جنرال غولف نيوز- مع استمرار الجدل حول النسوية في المنطقة العربية، حيث تنقسم الآراء بقوة بشأن هذه المسألة، يعتقد البعض أن ما يسمى المفهوم الغربي للنسوية لا مكان له في العالم العربي، وعلى الرغم من ذلك، فإن المرأة العربية ما زالت تناضل من أجل مكان مساو في المجتمع، حسبما يصرح الأكاديميون والطلاب.
تقول الدكتورة مونيكا جالانت، رئيس قسم إدارة الأعمال في كلية دبي للطالبات، في ورقتها البحثية حول تقييم شكل النسوية الذي يناسب السياق العربي، والتي كانت تحت عنوان “تطبيق النسوية في العالم العربي”: إنه من الممكن للمرأة العربية خلق حركة تحررية مستدامة، من خلال الخطابات الذكورية بشكل تدريجي في ظل الحفاظ على المعايير الرئيسة في المجتمع.
وتضيف جالانت: يجب أن تراعي النقاشات حول الحركة النسوية المبادئ الإسلامية، وأن تكون تدريجية؛ لكي تنجح وأن تأخذ بعين الاعتبار وجهات النظر الثقافية حتى لا تبعد النساء من مجتمعاتهن. “فالمرأة لا تريد أن تختلف كثيراعن توقعات مجتمعها.
ترجع أهمية ملاحظات جالانت، كونها عاشت في دولة الإمارات العربية المتحدة لمدة 14 عاما، كما يكشف بحثها عن أهمية وضع توقعات للمرأة في العالم العربي، وهذا بدوره يؤثر على كيفية عرض المرأة نفسها.
وتابعت جالانت: “أن المرأة العربية لا تريد ان ينظر إليها كنسوية؛ لأنها حركة غربية للغاية ومعادية للرجال”. مضيفة أنها “عوضا عن هذا التوجه، يلاحظ أن المرأة العربية تعمل ضمن التوقعات المجتمعية؛ لتتمكن تدريجيا من كسب حرية الاختيار، من خلال العمل وفق توقعات المجتمع”.
وتقول: “فبجانب كونها أما وزوجة، تحاول أن تكون سيدة أعمال أو موظفة”. مشيرة إلى أنها ” تلبي احتياجات بيتها، وتحاول أن تعيش حلمها، مما يزيد من صعوبة الأمر عليها؛ لأنها يجب أن تكون المرأة الخارقة لتكون قادرة على القيام بكل شيء”.
التوقعات الاجتماعية
وتشير جالانت إلى أن “المرأة في العالم العربي يتوقع منها أن تصبح زوجة أو أما تقوم بمسؤوليتها بقوة. ولا يمكن للمرأة أن تصرح برغبتها في مخالفة هذه التوقعات، لأن بعض التوقعات الاجتماعية لا تزال من الصعوبة على النساء التغلب عليها ومخالفتها. لتوضيح وجهة نظرها ضربت جالانت مثالا لامرأة غير متزوجة خرجت من منزل عائلتها للعيش وحدها.
لكن الدكتورة سعاد زايد العريمي، أستاذة علم الاجتماع في جامعة الإمارات، تقول: إن “المرأة إذا كانت تجد راحتها في العيش بمفردها فالأمر متروك لها”.
مضيفة: أن إحداث التغيير هي مسؤولية أفراد، ليتحول ويصبح بعد ذلك ظاهرة اجتماعية، لابد من “شخص ما تكون لديه الريادة في ذلك”.
وردا على جالانت تقول سعاد: إنه لا يوجد في القانون المدني أو الشريعة الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ما يمنع المرأة من العيش بمفردها.
وتصرح العريمي: “إذا كانت المرأة مستعدة لتحمل التبعات، فالأمر متروك لها، هذه هي القوانين الثقافية”، مضيفة “الإسلام ليس مسؤولا عن عدم وجود نساء يعيشن بمفردهن؛ لأنها ثقافة الأفراد، وعلينا أن نفرق بين العادات والدين”.
ويقول عدد من الأكاديميين والطلاب: لا يوجد مكان للنسوية الغربية في العالم العربي؛ بسبب الاختلافات الثقافية والدينية في المجتمعات القائمة عنها في الغرب.
وأضافوا: أن النساء العربيات يكافحن من أجل مساوتهن في المجتمع، ولكن ليس تحت مظلة الحركة النسوية لأن هذا المصطلح يشير إلى وجود صراع بين الجنسين، وهي فكرة غربية في المقام الأول.
وتقول العريمي: إن “أيديولوجية الحركة النسوية جاءت من الولايات المتحدة وأوروبا، ولا يمكن تصديرها للثقافة العربية”.
مضيفة أنه “إذا أرادت النساء في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى صناعة مفهوم جديد لأنفسهم، فالأمر متروك لهم للقيام بذلك”.