هل سمعتم بظاهرة الطلاق الصامت..
رسم تعبيري

عبد العظيم عبدالله/snacksyrian- الطلاق الصامت تكاثر في زمن الحرب.. لماذا يهجر الأزواج بعضهم؟.. ترى الأربعينية “عمشة” من أهالي ريف “القامشلي” بمحافظة “الحسكة” بأن كل منزل فيه زوجين، يعني فيه طلاق صامت، فالحالة النفسية عند الجميع متعبة، وظروف الحرب أرهقت البشر حسب قولها، وأكثر من ذلك فهي وغيرها يعيشون في مجهول، ومن الطبيعي أن تعيش مع زوجها في طلاق صامت وأبدي، على حد تعبيرها.

“عمشة”، تفضل ألا تذكر اسمها الكامل، لأن المجتمع لا يرحم حسب وصفها، وهم لا يحترمون آراء بعضهم خاصة في مثل هكذا قضايا، فالأنثى تطرحها، وهم يجدون ذلك عيباً.

تعيش “عمشة” مع زوجها منذ 17 عاماً، أصبح لها 9 سنوات في انعزال تام عنه، تقول هم مطلقان وغير مطلقين، وتضيف لـ”سناك سوري”: «أستطيع التأكيد بأنه طلاق كامل بدون أي وجود لسرير الزوجية بيننا، لكن عايشين مع بعضنا، كل السنين التي انعزلنا عن بعض لم ننام على فراش واحد، نادراً ما نتناول الطعام على مائدة واحدة، أحياناً يغيب زوجي وهو على الورق فقط عن المنزل أيام، لا أسأل عن غيابه، وكأنه غير موجود في حياتي، نفس الحالة أذهب لبيت أهلي أيام متتالية، لا يسأل عن عودتي، لا نهتم ببعض ولا نزور أهلنا مع بعض، لا نتشارك في الواجبات، أخبرتك في بداية حديثي زوجين مطلقين وغير مطلقين، لا نعلن الطلاق في المحاكم وأمام الناس، فقط لنحافظ على أطفالنا الثلاثة معنا، علماً أن الأطفال ينزعجون من الفجوة بيننا، ويتضايقون لغياب الحب من المنزل».

“عمشة” لا تعلم السبب المباشر في هذه الظاهرة السلبية بحياتها وحياة زوجها وبالتالي في حياة أسرتها، لكنها تقول بأن الحرب السبب، فنفسية زوجها بشكل يومي متعبة، وهي أيضاً كذلك، في فترة ما كانوا يقضونها بالمشاجرات والعناد والمشاكل والحرد، أنهوها بالطلاق الصامت، وهو أسوأ الحلول!، على حد تعبيرها.

ظاهرة سلبية

الأخصائية التربوية “نجاح العلي” تشاطر “عمشة” الرأي، بأن ظاهرة الطلاق الصامت منتشرة بكثرة بين الأزواج، وتضيف لـ”سناك سوري”: «أصفها بعلاقة منتهية الصلاحية، يعيشان كرابط عائلي فقط، أو أقول عنهما مرتبطين وغير مرتبطين، ليست بعلاقة طيبة يكفي انتهى فيها الحب والسكينة، ظهر الجفاء والشرخ وربما الحقد، انتهت كل العواطف، هم على الورق وأمام الناس فقط».

الأخصائية التربوية “العلي” إلى جانب عملها في المجال التربوي، لديها دراسات اجتماعية، وأبحاث في المجال المجتمعي، تقول إنه «بعد عدد من الأبحاث والدراسات تبين أن إحدى أسباب الطلاق الصامت الرئيسية الزواج الخاطئ، خاصة وأن مناطقنا تشتهر بهذا النوع من الزواج، أبرزها عندما يفرض الزوج على الزوجة وبالعكس، وتضيف عدم وعي الزوجين، وهنا لابد من الإشارة إلى تزويجهما في فترة عمرية مبكرة، ولا نخفي العناد والكبرياء وحب الذات، أسر كثيرة تفضل الطلاق الصامت والهجران العاطفي تهرباً من نظرة المجتمع إلى المطلقة، وبعضهم يضحي للحفاظ على الأطفال».

أزمات نفسية وأضرار تصل للجسدية تسببها ظاهرة الزواج الصامت، وفق المرشدة النفسية “نادية خليل”، وتضيف متحدثة عن آثارها: «تنتج مشاكل نفسية وجسدية، أبرزها ظاهرة الوسواس القهري، والجلطات وحالات انتحار غير مستبعدة، والمشاكل تنتقل للأولاد وما نجده من حالات الاكتئاب والفشل الدراسي والانحرافات بمختلف أشكالها بين طلابنا وتلاميذنا، دليل على ظاهرة الطلاق الصامت في المنازل، ولا أستبعد وجود خيانات زوجية أيضاً، قد تكون انتقاماً، بالمقابل نسمع عن وجود أعداد كثيرة من مرضى الكولون العصبي، المنتشر بكثرة في عيادات الأطباء، سبب من أسباب الوجع النفسي وحالات الطلاق الصامت في البيوت».

نظرة القانون إلى ظاهرة الطلاق الصامت يوضحها المحامي “أنور الطحيطح”، فيقول لسناك سوري: «لا يوجد في القانون شيء اسمه “الطلاق الصامت” وعندما يهجر الزوجان بعضهما في “الفراش” نسميه الهجر، ولا يحاسب القانون على الطلاق الصامت والهجر، فهناك الطلاق بالإرادة المنفردة، قد يطلب الزوج من القاضي طلاق زوجته عبر وثيقة وبدون جلسات محاكم، فقط الزوج يراجع القاضي ويخبره بأنه طلق زوجته يكون الطلاق بهذه حالة الطلاق بإرادة منفردة».

رسم تعبيري

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015