سوريا/وكالات- يواصل المخرج السوري نجدت أنزور تصوير مسلسله الجديد «وحدن» في قرية الغيضة القديمة في ريف السويداء، وهو من تأليف ديانا كمال الدين، وإنتاج شركة «سما الفن»، وفق تقرير نشرته صحيفة «الوطن» السورية يوم الخميس الماضي.
تستمر عمليات تصوير المسلسل الاجتماعي المعاصر (وحدن) في العديد من الأماكن الصعبة، حيث تدور الأحداث الرئيسية في قرية الغيصة الواقعة على سفح الجبل في أطراف مدينة السويداء، ويتم التصوير في العديد من المواقع الوعرة وفي الصحراء.
يُسلط العمل الضوء في محوره الأساسي على معاناة المرأة وقدرتها العالية في تحمّل المسؤولية والنهوض بالمجتمع عند غياب الرجل وتأمين مستلزمات الحياة القاسية، مشدداً على الدور الهام للمرأة السورية وسط الأزمة الحالية، حيث يتناول في أحداثه انعكاس تداعيات الحرب على عائلات سورية تضطر فيها النساء الى حماية المكان والأشخاص بعد غياب الرجال الذين توجهوا للقتال على الجبهات.
ويروي «وحدن» قصة عائلة عانت بسبب الحرب، مثل آلاف الأسر السورية في كل المحافظات والأرياف. ويقدّم العمل صورة امرأة ترتدي ثوب الرجال لتأمين متطلبات الحياة القاسية والصعبة في ظل غياب زوجها.
وفي تصريح للاعلاميين بيّن المخرج أنزور أن العمل يعتمد على العنصر النسائي بشكل أساسي لأن المرأة هي الشجرة والحياة والأم والأرض موضحا أن الهدف من العمل الولوج إلى عقلية المرأة الشرقية وآلية تفكيرها حسب الموروث الثقافي لديها والبيئة والتربية التي نشأت عليها.
وأكّد أنزور أنه لا توجد في العمل شخصيات ثانوية بل البطولة جماعية فيه قائلاً: «حين تقدم إحدى الشخصيات دوراً أساسياً وتلعب حكاية من الحكايات تصبح كل الشخصيات التي حولها كومبارس يخدمون حكايتها وهي أول مرة تحدث على مستوى الدراما السورية والعربية».
ولفت أنزور إلى أن العمل يتميز بالجرأة والموضوعية والشفافية والأفكار الجديدة وكسر القواعد فما كان عبارة عن تابوهات ممنوع الاقتراب منها للكاتب والفنان تم كسرها وتقديم شيء يحترم عقل المشاهد ويتناسب مع طبيعة الزمن الذي نمر به، مشيراً إلى أن المسلسل لا يختلف عن مسلسلات السنوات السابقة، لكن طريقة تقديمه تختلف؛ فالعمل لا يطرح الأزمة التي تمر بها سورية بشكل مباشر وإنما هذا العمل يعتمد على الإنسانية الموجودة داخل الفرد مع التركيز فيه على بناء الإنسان أولاً. وقال أنزور: “نأمل أن يكون مسلسل «وحدن» خطا أحمر جديدا في الدراما السورية”.
وأشارت كاتبة العمل والمخرج المنفذ ديانا كمال الدين إلى أن مسلسل «وحدن» ليس قصة فرد وليس قصة بطل بل هو قصة مجتمع بذاكرته الجمعية من غرائز وصراعات بين المؤنث والمذّكر ومن أساطير يمحي حقائقها التكرار فتبقى معلقة بين اليقين والخيال ومن أعراف وتقاليد مكوّمة كإرثٍ مسحور لا يجرؤ أحد على التخلي عنها.
وأضافت كمال الدين: إن «وحدن» هو قصة مجتمع بحاضره المشوّه المعالم باختلاف الأديان واختلاف الأجيال وجحيم الجيوسياسة والاقتصاد وتنازع الأخلاق والرغبات وتنازع الواقع والحلم وذوبان التفّرد في بوتقة الجماعة وتفسخ الجماعة بأنانية الأفراد، وهو أيضاً قصة أرض حمَلت في بطنها كنزها ولعنتها وحمَلت سلامها ودمارها ومَن عليها مِن بشر وزر الآثام وحلم الخلاص، ويمثل كذلك حلقات من أسئلة دون إجابة وباباً لعالم من تلك الواقعية السحرية التي تشعرها بعواطفك وحواسك جميعها ولكنها تبقى عصيّة على الخضوع لقوانين العقل فتبقى يدك معلقة أمام إغواء طرق الباب أو أمان الانسحاب.
وبيّنت كمال الدين أنها حاولت من خلال العمل تقديم جديد لم يقدّم من قبل مع احترام عقل المشاهد وجرّبت شدّه باتجاه شيء يثير انتباهه وفضوله بشيء من الواقعية السحرية بحيث يكون هناك شيء مرتبط بالواقع وآخر ليس له علاقة به إطلاقاً بما يجعله في تساؤل دائم خلال متابعته له من خلال تنوع الأفكار والشخصيات بحيث لا توجد بطولةٌ لشخص أو فرد بل كل ممثلة وممثل كان له دور بطولة وحيّز درامي قادر من خلاله على تقديم شخصيةٍ مختلفة عن البقية، ففيه جزءٌ كبير من المغامرة لأنه يحمل شيئاً جديداً؛ متوقعةً أن يحقق العمل نقلةً نوعية في الدراما السورية.
يشارك في مسلسل وحدن: نادين خوري ـ سليم صبري ـ مرح جبر ـ فايز قزق ـ سحر فوزي ـ هناء نصور ـ جهاد الزغبي ـ سوسن ميخائيل ـ أمانة والي ـ مروان أبو شاهين ـ رنا العضم ـ مجد فضة – لمى الحكيم – نهاد ابراهيم – تماضر غانم – لوريس قزق – توليب حمود – آلاء عفاش – مجد مشرف- -حسام سكاف – تسنيم باشا – هشام كفارنة – رامي أحمر –محسن عباس – كنان العشعوش – يوسف مقبل ـ ياسر سلمون – هبة زهرة – عامر علي- رباب مرهج – أنس الحاج – رشا بلال – مروان فرحات ـ ربى السعدي- سيوار داود – إيناس زريق – لجين اسماعيل – نهاد عاصي – عدنان عبد الجليل – رشا رستم – راما عيسى – علي ابراهيم ـ فرح الدبيات – طارق نخلة – نادين الشعار – بلال مارتيني.
ضيوف العمل: الليث مفتي – معن عبد الحق – ناصر مرقبي- ريام كفارنة – زيد الظريف ـ عفراء زينو – محمد رعد.
المساهمة الفنية: الفنانة التشكيلية هويدا أبو حمدان، تصميم الأزياء : سحاب الراهب ، مكياج: منى حسن، كوافير فايز المنجد و عماد طيبة، مشرف الإكسسوار: حسان يونس كرديه، مهندس الصوت: خلدون يازجي، مونتاج : وسيم مغربل، التأليف الموسيقي فراس هزيم ، وسكريبت رشا حب الله.