أمسية نسوية بامتياز عاشها الحضور مساء السبت 27 كانون الثاني 2018 في دار الأسد للثقاقة والفنون، بدأت بمناظرة حادة حول قضية “الكوتا النسائية في مجلس الشعب” وانتهت بأصوات دافئة من حناجر “كورال غاردينا النسائي” كسرت برد كانون.
دمشق/وكالات- ”تعتبر المناظرة فنّاً وشكلاً من أشكال الخطاب العام وأداة للتغيير عبر استخدام الحجج والبراهين وطرق الإقناع لذا فالعمل على بناء قدرات المرأة السورية في هذا الفن يعتبر ضرورة ملحة لتكن المطالبة النسائية في طريقها الصحيح تجاه تحقيق المساواة للمرأة.”
وانطلاقاً من ذلك قامت مؤسسات إعلامية وأكاديميات مختصة بهذه المجالات، بالتخطيط لتنفيذ مشروع مخصص حول فن المناظرة والحديث أمام الجمهور لـ 30 امرأة قيادية من مختلف المحافظات السورية بمدينة دمشق، ليكون خلاصة هذا التدريب مناظرة نسائية على مسرح دراما في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق حول موضوع يخدم قضايا المرأة ومشاركتها في الشأن العام.
/30/ امرأة سورية تدرّبن لأربعة أيام ضمن مشروع “السوريات يتناظرن” على أداةٍ من أدوات الحوار وهي “فن المناظرة” والتي تعتبر من الأدوات غير المفعّلة في مجتمعنا السوري ونادرة الاستخدام من قبل منظمات المجتمع المدني، وقد تكون غير مسموعٍ بها أصلاٍ عند الجالسين تحت قبة البرلمان.
«سورياتٌ يتناظرن» هو العنوان الذي افتتحت به المناظرة بين فريقين يضمان سيدات سوريات، يتحدثن حول «الكوتا» في سوريا. ونظام الكوتا أو المحاصصة النسائية هو نظامٌ يتيح للمرأة عدداً من المقاعد في الهيئات المنتخبة.
الفريق الأول كان يؤيّد الكوتا كوسيلة لزيادة تمثيل المرأة في المجالس الحكومية، فيما رفض الآخر أن يأخذ مجرد عددٍ وحصصٍ وكراسٍ؛ لأنه وعلى حدّ تعبير إحدى السيدات «مابدنا 2من 5، بدنا 5 من 5».
وبحسب حديث القائمات على الفعالية لـ سناك سوري فإن المشاركات تم اختيارهن من النساء السوريات الناشطات والفاعلات ضمن منظمات المجتمع المدني ومن بعض الهيئات الحكومية والخاصة، وقد كانت جلسات المناظرة حادة وتطرقت إلى المسائل الجدلية والإشكالات بدون أي تجميل، كون المناظرة تتيح وتتطلب من النسويات المشاركات استخدام الحجج والبراهين ولغة الجسد والرد على أدلة الفريق الآخر ليكون الانتصار حليفهن.
بدورها قالت رنا الشيخ علي مسؤولة التواصل الاجتماعي في راديو «سوريات»: «إن المشروع هو عبارة عن تدريب لفن المناظرة والخطابة لـ35 امرأة قيادية من مختلف القطاعات في سورية: اقتصاد، مجتمع مدني، منظمات، عاملات في الدولة، المؤسسات الرسمية والحكومية».
أما سليمة الجابي رئيسة مجلس أمناء مؤسسة «بدايات» فقالت: «هذا المشروع كان بالشراكة مع راديو «سوريات»، لأن لدينا رؤية وهي العمل على تحسين قدرات النساء وتمكينهن ونحن نعمل مع قياديات سوريات وسنقوم بتدريبهن حتى يمتلكن أدوات ومهارات المناظرة ويصبحن فعالات فيما بعد بمجتمعهن، وهذا حقيقة ما دفعنا للدخول بهذا المشروع».
ومن جهتها أكدت الإعلامية رنيم خلوف ومسؤولة العلاقات العامة في المشروع: «أن المناظرة هي الأولى من نوعها في سورية، والمشروع قام على أربعة أيام وقسم المشتركون إلى فريقين ورشحنا الفريق الأخير للتنافس بوجود محكمين وهم شخصيات قيادية في المجتمع السوري».
وأوضحت المتدربة يارا توما من جمعية نور للإغاثة والتنمية: «أننا في الجمعية لدينا اهتمام بشرائح مختلفة وفي مجالات متعددة من العمل حسب الاحتياجات التي تفرضها الأزمة ومن خلال عملنا لاحظنا أن العمل مع النساء بمشاريع سواء كنّ من ناحية التدريب أم التشبيك لفرص عمل أو التأهيل المهني وتمكينهن بشكل عام بمهارات حياة مختلفة ونتعامل بشكل رئيسي مع النساء والأطفال ومع الأسرة كلها. لذلك فإننا لا نفوت أي فرصة لها علاقة بلجان لدراسة وضع المرأة أو تدريبات لها علاقة بتمكين المرأة لنقدر أن نوصل صوت النساء ونبرز قوة دور النساء لدينا في الجمعية.”
المناظرة حضرها قرابة 500 شخص، وترأست وزيرة التنمية الإدارية “سلام سفاف” لجنة التحكيم، رفقة “سحر عكاش” معاونة وزير العدل، و “نزار ميهوب” مدير الأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير، و”محمد شبارق” الرئيس الوطني للغرفة الفتية في سورية 2017.
الجدير بالذكر أن الوزيرة “سفاف” تحمست أثناء تكريم المشاركات والفرق الفائزة وأعلنت أمام الحضور أن عضوات الفريقين الفائزين أصبحن مستشارات بقضايا حقوق المرأة في وزارة التنمية الإدارية مكافئة لهن على فوزهن في “فن المناظرة” بغض النظر عن الخبرة والتجربة للفائزات خارج إطار “المناظرة”.