والهدف المعلن من وراء الكتاب هو تغيير صورة المرأة والسرديات حولها، المتعلقة بعلاقتها مع العمل والحياة عموماً، في سبيل تحقيق النجاح والاختراقات.
وترى إيفانكا أنه بالرغم من أن 40 بالمئة من الأسر الأميركية معيلها الأساسي امرأة، إلا أن المجتمع لا يزال ينظر إلى ذلك الدور بشيء من الغرابة، “فعمل المرأة يبدو إلى الآن كأنه شيء شاذ”.
لكن بعض المحررين الصحافيين وفور صدور الكتاب، وخلال 24 ساعة، انتقدوه بشكل لاذع، بالرغم من أن فكرته قد تبدو جيدة من النظرة الأولى.
وهم يرون أنه يبدو هنا، أن هذا الكتاب، لا تنطبق عليه القاعدة التي تقول.. “إن الكتاب يعرف من عنوانه”.
كريس: حشو مضجر!
وقد كتب محرر موقع ما شبل الإخباري الأميركي، كريس تايلور، يصف الكتاب بأنه دليل على أن المديرة التنفيذية يمكن أن تكتب كتاباً سيئاً، مليئاً بالحشو ومضجرا أيضا، كما أنه معبأ بقصص الإطراء على الذات وتمجيدها والبروباغندا الشخصية وبلغة مضطربة.
“وتبدو لهجة الكتاب كما لو أنه كتب بواسطة مدير تنفيذي رجل وليس امرأة كما المفترض”، بحسب كريس تايلور.
لكنه يقول: “لكنْ بالطبع هناك سبب رئيسي، يجعل هذا الكتاب مهماً رغم كل ذلك”.
والإجابة هي: “لأن إيفانكا ترمب وزوجها جاريد كوشنر أصبحا فجأة اثنين من أقوى الأزواج في العالم”.
وأضاف: “يبدوان كما لو أنهما الرابحان الأساسيان من دخول ترمب البيت الأبيض”.
ويؤكد الكاتب كريس أنه قد نتعرف بعض المعلومات عن السيدة ترمب من هذا الكتاب، يعني إيفانكا.. ولكن بنظره يظل الكتاب لا قيمة له لمن يبحث عن التفكير العميق وإدراك الذات في الإدارة، فهذا غير موجود.
كتاب مليء بالاقتباسات
ولوحظ بحسب كريس أن الكتاب محشو بالاقتباسات أكثر من الأفكار الخالصة للمؤلفة، يكتب: “على الأقل فإن 50 بالمئة من الكتاب منقول من أقوال الآخرين في شكل اقتباسات، وبعضها يصل إلى صفحة كاملة، وكثير منها يبدو مثل قوائم نقاط التفتيش”.
وهنا يذكر اقتباسات على سبيل المثال، أخذت من أناس مثل ستيف جوبز مؤسس شركة آبل (4 اقتباسات)، وشيريل ساندبرج كارا سيدة أعمال أميركية ومسؤولة التشغيل في الفيسبوك (11 اقتباساً)، والكاتب الأميركي الكلاسيكي المعروف مارك توين (33 اقتباسات) وغيرهم.
ويخلص إلى أن الكتاب وبسهولة يعتبر بمثابة الإعلان عن مصالحها الشخصية والعائلية وترويج لدورها الجديد.
برغم كل النقد فإن كتاب إيفانكا قد يكون مهماً لأسباب أخرى عديدة، في معرفة كيف تفكر المرأة التي يقال إنها وراء الكثير من الحبكات بالبيت الأبيض خاصة قدرتها في التأثير على والدها في اتخاذ بعض القرارات المهمة.
أيضا لا يمكن بأي حال الاستهانة بخبرتها في مجال الأعمال وخبرة العائلة، بغض النظر عن الآراء التي يمكن أن تصدر هنا وهناك، إذ لا يخلو سجل عائلة ترمب من الأعداء والمتربصين في إطار صراع المصالح والميديا والأعمال في الولايات المتحدة.
وعموما فهي تقدم في الكتاب كيفية التعامل مع التوتر والضغوط، وطرق الوصول للقب “سيدة أعمال ناجحة”، كما تشارك القراء ما تعلمته عن والدها، وتؤكد على الدور المحوري للعائلة في دعم الحياة المهنية سواء للمرأة أو الرجل.
وقد صدر الكتاب عن دار نشر “بنغوين راندوم هاوس”، وتم توزيعه على المكتبات في أنحاء الولايات المتحدة يوم الثلاثاء 2 مايو/أيار الجاري.
وكانت إيفانكا قد أصدرت عام 2009 كتابها الأول بعنوان “بطاقة ترمب: اللعب للفوز في الحياة والعمل”.