ما هو النموذج الحقيقي للمرأة العربية الذي يجب أن نذكره؟
ما هو النموذج الحقيقي للمرأة العربية؟

نور علوان/ نون بوست- عند استخدام محرك البحث جوجل لقراءة مواضيع خاصة بالنساء وتحديدًا عن المرأة العربية، فإن غالبية الخيارات المقترحة تكون مواضيع محصورة بصفحات الجمال والموضة أو وصفات الطهو والأعمال المنزلية، ويمكن الاعتقاد أو الاستنتاج من خلال هذه الاقتراحات أن المرأة في مجتمعاتنا لا يمكن أن تكون سوى ربة منزل وزوجة وأم، أو أن كل اهتماماتها تدور حول الجمال والتسوق، لكن هل هذا حقًا كل ما تكون عليه المرأة؟

في الحقيقة إن المثال الحقيقي للمرأة لا يأخذ حيزًا عادلًا من تغطية الإعلام، بل بالعكس، استخدمت الوسائل والمنصات الإعلامية لقولبة المرأة في أدوار معينة ولم تعتن بعرض نماذج مختلفة عن نجاحاتها في جميع المجالات دون أي استثناء، فهناك أمثلة كثيرة عن المرأة السياسية والمناضلة والرئيسة والبرلمانية والثورية والجندية والمفكرة والأديبة والعالمة والمخترعة والفقيهة والرياضية.

ورغم الوجود الكبير والمتنوع للمرأة، فإن الفكر الإعلامي يصر على أن يلصق بالمرأة مواصفات سطحية ومهام نمطية لا تصور بشكل كامل دورها في مجالات الحياة المختلفة، والأسوأ أن هذه التغطية الضيقة لا تؤثر فقط على نظرة الرأي العام للمرأة وتغذية سلطة الأعراف المجتمعية التقليدية، بل إنها تخلق ضغوطًا فكرية تدفع المرأة للاعتقاد أن الخروج عن هذا الإطار المطروح جرأة مخالفة للقوانين الثقافية، ومن غير الطبيعي أن تكون المرأة سيدة أعمال أو لاعبة تنس.

لا شك أن هذا التعميم الفكري النمطي يفيد الجهات الإعلامية التي تعتمد بشكل كبير على المواد الإعلانية، لأن المرأة دائمًا ما تُستخدم كأداة في المواد الترويجية الإعلامية والتسويقية، بالمقابل يكون الرجل المحور الرئيسي لمواضيع اقتصادية واستثمارية وقيادية ورياضية وغيرها.

تقول الكاتبة الأردنية فاطمة شعبان: “معظم الصور عن المرأة تفتقر إلى تصوير الواقع الحقيقي للمرأة في المجتمع، فمعظم هذه الصور تقدم المرأة بلا طموحات ولا وجهة نظر في القضايا العامة، ولا حتى مشاكل طبيعية مع محيطها الطبيعي، بل تقدمها كشخص لا يحمل طموحات خارج جدران المنزل، ولا نجد في وسائل الإعلام العربية نموذجًا عن المرأة المتوازنة القادرة على أن تكون أمًا حقيقية وصاحبة طموح، لأن ذلك لا يتناقض مع دورها كأم، فدور المرأة كفاعل اجتماعي لا يقل أهمية عن دورها كأم، ولا يمكن وضعهما في مواجهة مع بعضهما، لكن وسائل الإعلام إما تكون مقلدة بمعنى أنها تتبني قضايا لا تتعلق بواقع المرأة في البلاد العربية، أو وسائل تقليدية لم ترق بعد للموازنة بين التغيرات التي طرأت في واقع المرأة وحقيقة أدوارها، وذلك بسبب تأثير العادات والتقاليد على كثير من السياسات الإعلامية والاجتماعية التي تتبناها مختلف وسائل الإعلام”.

إذًا ما النموذج الحقيقي للمرأة ومَن النساء العربيات اللاتي يجب أن نذكرهن؟

فاطمة الفهرية

فاطمة الفهرية

فاطمة الفهرية

تونسية أسست أول جامعة في العالم لتكون أول معهد ديني وأكبر كلية عربية في بلاد المغرب العربي، هذه الجامعة كانت عبارة عن مؤسسة تعليمية تابعة لجامع القرويين في مدينة الفاس في المغرب، حتى أصبحت مركزًا لانتشار مختلف العلوم الشرعية وأصول اللغة والدين، إضافة إلى خمس مكتبات تحتوي على 45.268 مجلد، درس وتخرج في مقاعدها عدد كبير من العلماء والمفكرين العرب والغربيين، مثل مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون وسلفستر الثاني الراهب الفرنسي والبابا الوحيد الذي تعلم اللغة العربية.

إنعام المفتي

انعام المفتي

انعام المفتي

أول امرأة يطلق عليها لقب معالي من النساء الأردنيات، اعتلت سلم النجاح تدريجيًا وكان لها نشاطات مختلفة معظمها يدعم الحركة النسائية ودور المرأة في المجتمع، دخلت المفتي إلى مجلس الأعيان لتكون صوتًا مدافعًا عن قضايا المرأة الأردنية داخل الوزارة، وأبرز النساء تحريضًا على سن قوانين لإدماج المرأة الأردنية في الميادين المختلفة.

غادة مطلق المطيري

غادة المطيري

غادة المطيري

سيدة أعمال سعودية ومخترعة، حصلت على الدكتوراة في كيمياء المواد من جامعة كاليفورنيا، قدمت مساهمات علمية أكاديمية عديدة باسم التقنية الدقيقة وتُرجمت أبحاثها إلى الألمانية واليابانية، بجانب هذا وتكريمًا لجهودها العلمية حصلت العالمة السعودية على جوائز لمشروعها البحثي واختراعها تقنيات جديدة تمكن من إجراء عمليات طبية داخل جسم الإنسان عبر الضوء دون الحاجة إلى إجراء عملية جراحية، يذكر أن المطيري تعمل كأستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا في كلية الصيدلة والعلوم.

سميرة موسى

سميرة موسى

سميرة موسى

أول عالمة ذرة مصرية وأول معيدة بكلية العلوم في جامعة القاهرة، حصلت العالمة موسى على جوائز وشهادات تحفيزية في جميع مراحل تعليمها وذلك لتفوقها الباهر، حصلت على شهادة ماجستير في التواصل الحراري للغازات ومن ثم انتقلت إلى بريطانيا لتكمل دراستها في الإشعاعات النووية، لم تلق اهتمامًا كبيرًا من أي جهات علمية على الرغم من أنها تمكنت من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع وبتكاليف قليلة، لكن أبحاثها لم تحظ بالتوثيق.

بعد عدة أعوام تمت دعوتها لإجراء بحوث في معامل ومختبرات جامعة أوكردج في الولايات المتحدة الأمريكية، قالت سميرة موسى: “استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام”، لكن قدر وفاتها كان أسرع من تحقيق خططها العلمية.

يسرى مارديني

يسرى مارديني

يسرى مارديني

لاجئة سورية سباحة، هربت من الحرب في بلادها وحصلت على فرصة المشاركة في الألعاب الأولمبية الصيفية العام الماضي، تسلط الضوء على مارديني عندما ظهرت شجاعتها في أثناء ركوبها لقارب متجه من السواحل التركية إلى اليونان، وعند تعطل القارب سحبت مارديني بمساعدة أختها، القارب المحمل بالركاب لنحو ثلاث ساعات إلى الشاطئ، يذكر أن مارديني فازت في سباق الفراشة ضمن الجولة الأولى، لكنها لم تستطع أن تتأهل إلى أولمبياد ريو.

ما هو النموذج الحقيقي للمرأة العربية؟

ما هو النموذج الحقيقي للمرأة العربية؟

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015