يعيبون المطلقة وكأنها حرف ساقط في المجتمع
الطلاق

المرأة المطلقة حقوقها مهدورة في مجتمعنا ليس بسبب معين فقط لأنها مطلقة، تحرم كل شيء مسموح لغيرها من النساء.
الله سبحانه وتعالى أحل الزواج، وأحل الطلاق مع العلم أن أبغض الحلال عند الله هو الطلاق.
كل إنسان له ظروفه الخاصة يوجد الكثير من المطلقات عاشوا القهر والظلم وفي نهاية الأمر لا أحد يريد ان يخسر قفصه الذهبي سواء رجل أو امرأة.
في مجتمعنا تواجه الكثير من المطلقات بعد فشلهن في الزواج العديد من العراقيل والصعوبات في مواصلة الحياة بشكل طبيعي خاصةً على مستوى محيطهن العائلي وذلك بسبب نظرات التأنيب والإحتقار أحياناً وحتى على المستوى المهني، تصبح المطلقة في نظر أصحاب النفوس الضعيفه فريسة سهلة المنال.

حالات كثيرة لنساء كان لهن نفس المصير وإن اختلفت أسباب طلاق كل واحدة منهن ولكن أغلبهن عبرن عن استيائهن من التجربة التي مررن بها بعد طلاقهن فكانت بالنسبة لبعضهن جحيماً لايقل كما كن يعشنه خلال مرحلة الزواج، مطلقات رغبن في الإنتحار وأخريات صرن وصمة عار على العائلة، فتجدهم يمنعونها من الخروج لممارسة أي نشاط يفيدها في تنمية قدراتها الذهنية والعلمية وكأنها عار على العائلة، وترجع تلك التصرفات إلى التخلف الفكري، ومثل هذه التصرفات راجعة بصورة أصح إلى عدم قدرة المجتمع على تغيير تفكيره أو النظر بإيجابية إلى هكذا موضوع، وكأن المطلقة هي من اختارت قدرها وتتحول بذلك من مظلومة إلى ظالمة ومن مجني عليه إلى جانية، فالمجتمع يحاسب المرأة على الطلاق ولا يحاسب الرجل، والدليل أن الكثير من المطلقين عندما يتقدمون لخطبة فتاة عزباء يلقون الترحاب والقبول من طرف بعض العائلات ولايسألونهم حتى عن اسباب الطلاق، ولكن الفتاة المطلقة يرفضها الكثير من الرجال الارتباط بها سواءً من تلقاء أنفسهم أو تحت ضغط الأهل!

وقد كان لنا عدة لقاءات مع مطلقات:
السيدة سالي سيدة في ريعان شبابها تطلقت بعد أربعة أشهر من الزواج تقول:

عن نظرة المجتمع للمطلق المرأة المطلقة تصبح مطمع بعض الرجال الذين يفكرون في ممارسة الرذيلة، ولهذا السبب وغيره من الأسباب تصبح منبوذة من قبل الكثيرين وينظرون إليها نظرة احتقار حتى من طرف عائلتها التي من المفروض أن يكون لهم دور في التخفيف عن ابنتهم لتتعظ من تجربتها القاسية ويعملون على مساعدتها من أجل الخروج من الحالة النفسية التي تمر بها، وتضيف صحيح أن بعض العائلات تقوم بهذا الدور كما يجب، ولكن نجد عائلات أخرى تتميز بالقسوة في التعامل مع ابنتها المطلقة.

لكن في نهاية حديثها أخبرتنا المرأة المطلقة امرأة ظلمتها الحياة وظلمها رجل في أغلب حالات الطلاق وذلك لايعني إنها سهلة المنال، وأكدت أنها مثل أي امرأة ثانية ومن حقها أن تختار طريقها.

السيدة هنادي هي الأخرى كانت أوفر حظاً وتزوجت رغم أنها مطلقة وأم لولد، تقول: أنا مطلقة ولدي ابن ولكنني تزوجت من رجل أعزب ولم أواجه معه إلى حد الآن مشكلة لكوني مطلقة.
أما عن نظرة الرجل كانت مختلفة من رجل لرجل ونتحدث عن مدى قبول ارتباط الرجل بالمرأة المطلقة، اقتربنا من بعض الشباب لمعرفة رأيهم في الموضوع فكان أحمد أول المتحدثين أنه لو وجد امرأة مطلقة تكون خلوقة وتناسبه فلن يعارض الزواج بها
وكان رأي يوسف إن الرجل لايحب الارتباط بامرأة لمسها رجل قبله.

وأخر عبر لنا عن وجهة نظره قائلاً: لو لدي أخت تعيسة في زواجها لن أدعها تموت من الحسرة أو تصاب بمرض لعين من شدة القهر، لذا أتحمل مسؤولية طلاقها ولن تتغير نظرتي إليها، بالعكس ستعود معززة مكرمة إلى بيت أهلها.
نحن في مجتمع شرقي نبذ المرأة المطلقة لكونه مجتمع ذكوري بالدرجة الأولى، إننا نعيش في مجتمع ذكوري وهذا نابع من الأسرة التي تفضل الولد على البنت، لهذا أجحف المجتمع في حق المرأة.
على المرأة التي مرت بتجربة زواج فاشلة أن تكون مقتنعة بسبب طلاقها وتسعى لتعزيز ثقتها في نفسها، كما عليها أن تبرد الخوف، فالطلاق ليس عيب ولا حرام، ضف إلى أن الطلاق هو بداية لحياة جديدة، والأهم هو تحقيق الاستقلال المادي والمعنوي، فحتى لو كان لديها مستوى علمي ضعيف تستطيع أن تمارس أي حرفة تنفق بها على نفسها وتشغل وقتها بما يفيدها.

الطلاق

الطلاق

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015