العنف القائم على النوع الاجتماعي والانتعاش الاقتصادي
HOW COVID-19 IS INCREASING VIOLENCE AGAINST WOMEN AND GIRLS

هانز بيتر لانكس/ترجمة وإعداد: سما الأحمد/swnsyria- كان من المتوقّع قبل جائحة الفيروس التاجي، أن تتعرّض أكثر من واحدة من كلّ ثلاث نساء لشكل من أشكال العنف في حياتهنّ. وللأسف، تصاعدت حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي منذ تفشّي فيروس كورونا/كوفيد19.

الخسائر الجسدية والعقلية والعاطفية مذهلة. لا ينبغي أن يكبر الأطفال في خوفٍ من العنف، خاصةً في منازلهم. في الوقت نفسه، فإنّ لهذه الآفة تأثير مباشر على الأعمال، من خلال التأثير على سلامة الموظفين، والحضور، والإنتاجية. إنه يضرّ بالأداء المالي للشركات وسمعتها ومرونتها بشكل عام. لذلك على الشركات واجب أخلاقي –ومسؤولية مالية– للعمل.

في بعض البلدان، حتى في فترة ما قبل الجائحة، قُدّرت تكلفة العنف القائم على النوع الاجتماعي بما يصل إلى 3,7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي – أي أكثر من ضعف ما تُنفقه معظم الحكومات على التعليم.

يؤثّر العنف القائم على النوع الاجتماعي أيضاً بشكل مباشر على المحصلة النهائية. وتظهر الأبحاث من فيجي، على سبيل المثال، أن ارتفاع معدّلات العنف المنزلي والجنسي، يُترجم إلى ضياع وقت الموظفين وانخفاض الإنتاجية بما يُعادل عشرة أيام عمل تقريباً لكل موظف كلّ عام.

ويقدّر صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) وجود 31 مليون حالة عنف قائم على النوع الاجتماعي على مستوى العالم في الأشهر الستة الأولى من عمليات الإغلاق نتيجة تفشّي فيروس كوفيد19، ويتوقّع حدوث خمسة عشر مليون حالة إضافية من العنف القائم على النوع الاجتماعي كلّ ثلاثة أشهر خلال الإغلاق،  ويرجع ذلك جزئياً على الأقل إلى تقليص جهود الوقاية والحماية.

يمكن أن يتخذ العنف في أماكن العمل عدّة أشكال، بما في ذلك عدوانية العملاء تجاه الموظفين؛ التنمّر في مكان العمل والتحرّش الجنسي بين الموظفين أو مع الآخرين المرتبطين بالشركة؛ الاستغلال والاعتداء الجنسي الذي يرتكبه الموظفون تجاه العملاء وأفراد المجتمع؛ والعنف المنزلي والجنسي الذي يتعرّض له الموظفون في منازلهم.

يزيد كوفيد19 أيضاً من خطر الوصم والتمييز والعنف ضدّ الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم “غرباء”، مثل العمال المهاجرين أو المنتمين إلى الأقليّات العرقية أو الذين لا يتحدّثون اللغة السائدة أو الأقليّات الجنسية والجندرية.

قد يكون طلب المساعدة بشأن العنف القائم على النوع الاجتماعي أكثر صعوبةً في السياق الحالي. في الوقت الذي يتم فيه تقليص عدد الشركات، يخشى الموظفون زيادة مخاطر الانتقام، بما في ذلك الفصل من العمل. ومما زاد من تفاقم هذه المشكلات، أنّ العديد من ضحايا العنف والناجين منه قد يجدون صعوبةً في الوصول إلى الدعم الخارجي، وخاصةً أثناء عمليات الإغلاق، وقد لا يثقون في أنظمة الإبلاغ.

في حين أن هذا قد يبدو ساحقاً، يمكن للشركات اتخاذ خطوات لبناء ثقافة تشجّع الموظفين على التصرّف عندما يشهدون أو يسمعون أو يتعرّضون للعنف بأي شكل من الأشكال.

ماذا يمكن أن تفعل الشركات؟

أنتجت مؤسسة التمويل الدولية “مذكرة إرشادية لأصحاب العمل حول COVID-19 ومخاطر مكان العمل والعنف القائم على النوع الاجتماعي” لمساعدة الشركات على التعامل مع هذه القضايا.

تتضمّن هذه المذكرة بعض التوصيات للتأكّد من أنّ الموظفين على دراية بالمخاطر المتزايدة للعنف أثناء الوباء؛ تطوير أنظمة لحماية الموظفين من عدوان العملاء؛ إيجاد طرق آمنة للضحايا للإبلاغ عن المشاكل؛ ضمان عدم تعرّض النساء والفئات المُهَمَّشة للحرمان بشكل غير متناسب عند تقليص القوة العاملة؛ وتوفير مساحة آمنة للموظفين ضحايا العنف المنزلي للحصول على المساعدة.

بدأت الشركات التي تتطلّع إلى الأمام، مثل شركة طيران سولومون في جزر سليمان، في تنفيذ الإرشادات وذكرت أنّ الموظفين الذين يتلقّون التدريب يتصرّفون باحترام أكبر تجاه بعضهم البعض ويشعرون بأمان أكثر في العمل. وأظهر الموظفون الذكور علامات تدلّ على أنهم أكثر وعياً باللغة التي يستخدمونها مع زميلاتهم، وفقاً للشركة. كما يكون الموظفون أيضاً أكثر استعداداً للتدخّل عندما يشهدون سلوكاً غير محترم، بما في ذلك التعامل مع عنف الركّاب الناجم عن الوباء.

يشكّل العنف القائم على النوع تهديداً للأعمال التجارية وموظفيها والمجتمعات التي يعملون فيها. وبينما نحارب جائحة فيروس كورونا، يجب علينا أيضاً أن نتصدّى لآفة العنف القائم على النوع الاجتماعي، من أجل بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا وزملائنا وقادتنا الحاليين والمستقبليين وأنفسنا.

HOW COVID-19 IS INCREASING VIOLENCE AGAINST WOMEN AND GIRLS

HOW COVID-19 IS INCREASING VIOLENCE AGAINST WOMEN AND GIRLS 

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015