المرأة السورية .. إثبات وجود في أكثر المؤسسات الإنسانية خطورة
المرأة تنخرط في صفوف الدفاع المدني السوري

وطن اف ام- يعتبر العمل ضمن فرق الدفاع المدني من أكثر الأعمال خطورةً في سوريا، نتيجةً للمخاطر والمشاق المتعلّقة بطبيعة عملها في “الإجلاء والإنقاذ” خلال وبعد عمليات القصف، إضافةً إلى الاستهداف المركّز الذي تتعرّض له هذه الفرق من قبل قوات النظام السوري وحلفائه.

إلا أنّ هذه المخاطر لم تمنع المرأة السورية من الانخراط وحجز مكانٍ لها ضمن كوادر الدفاع المدني، وإثبات قدراتها وأهمية تواجدها وعملها في مجال الإنقاذ ومساعدة المدنيين في ظلّ مايتعرضون له من “قصفٍ وقنصٍ” ومخاطر.

المركز النسائي في بلدة “ياقد العدس” بريف حلب الشمالي، واحدٌ من أكثر المراكز التابعة للدفاع المدني فعاليةً في المنطقة، حيث تقع على عاتقه مسؤولية تخديم مئات العائلات من السكان والنازحين.

تأسّس مركز “ياقد العدس النسائي” منتصف عام “2017”، ويضم تسعة متطوعاتٍ، بينهن من هن حاصلاتٌ على شهادةٍ تخوّل العمل في مجال التمريض، وجميعهن خضعن لدورةٍ تدريبية في “البحث والإنقاذ وإخماد الحرائق”، إضافةً إلى دورة “إيكو نسائية وطب طوارئ”. كما توضح “بتول أم محمد” مديرة مركز ياقد العدس النسائي.

وتقول بتول: “يقدّم المركز النسائي خدماتٍ طبية للمدنيين من سكان المنطقة والنازحين المتواجدين في المخيمات القريبة من ريف حلب الغربي، منها جلسات: “الارزاز، الايكو والمتابعة الطبية لأصحاب الأمراض المزمنة، إضافةً إلى اعتباره المركز الطبي الإسعافي للدفاع المدني في المنطقة، لما يمتلكنه المتطوعات من خبرة في التعاطي مع الحالات الساخنة”، وتقطيب الجروح وايقاف النزيف”.

وتضيف: “كما نقوم في المركز بتنظيم حملات توعيةٍ تستهدف الأطفال في المراكز التعليمية، وكذلك المدنيين في المؤسسات الخدمية وحتى الشوارع، بقصد التوعية حول مخاطر الأجسام الغريبة ومخلفات الحرب المنتشرة في الأراضي الزراعية والمناطق السكنية.”

وعن استعداد المتطوعات للقيام بعمليات الإجلاء والإنقاذ، تؤكّد بتول أم محمد أنّ “جميع المتطوعات خضعن لدورات إجلاءٍ وإنقاذ ويمتلكن الخبرة الكافية في عملية إخماد الحرائق وإجلاء المصابين، ودائماً ما نكون على أهبة الاستعداد في حال تطلّب الأمر مؤازرة الفرق العاملة في المنطقة”.

تسعة مراكز نسائية في حلب

المركز النسائي في بلدة “ياقد العدس” بريف حلب الشمالي ليس الوحيد التابع للدفاع المدني في مناطق الشمال السوري، إذ توجد ثمانية مراكز أخرى مشابهة منتشرة في ريفي حلب الشمالي والغربي، وفي باقي مناطق الشمال السوري.

لاتقتصر الخدمات التي تقدمها المراكز النسائية على الأمور الطبية فقط، اذ تعتبر عمليات الاجلاء من المهام التي تنفّذها بعض المراكز النسائية المنتشرة في مختلف مناطق الشمال السوري، كما توضح “زهرة دياب” مسؤولة التنسيق بين المراكز النسائية في الدفاع المدني، وتقول: “يبلغ عدد المراكز النسائية في الشمال السوري “28 مركزاً”، موزّعة على: حلب، ادلب، حماة واللاذقية. ويضمّ كل مركز ثماني متطوعاتٍ ممن يمتلكن المؤهلات العلمية وتمكنَّ من اجتياز الاختبارات الطبية والدورات التدريبية في مجالات: الإجلاء، إخماد الحرائق والإنقاذ”.

وتؤكّد زهرة أنه رغم التركيز الذي تبديه المراكز النسائية على الجانب الطبي من خلال تقديم الاسعافات الأولية للمرضى ومتابعة أوضاعهم الصحية، إلا أن المتطوعات يشاركن في باقي الأعمال التي تقدّمها كوادر الدفاع المدني، مثال المساهمة في عمليات الإجلاء والإسعاف، وأيضاً نقل المهجرين وتأمين مراكز الإيواء لهم، وغيرها من الأعمال الشاقة.

العنصر النسائي في فرق الدفاع المدني؛ حاجةٌ ملحّة

ارتفعت نسبة المتطوعات في فرق الدفاع المدني من الإناث خلال العامين الماضين إلى أضعاف ماكانت عليه منذ تأسيس فرق “الخوذ البيضاء” في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. فقد بلغ عدد المتطوعات ضمن كوادر الدفاع المدني مايقارب “370” متطوعة، موزعاتٍ على المراكز النسائية المنتشرة في كامل الأراضي السورية الخارجة عن سيطرة النظام.

وعن هذا الموضوع تقول زهرة دياب: “أثبتت المرأة وجودها ضمن فرق الدفاع المدني من خلال الأعمال التي تقدّمها وتساعد على إنجازها بالتعاون مع باقي العناصر، إضافةً إلى الحاجة الملحّة لوجود عنصرٍ نسائي ضمن المتطوعين بما ينسجم وطبيعة المجتمع.”

وتتابع: “مراقبة أوضاع المرضى من النساء، وعملية التضميد وتنظيف الجروح بشكلٍ مستمر للمرضى اللواتي لايستطعن الذهاب إلى المشفى نتيجة الاصابة، إضافةً إلى تقديم الدورات التدريبية للنساء من “تمريض، اسعافات أولية وارشاد وتوعية”، جميعها أعمالٌ تحتّم علينا الاعتماد على العنصر النسائي.”

وعن المشاق والمصاعب التي تواجه عمل الكوادر النسائية، تتحدث زهرة: “بطبيعة الحال فإن المشاق بالنسبة إلى المتطوعات ذاتها التي يعاني منها باقي الكوادر، بحيث تكون عمليات الاستهداف المركّز على مراكز الدفاع المدني من أكثر الصعوبات التي نواجهها، فقد تم استهداف عدة مراكز نسائية نجم عنها ارتقاء متطوعاتٍ وإصابة أخرياتٍ بجراحٍ بليغة.”

وكما جرت العادة فقد كان للنساء المتطوعات ضمن كوادر الدفاع المدني نصيبٌ في تقديم التضحيات نتيجة القصف المركّز الذي يستهدف مراكزهم، حيث استهدفت عدة مراكز نسائية منها “مركز مدينة ادلب وجسر الشغور” وقضت نتيجة القصف المتطوعة “صبيحة السعد” العاملة بالمركز النسائي في مدينة ادلب، إضافةً إلى وجود عشرات الإصابات بين المتطوعات.

المرأة تنخرط في صفوف الدفاع المدني السوري

المرأة تنخرط في صفوف الدفاع المدني السوري

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015