في سوريا تعدد الزوجات سترة أم سلعة
تعدد الزوجات & اللاجئات السوريات

آرا نيوز- سبع سنوات قضتها ياسمين مع زوجها، قررت خلالها أن أي ظرف صعب ستمر فيه ‹بيهون› طالما أنها تحب زوجها وهو يسعى لإرضائها بشتى الطرق. لكن كل شيء تغير بعد ست سنوات من الزواج.

روتين فجفاء

أنجبت طفليها الأول والثاني ثم تحولت إلى سيدة منزل وتحولت أيضاً حياتها إلى ‹روتينية بامتياز›، وقتها بدأت تشعر بزوجها ‹غير مرتاح›، ويحاول بشكل مستمر – كما تقول لـ ARA News– البحث عن راحته خارج المنزل.

توضح ياسمين عطار، 29 عاماً، من ريف دمشق مقيمة بتركيا أنه «لم أعد أشعر بأية مشاعر من زوجي، أصبح جامداً بصورة غريبة، لم أعد أحتمل أسلوبه بالحياة، فاتحته أخيراً بالموضوع لكنه استمر بجموده وصمته، وزاد الجفاء في علاقتنا أكثر».

شرع الله

بعدها بعام، تزوج أبو عمار – زوج ياسمين-، وبرر – كما يبرر جميع الرجال فعلتهم –  بأنه «يحق للرجال الزواج بزوجة ثانية، الشرع حلل الزواج بأربعة، وهذا قمة العدل».

يقول أحد أقرباء ياسمين لـ ARA News – وهو رجل- أن «الزواج من ثانية غير سليم أخلاقياً، كيف يتزوج زوج ياسمين وهو يدرك تماماً أنها ضحّت بكل شيء، وحاربت عائلتها حتى تتزوج به، ثم عندما اهتمت بأولادها الذين هم أولاده أيضاً اتجه هو إلى سيدة أخرى؟».

يختلف الكثيرون في أحكام الزواج المتعدد بالنسبة للرجل، فالبعض يتحدث عن عدم جوازه بأمر إلهي في الإسلام، فيما يعتبره آخرون ‹ضرورة› أباحتها ذات الإسلام.

يقول الباحث في شؤون الأديان، حامد شيخ عيسى لـ ARA News أن «تعدد الزواج مربوط في الإسلام بقوله تعالى ‹لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء›، فالقرآن تحدث عن جواز الزواج بأربعة، ثم عاد ليقول لن تستطيعوا العدل، وبالتالي هنالك مخالفة في الشروط، فالعدل هو الأساس».

سترة أم سلعة

لكن على الجانب الآخر، يكثر الحديث – كما يقول مواطنون سوريون – عن تعدد الزواج، في ظل الحرب القائمة، ووقوع ضحايا بمئات الألوف، أكثرهم رجال، وتحول نساء كثيرات إلى أرامل ومن دون معيل.

أبو نزار، 47 عاماً، من حلب مقيم في تركيا، يقول لـ ARA News «هنالك الكثير من النساء من دون معيل، هل نتركهن هكذا؟!، يجب علينا أن نساعدهن، أن نكون بجانبهن، وهو ما يعني أن نتزوجهن، وبالطبع لن تعترض نساؤنا لأننا ننفذ الشرع والدين، ونقوم بعمل إنساني أيضاً».

فيما ترد عليه جيهان، وهي فتاة سورية متزوجة حديثاً «شاهدنا ما فعله زوج أختي السابقة، تزوجها كما قال ليستر عليها، رغم كونه متزوج، وبعد سنة واحدة فقط، طلّقها، وأصبحت ظروفها أصعب مما لو كانت لم تتزوج أصلاً».

من جهتها تقول الناشطة في حقوق المرأة هدى المنصور، لـ ARA News أن «بعض الرجال يتشدّقون بحماية المرأة والدفاع عنها في أوقات الحروب، لماذا إذاً لا يقومون بمساعدة الشبان غير المتزوجين وغير القادرين على الزواج، باعتبارهم يريدون نصرة الدين ومساعدة المستضعفين، وحماية المجتمع من الانحراف؟، الجواب، لأن رجال كثر مازالوا يتعاملون مع المرأة كسلعة، وليس كإنسانة كاملة الحقوق».

تتابع هدى منصور «الكوارث التي تصيب بلدنا بحاجة إلى رجال، لكن رجالنا أو الكثير منهم، مشغولون الآن، لديهم هموم كبيرة، يغيبون عن نسائهم فجأة، ولا نسمع بعدها إلا الجملة المشهورة ‹طقّها جازة›”.

تعدد الزوجات & اللاجئات السوريات

تعدد الزوجات & اللاجئات السوريات

أترك تعليق

المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015