“امرأة العجائب”.. اختارها “كي مون” فأثارت القلق
"امرأة العجائب".. اختارها "كي مون" فأثارت القلق

وضعت الشخصية الكارتونية الشهيرة “امرأه العجائب” الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في موقف حرج بعد أن تم اختيارها لتصبح سفيرة شرفية للمنظمة في قضايا تمكين النساء؛ بينما كانت الأمم المتحدة تحتفل بنساء العالم وفتياته بطريقة اعتبرها البعض معبّرة بحق عن قضية تمكين النساء، بينما اعتبرها آخرون مسيئة لهن.

وكالات أنباء- كانت الأمم المتحدة تحتفل بنساء العالم وفتياته بطريقة اعتبرها البعض معبّرة بحق عن قضية تمكين النساء، بينما اعتبرها آخرون مسيئة لهن، والسبب في ذلك اختيار شخصية الكوميكس “المرأة الخارقة” أو “ووندر وومن” في عيدها الخامس والسبعين، كرمز للاحتفالية. ومن المعروف في الميثولوجيا اليونانية أنّ المرأة الخارقة هي أميرة أمازونية مقاتلة من مملكة تتولى فيها النساء كلّ مجالات الحياة، فهن اللواتي يدرن الدولة ويتحكمن بالإنتاج، ويتولين تسيير المؤسسات باختلافها ويخضن المعارك والحروب أيضاً.

ليست هذه الصفات هي التي احتج عليها المحتجون، بل ملابس الشخصية المثيرة للجدل. ففي الاحتفالية عينت بطلة القصص المصورة سفيرة فخرية جديدة لتمكين النساء والفتيات حول العالم، وهو ما أثار امتعاضاً من أنّه كان ينبغي أن يمنح المنصب لامرأة حقيقية. عبّر عن الاحتجاج نحو 50 موظفاً أممياً عبر إدارة ظهورهم بصمت إلى المسرح خلال كلمات الحفل التي تعاقب عليها مسؤولون وفنانون من قبيل الممثلة الأميركية ليندا كارتر.

عن الاحتجاج، قالت الموظفة في الهيئة الدولية كاس ديورانت: “لا تعتقدوا أنّ شخصيات الرسوم المصورة، التي ترتدي ملابس أشبه بشخصيات المجلات الإباحية هي الرسالة التي نحتاجها لدفع الذكور إلى تغيير عقليتهم بخصوص تمكين النساء”.

ولم يحتمل موظفون في الأمم المتحدة اختيار شخصية كرتونية من نسج الخيال لتصبح سفيرة شرفية، في إطار حملة تعتزم المنظمة الأممية إطلاقها قريباً؛ بهدف تسليط الضوء على ما يمكن للنساء والفتيات تحقيقه بشكل جماعي في جميع أرجاء العالم.

فالشخصية الكرتونية الشهيرة “امرأه العجائب” التي اختيرت لمنصب السفير الفخري للأمم المتحدة، بدعم من بان كي مون، الأسبوع الماضي، تحمل من الصفات الجسدية والقدرات البدنية ما لا يمكن توافره في بني البشر.

أيضاً، فالمرأة التي اختارها الأمين العام للأمم المتحدة لتشغل منصباً فخرياً مهماً، تطير وتقاتل بالبر وتحت المياه وفي السماء، وتحمل من الجمال والمقاسات الجسدية المثالية، في الوقت نفسه، ما ليس له وجود على هذا الكوكب.

تلك الأسباب دفعت العشرات من موظفي الأمم المتحدة، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول، إلى تنظيم تظاهرة صامتة أمام قاعة المجلس الاقتصادي؛ اعتراضاً على اختيار بان كي مون لهذه الشخصية الكرتونية. وقد نظّم العاملون في مقر منظمة الأمم المتحدة هذه التظاهرة الصامتة أمام قاعة المجلس الاقتصادي، اعتراضاً على اختيار الأمين العام بان كي مون، الشخصية الكرتونية الشهيرة “امرأة العجائب”، لتصبح سفيرة شرفية للمنظمة في قضايا تمكين النساء. وقدم نحو 600 من الموظفين شكوى رسمية إلى بان طالبوه فيها بإعادة النظر في اختياره “المهين للنساء”.

كما قدّم مئات من موظفي المنظمة شكوى رسمية إلى الأمين العام؛ طالبوه فيها بإعادة النظر في اختيار “امرأة العجائب كسفيرة لتمكين المرأة والمساواة”.

وأعرب الموقعون على الشكوى عن شعورهم بـ”خيبة أمل؛ لأن الأمم المتحدة لم تعثر على امرأة حقيقية يمكن أن تكون قادرة على الدفاع عن حقوق جميع النساء، وعن مسألة المساواة بين الجنسين والكفاح من أجل تمكينها”.

وذكر الموقعون على الشكوى أن اختيار “امرأة العجائب يعد أمراً مهيناً للنساء؛ لأنها تقدم صورة غير حقيقية للمرأة، وتركز بشكل واضح على مفاتن المرأة الجسدية أكثر من أي شيء آخر”.

من جهته، دافع استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن اختيار “امرأة العجائب” سفيرة فخرية لتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.

وقال: إن “كبار العاملين بالأمم المتحدة يستمعون لتلك الشواغل ويأخذونها بعين الاعتبار، وسيعقد قادة الحملة الأممية لامرأة العجائب احتفاليات كبيرة بمشاركة نساء وفتيات من واقع الحياة، لإيصال الرسالة الجوهرية للحملة”.

ويأتي تعيين “امرأة العجائب” سفيراً فخرياً للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، في إطار حملة قريبة لتسليط الضوء على ما يمكن للنساء والفتيات تحقيقه في شكل جماعي في كافة أرجاء العالم. علما ان “امرأة العجائب” التي تمثل المرأة الخارقة، اخترعها كاتب القصص الأميركي وليم مارستون عام 1942. ومن حينه، يتناقل الاعلام الأميركي صورها باعتبارها رمزاً للمرأة المحاربة القوية.

وتجدر الإشارة إلى أن امرأة العجائب، أو المرأة المعجزة، شخصية خيالية وبطلة دي سي كومكس (DC Comics) الخارقة، أنشأها وليام مولتون مارسون “كشخصية مثالية أنثوية يكمن دورها في استحضار نماذج الأمازون للحب والسلام، وكذلك المساوة بين الجنسين في العالم”.وبزغ نجمها الأول في سلسلة كتب “أول ستار كومكس” ديسمبر/كانون الأول 1941. واشتهرت الشخصية الخيالية بأنها أميرة محاربة من الأمازونيات (وفقاً لأمازونيات الميثولوجيا الإغريقية)، التي أنشأها وليام مولتون مارسون. وتُعرف باسم ديانا في موطنها الأصلي ثيمسكيرا. وتعتبر أقوى شخصيات دي سي كومكس الخارقة بجانب الرجل الخارق (سوبرمان)، بما تمتلكه من قوى ومهارات متعددة.وظهرت المرأة المعجزة بصورة مستمرة في كتب مصورة، تُبرز فرق الأبطال الخارقة المخولين بالعدالة الاجتماعية، ابتداءً من عام 1941 واتحاد العدالة ابتداءً من 1960. وبالإضافة إلى القصص المصورة، فإن شخصية المرأة المعجزة ظهرت في الوسائط الأخرى بصورة لافتة للنظر في الفترة من 1975، من خلال مسلسلات متلفزة ورسوم متحركة.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015