الأمم المتحدة & وكالات- يُصادف يوم غد الاثنين 25 تشرين الثاني\ نوفمبر «اليوم العالمي للقضاء على العنف ضدّ المرأة»، حيث حدّدت الجمعية العامة للأمم المتحدة (القرار 54/134)، والهدف من ذلك اليوم عادةً هو رفع الوعي حول مدى حجم المشكلات التي تتعرّض لها المرأة حول العالم، مثل الإغتصاب والعنف المنزلي وغيره من أشكال العنف المُتعددة. ويحيي العالم غداً اليوم الدولي للقضاء علي العنف ضدّ المرأة 2019 تحت شعار “لوّن العالم برتقاليًّا!.. جيل المساواة ضدّ جرائم الاغتصاب”، حيث يتم التركيز علي قضايا العنف الجنسي والاغتصاب وكذلك أشكال العنف من الختان والزواج المبكر.
إن العنف ضدّ النساء والفتيات هو أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً وتدميراً في عالمنا اليوم؛ ولكن لا يزال معظمه غير مبلَّغ عنه؛ بسبب انعدام العقاب والصمت والإحساس بالفضيحة ووصمة العار المحيطة به.
وسوف تحتفل حملة UNiTE التي تأتي بدعم من الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش باليوم الدولي للقضاء على العنف ضدّ المرأة، وبإطلاق حملة الـ 16 يوماً التي تبدأ غداً الاثنين وتستمر حتى 10 ديسمبر المقبل لمناهضة أشكال العنف القائمة على النوع الاجتماعي، والتخلّص منها بحلول 2030، حيث تهدف حملة الأمم المتحدة للمرأة على قضايا العنف الجنسي،ومنها الاعتداء والتحرش وكذلك الاغتصاب، الذي تتعرّض له كثير من الفتيات والسيدات حول العالم، سواء في أوقات السلم والحرب، ومؤخراً تمّ الانتباه لتأثيره نتيجة أصوات الناشطين في حملات مثل #MeToo، و#TimesUp، وعملت الأمم المتحدة من خلال حملتها داعيةً إلى اتخاذ موقف ضدّ الاغتصاب، دون تركه يؤثّر على أجيال متعدّدة من النساء.
وتدعو هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى توسيع الحملة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وباستخدام هاشتاج لوّن العالم برتقالي # #OrangeTheWorld للتعامل مع القوانين التمييزية التي تتساهل مع الجُنَاة، موضحةً أنّ هناك 15 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم تعاني من ممارسة الجنس القسري.
وكان قد وقع اختيار النشطاء عام 1981 على اختيار يوم 25 تشرين الثاني\نوفمبر من كل عام كيوم لمناهضة العنف ضدّ المرأة. وجاء الاختيار إثر الاغتيال الوحشي عام 1960 للأخوات ميرابال الثلاثة وهنّ ناشطات سياسيات من جمهورية الدومينيكان، وذلك بناءً على أوامر من الحاكم الدومينيكي رافاييل ترخيو (1930-1961). وفي 20 كانون الأول\ديسمبر 1993، اتخذت الجمعية العامة قرارها 104/48 والذي اعتمدت فيه الإعلان بشأن القضاء على العنف ضدّ المرأة، كما حدّدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 تشرين الثاني\نوفمبر في عام 1999، للاحتفال باليوم الدولي للقضاء على العنف ضدّ المرأة، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنظيم فعاليات خلال اليوم المخصص للتعريف بهذه المشكلة، مما يمهد الطريق نحو القضاء على العنف ضدّ النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم.
وقد أشارت الهيئة العامة للأمم المتحدة للعنف ضدّ المرأة بأنه جائحة عالمية بعدّة أشكال، سواء كان جسدياً، أم جنسياً أم نفسياً، ويطرأ في كلّ من الأماكن العامة والخاصة.
وتعريف العنف وفق الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضدّ المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1993، أنه “أي عمل من أعمال العنف على أساس الجنس ينتج عنه أو يُحتمل أن يؤدي إلى أذى بدني أو جنسي أو نفسي أو معاناة للمرأة، بما في ذلك التهديد بارتكاب أفعال بالإكراه أو الحرمان التعسّفي من الحرية، سواء في الحياة العامة أو الخاصة”.
ويعتبر العنف ضدّ المرأة شكل من أشكال التمييز الذي تتعرّض له، ويكون مضاعف وتأثيراته أكبر في المجتمعات الفقيرة والمهمَّشة، وخلال أوقات الحروب والصراعات، ويحدّ كثيراً من قدرات السيدات في الحصول على فرص العمل أو حتى التمتع بحياة أفضل، فهو يعدّ أحد أسباب الوفاة للسيدات بنسبٍ تتساوى مع العجز، أو الإصابة بالسرطان.