الأمم المتحدة- أعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الاثنين عن أسفه لأن حقوق النساء تتعرض للانتهاك في مناطق كثيرة من العالم، ذلك خلال افتتاحه مؤتمرا للأمم المتحدة يستمر اسبوعين حول المساواة بين الرجل والمرأة.
ويأتي هذا المؤتمر بعد خمسة أيام على الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في الثامن من أذار/مارس الذي شهد تظاهرات لمئات آلاف النساء اللواتي نزلن إلى الشارع تنديداً بما يتعرضن له من تمييز وعنف.
وقال غوتيريش في كلمته الافتتاحية “إن النساء يتعرضن عبر العالم لهجمات جديدة تستهدف سلامتهن وكرامتهن”. وأضاف “بعض الحكومات تقر قوانين تقضم من حريات المرأة، والبعض الأخرى تعود عن قوانين أقرتها تحمي النساء من العنف المنزلي”.
وتابع غوتيريش “إن حقوق النساء هي الحقوق الانسانية، والهجمات التي تستهدف النساء هي هجمات تستهدفنا جميعا، لذلك علينا أن نعمل ليكون ردنا واحدا”.
في قاعة الجمعية العامة افتتحت لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة أعمال دورتها الحادية والستين بمشاركة وفود من المسؤولين الحكوميين وممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص ومختلف الجهات لبحث أوضاع حقوق النساء والفتيات وسبل تمكينهن.
وتركز الدورة الحالية على موضوع “تمكين النساء في عالم العمل المتغير”. في مستهل كلمته شكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوفود وممثلي المجتمع المدني على جهودهم لدعم تمكين النساء وكفالة كرامتهن بأنحاء العالم. وقال إن جهود ضمان المساواة تسهم في جعل العالم مكانا أفضل للجميع. وأضاف غوتيريش: “في عالم يهيمن عليه الذكور، يجب أن يكون تمكين المرأة أولوية رئيسية. تمتلك النساء العوامل اللازمة للنجاح، إن التمكين يعني تحطيم الحواجز الهيكلية. ما زال الرجال يهيمنون، حتى في الدول التي تعتبر نفسها متقدمة. وتعيق الشوفينية الذكورية النساء، بما يضر الجميع. إننا جميعا نكون في وضع أفضل عندما نفتح أبواب الفرص للنساء والفتيات في الفصول الدراسية ومجالس إدارات الشركات، والرتب العسكرية، ومحادثات السلام، في جميع أبعاد الحياة المنتجة. إنه أمر حيوي لمعالجة الظلم التاريخي المستمر حتى اليوم.”
ولا يهدف تمكين النساء وتحقيق المساواة بين الجنسين فقط إلى معالجة هذا الظلم التاريخي، إذ يتعلق الأمر أيضا بتحقيق فوائد تعم على الجميع كما قال الأمين العام.
وأكد غوتيريش أن المؤسسات والشركات والحكومات والمنظمات التي تعكس تنوع الأشخاص الذين تمثلهم، تحقق نتائج أفضل بكل المقاييس. “إذا عالجت الدول الفجوة بين الجنسين في مجال العمل، فإن النساء يمكن أن يولدن تمويلا يدعم تحقيق النجاح في أجندة التنمية المستدامة 2030، التي اتفق عليها كل قادة العالم في الأمم المتحدة في عام 2015. وتظهر إحدى الدراسات أن تحقيق المساواة بين الجنسين يمكن أن يضيف 12 تريليون دولار للنمو العالمي خلال العقد المقبل.”
وأكد غوتيريش أن تمكين النساء هو أفضل سبل التصدي لتحديات توفير الحماية، والناجمة عن التطرف العنيف وانتهاكات حقوق الإنسان، وكراهية الأجانب وغير ذلك من تهديدات.
وتحدث الأمين العام عن الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في أنحاء العالم، من التطرف الذي يبني أيدلوجياته على إخضاع النساء والفتيات وحرمانهن من حقوقهن، إلى العنف الجنسي والإجبار على الزواج والاتجار بالبشر وغير ذلك من انتهاكات. وأشار أيضا إلى أن بعض الحكومات تضع قوانين تحد من حريات النساء، فيما تزيل أخرى تدابير الحماية القانونية من العنف الأسري.
وأكد الأمين العام أن حقوق النساء هي حقوق الإنسان. وشدد على أهمية مشاركة جميع الرجال في دعم تمكين النساء. وقال إن العالم بحاجة إلى قيادات نسائية، وإلى مزيد من الرجال الذين يدعمون المساواة بين الجنسين. وأعلن أنطونيو غوتيريش انضمامه إلى الشبكة الدولية لأبطال المساواة بين الجنسين، وشجع كبار القادة على الانضمام لتلك الحملة.