ولكن في بعض الأحيان يتم الضغط باتجاه إجراء مصالحات أو تسويات أو معالجة ملفات مختطفين ومعتقلين عبر هذه المساعدات.

– كيف أثر السلاح الكيماوي على السيدات الحوامل والأطفال؟

تسييس ملف السلاح الكيماوي له تأثير بالغ على المدنيين بشكل عام وخصوصا على الأطفال والنساء الحوامل بما يعرضهم لأمراض خطيرة وانعكاسات على مدى طويل، وقد التزمت الحكومة السورية بملف تسليم السلاح الكيماوي ولم يبقى سوى لدى بعض التنظيمات الإرهابية التي استخدمته في خان العسل بحلب وبعض المناطق الأخرى.

– هل يتم رصد الانتهاكات ضد الأطفال في سوريا؟

يتم رصد جميع الانتهاكات في سورية وضد الأطفال، ولكن هذا العمل صعب وغير دقيق بسبب الحرب وانعكاساتها، ولعل أفظع الانتهاكات ضد الاطفال منعهم من التعليم وتجنيدهم من قبل داعش والتنظيمات المسلحة الأخرى.

– ما هي العوائق التي تقف أمام الحقوقيين في سوريا عقب 2011؟

مازلنا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سوريا نترقب وبكل الآمال بالسلم والسلام والأمان بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، المعلن منذ منتصف ليلة الخميس بتاريخ 29 نوفمبر 2016 وبالرغم من بعض الخروقات في بعض المناطق السورية لأننا مازلنا نرى ان الأمور تسير بشكل أفضل، ونتوجه إلى الفريق الدولي المعني بمراقبة الإلتزام بإيقاف العمليات القتالية على الأراضي السورية، من أجل التعاون والمساعدة بهذه المراقبة، كوننا موجودين بالداخل السوري و ننشط على كامل الأراضي السورية، ومن الداخل، فإننا نؤكد على أنه لا يمكن لأية عملية سلمية وسياسية أن تستقيم وتصل إلى النتائج المرجوة دون التعاون مع الفاعليين الداخلين أصحاب المصلحة الحقيقية بالسلم والأمان المجتمعي، ونؤكد إدانتنا واستنكارنا لجميع ممارسات العنف والقتل والاغتيال والاختفاء القسري أيا كانت مصادرها ومبرراتها.

نناشد جميع الأطراف المعنية الإقليمية والدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه شعب سوريا ومستقبل المنطقة ككل، ونطالبها باستمرار العمل الجدي والإسراع بخطواته من أجل التوصل لحل سياسي سلمي دائم للأزمة السورية، إننا ندعو جميع الأطراف الحكومية وغير الحكومية للعمل على ذلك.

وكذلك نعمل ضمن المنظمات والهيئات المعنية بالدفاع عن قيم المواطنة وحقوق الإنسان في سوريا، باقتراح السبل الآمنة وابتداع الطرق السليمة التي تساهم بنشر وتثبيت قيم المواطنة والتسامح بين السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، على أن تكون بمثابة الضمانات الحقيقية لصيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي آمن لجميع أبنائه بالتساوي دون أي استثناء.

– هل الحوار في سوريا هو الحل؟

الحوار السوري السوري هو الحل وكلنا أمل ان يكون عام 2017 هو عام السلام والاستقرار في سوريا.

مؤسسة "بالميرا" لرعاية حقوق المرأة والطفلمؤسسة "بالميرا" لرعاية حقوق المرأة والطفل في سوريا

مؤسسة “بالميرا” لرعاية حقوق المرأة والطفلمؤسسة “بالميرا” لرعاية حقوق المرأة والطفل في سوريا

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015