القاهرة/وكالات- “حَل الضفاير” هوعنوان عرض مسرحي بدأ منذ أيام في عدد من المسارح بالقاهرة، ويسلط الضوء على قضايا التمييز والعنف ضد المرأة، ويعرض تزامنا مع حملة 16 يوم من الأنشطة المناهضة للعنف. والعرض المسرحي مستوحى من مجموعة قصص وتجارب واقعية تم معالجتها في قالب كوميدي اجتماعي، ويسعى خلاله مجموعة من الفنانين الشباب مناقشة اهتمامات ومشاكل اجتماعية لشباب وبنات من مصر.
يناقش العرض، مشكلات المرأة في المجتمع، بشكل كوميدي خفيف، عن طريق تجارب تشبه إلى حد كبير ما تدونه الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي، مع لمسة فانتازيا أضفت بعدا فنيا على العمل، الذي لم يتورط في الإغراق في خطاب جاف عن العدل والمساواة، بل ناقش مشاعر الظلم لدى الفتاة المصرية من خلال مواقف يومية حقيقية تعيشها أغلب الفتيات المصريات، كالتحرش والتفرقة بينهن وبين الذكور، وكالتهميش الواضح لأحلامهن وأدوارهن في الحياة، خصوصا تلك المتعلقة بالرغبة في الإنجاز في العمل، والقيادة.
ولم تغب الكوميديا التي أداها الممثلون بحرفية عن أي من أجزاء المسرحية، حيث جاء العرض في صورة اسكتشات متتابعة، يربطها خط درامي واحد، وهو الذي ينقل المسرحية من مشهد لآخر، ثم تعود إلى هذا الخط لكي تتحول مرة أخرى إلى فكرة جديدة او اسكتش جديد.
ويتمثل هذا الخط الدرامي الواحد في جلسة تجمع 6 فتيات في منزل إحداهن، حيث تروي كل منهن مشكلة ما تعانيها في حياتها، تتعلق أحيانا بتحكمات الجنس الآخر، أو إجهاض أي طموح أو تهميش وتفرقة واضحة في أحيان أخرى.
كما يظهر في ذلك المشهد المتكرر على مدار المسرحية، “كتاب الأحلام” الذي تفتش فيه الفتيات عن ذواتهن، ويحلمن بإيجاد حياة أقل إرهاقا رغم المعوقات التي يفرضها المجتمع، فيما كانت الأحلام والتجارب التي ترويها الفتيات، تجارب حقيقية بشكل كبير، حيث كان تطويع التجارب الشخصية للمثلات بطلات العرض، إحدى مراحل العمل على المسرحية.
أما الاسكتشات، فتتناول في قالب كوميدي، قضايا التحرش الجنسي، والزواج دون إرادة الفتيات، وعدم المساواة في العمل، أو عدم الاقتناع بقدرة المرأة على الإنجاز.
وتقول سالي ذهني، مؤلفة المسرحية، لأصوات مصرية، إن المسرحية تركز على قضايا التمييز والعنف ضد المرأة وذكورية المجتمع، والزواج، والتحرش.
وأضافت أنها فضلت أن يعتمد العرض على قصص واقعية “علشان تمثل الواقع زي ما هو”، مؤكدة “كنت حريصة إن العرض مايقدمش المرأة على أنها ضعيفة ومقهورة زي كتير من الأعمال”.
وأوضحت “فيه صعوبات قابلتني في كتابة عرض مسرحي يناقش القضايا الكبيرة ديه ويكون سهل وخفيف في الأخر مش توعوي مباشر”.
وإجمالا، فإن الهدف الذي رغب صناع المسرحية في الوصول إليه، هو تضمين الرسائل الاجتماعية المتعلقة بـ”الجندر”، في صورة خفيفة بها قدر كبير من الإضحاك الذي لا يتجه إلى خطاب نسوي مباشر.
جدير بالذكر أن المسرحية من إنتاج شركة “وجود” بدعم من المجلس القومي للمرأة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اعتمدت على ممثلين شباب من مسارح الجامعات المختلفة، في تجربة ناقشت المشاكل الاجتماعية لهؤلاء الشباب، مع وضع ما تعانيه المرأة المصرية في المجتمع، تحت الضوء بصورة أكبر من المشكلات الأخرى، في قالب كوميدي لا ينحرف إلى خطاب جاف حول العدل والمساواة.