وكالات- “هي مضايقات لكنهم يسمونها عروض” هكذا قالت أم عمار، وهي امرأة ثلاثينية فقدت زوجها في حادث، وتعتبر واحدة من السوريات اللواتي تحيط بهن الملاحقات من قبل شباب ورجال مصريين يرون في المرأة السورية الشريكة المثالية.. ولقد كانت لهذه الظاهرة جوانب مختلفة أثارت الجدل داخل قطاعات مصرية وسورية.
وأضافت أم عمار في تقرير نشره موقع المونيتور البريطاني أن “هاد الفاكهاني وهو عجوز على حفة قبره، قالي ممكن تديني رقمك، أنا عاوز أتجوز سورية عشان مراتي تعباني”. وأشارت في تقرير إلى أنها تتعرض لمواقف كهذه بشكل يومي، حتى أنها كانت تريد الخروج للعمل، ولكن انتهى بها الحال إلى تجنب الخروج من البيت إلا للضرورة.
فيما قال طارق الشيخ الذي يعمل أدمن إحدى أكبر المجموعات التي تجمع السوريين المقيمين في مصر على موقع فيسبوك: إن نسبة كبيرة من الشبان المصريين الذين ينضمون إلى المجموعات السورية يظنون أنها الطريق للوصول إلى السوريات ، مضيفا ان الأمر حساس لكل السوريين بسبب الإشاعات السابقة بأنه يمكن أن تتزوج سورية بـ500 جنيه، وهذا سبب جرحا لكرامة المرأة السورية وحساسية كبيرة عند الشباب السوري.
وعن مصدر هذه الإشاعات، قالت مسؤولة برنامج سيداو في مؤسسة المرأة الجديدة بمصر لمياء لطفي: دائما نتحدث عن أن مصر دولة لطيفة ولا يوجد بها مخيمات، لكن في الحقيقة لم تكن هناك أماكن إقامة للسوريين وقت وصولهم، فتم رصد بعض الجوامع بضاحية 6 أكتوبر وفي صعيد مصر كان يتم التزويج وتشترط ألف جنيه وشقة.
وبحسب لمياء لطفي لقد توقّفت هذه الجوامع عن هذا الفعل ، إلا أن ما زال هناك من يستخدم مصطلح الستر عند طرح أمر الزواج من سورية، مما يثير استياء العديد من السوريين.
وفي ذات السياق، قالت أم عمار ” ما يقهرني غير الرجل اللي فاكر إنه هيستر على بنات سوريا. وللأسف في بنات بعد ما يتزوجوا يكتشفن أن الرجل متزوج سابقا”.
واضافت هالة محمد، وهي فتاة سورية عشرينية تعيش في مصر ” موضوع الزواج بالبداية كنت أشعر أنه استغلال بسبب طريقة بعض الأشخاص، ويظهر ذلك من نواياهم السيئة وطريقة نظراتهم، ومنهم من كان يستخدم المغازلة الصريحة “.
فيما رأى الباحث السياسي محمد العربي أن الحالة الاقتصادية للاجئين السوريين في مصر أدت إلى عدم بروز القضية فيما يتعلق باستغلال وضع المرأة السورية، لافتا إلى أن الزواج من السوريات ربما يكون قد اكتسب شعبية لدى بعض القطاعات لأسباب مرتبطة بأزمات الزواج والعلاقات العاطفية في المجتمع المصري، وانعدام الثقة بين النساء والرجال المصريين، مما أدى إلى التعامل مع الفتاة السورية باعتبارها منافسا قويا للفتاة المصرية.
ومن الناحية القانونية، قال مدير قسم حقوق الإنسان في اللجنة القانونية للائتلاف الوطني السوري بالقاهرة فراس حاج يحيي ” هناك أزواج يقومون بإيهام زوجاتهم السوريات بأنهم قادرون على طردهن من مصر إن طالبن بحقوقهن حال الانفصال. وأضاف: هذه التهديدات ما هي إلا افتراءات لا تستند إلى أي مبرر أو مسوغ قانوني “.