المرأة في الدراما الموسمية: عينٌ على الشكل
دراما رمضان

العربي الجديد- يتواصل عرض مجموعة كبيرة من المسلسلات العربية، ضمن “بازار” رمضان هذه السنة. السؤال الذي يُطرح، هو عن دور المرأة الممثلة في الدراما العربية اليوم، وإذا ما كانت قد حققت تقدمًا في الأيام الأولى من بداية العروض.

سلافة معمار وكاريس بشار

تختلف أدوار الممثلات في الدراما العربية بحسب جنسية المسلسل والقائمين عليه. الإجابة حول هذا التساؤل، تشي بأن بعض المخرجين السوريين لا يعولون على شكل الممثلة بالدرجة الأولى، بل على أدائها. لكن ذلك لا يخفي كمية التجميل الواضحة على وجه الممثلة السورية سُلاف معمار في مسلسل “مسافة أمان”. الواضح، أن معمار قامت بعمليات تجميل واضحة من ناحية الخدين ورسم الشفاه. بخلاف زميلتها كاريس بشار التي خضعت لعملية شد وجه بسيطة. وكان ذلك واضحًا، وانعكس على بشار بشكل جيد، فظهرت في مسلسل “مسافة أمان”، بشكل لا يمت بصلة لدورها في مسلسل “سلاسل دهب” الذي ينقل صورة المرأة المُطلقة في الحارة الشعبية. إذْ يتناسب شكلها في “سلاسل دهب” جداً مع إطار العمل، والبيئة الشامية التي ينقلها.

غادة عبد الرازق

وتجسّد غادة عبد الرازق في مسلسل “حدوتة مُرة”، دور زوجة لعائلة فقيرة لديها ثلاثة أولاد، تفقدهم بسبب تخلف زوجها، وبحثه عن المال والملذات. تظهر عبد الرازق مختلفة في الشكل عن الأدوار التي لعبتها في السنوات السابقة، “بنت بلد” مُتشحة بالسواد وفقيرة، وتعمل في مجال تجميل البنات بما تيسر لها من وسائل، وذلك من أجل المردود المالي. لم يتغير شكل عبد الرازق كثيراً، إذْ خضعت لعمليات شدٍّ بسيطة في الوجه، وهي مقبولة قياسًا إلى باقي زميلاتها.

ريم خوري

في لبنان، بات في حكم المؤكّد، أن الاستعانة بالجميلات، هو أساس إنتاج أي مسلسل لبناني أو عربي مُشترك.  اكتشاف هذه السنة كان ريم خوري، وصيفة سابقة لملكة جمال لبنان، والتي تلعب دورا محوريًا قصيراً في مسلسل “الكاتب” رغم بعض الانتقادات الخاصة حول آلية وسيناريو وطرح فصول جريمة تقضي بها “تمارا” (ريم خوري) نفسها. تأتي محاولات المخرج السوري رامي حنا جيدة، لجهة توظيفه مثل هذه المواهب في الدراما المُشتركة. اللافت أن خوري، اعتمدت على البساطة، إذْ إنّ الماكياج خفيف، ويتناسب مع عمرها، كونها، بحسب الرواية، لا تزال قاصرا. وهو ما يذكرنا هنا باكتشاف رامي للممثلة دانييلا رحمة السنة الماضية في مسلسل “تانغو”. إذْ وضعها حنا على الخط السليم في عالم الدراما المشتركة، ومنحها حق البطولة مرة ثانية هذا الموسم في مسلسل “الكاتب”، من نص وسيناريو لريم حنا.

رحمة تظهر هذه المرة بشكل بسيط، لا يبتعد بالضرورة عن دورها في “تانغو”. لكنها تلتزم في شكلها بمظهر المحامية الجادة المعجبة بالكاتب يونس جبران، والتي تتطوع لتبرئته من اتهام بجريمة قتل. لم تخضع دانييلا رحمة لعمليات تجميل، بل تظهر بماكياج خفيف يتناسب مع طبيعة الدور.

في السياق، لا انقلابات كثيرة في الشكل بالنسبة للممثلات. لكن اللافت هو تركيز الممثلات اللبنانيات على “الماكياج” المبُهر حتى أثناء النوم. تناول أحد المغردين حال الممثلة نادين نسيب نجيم، قائلاً إن نجيم تستيقظ في المسلسل من نومها، وشعرها مُسرح ولا تنسى التفريق بين أحمر الشفاه للنهار الذي يتحول زهريًا أثناء فترة النوم أو الليل. ولا تقل سيرين عبد النور عن زميلاتها في الإفراط باستخدام مواد التجميل. أحمر الشفاه يظهر من الدقائق الأولى لظهور عبد النور في مقدمة برنامج تلفزيوني. لكن يبدو أن هذا اللون من أحمر الشفاه سيرافق “نور رحمة”، كما هو اسمها في المسلسل طوال الشهر، وكذلك الإكثار من كريم الأساس، حتى خلال فترة الاستراحة والنوم. الشكل أصبح مؤثراً جداً برأي المتابعين على مواقع التواصل. وصار يُشكل قاعدة، قد يقوم عليها المسلسل، ويحظى بنجاح ونسبة مشاهدة مرتفعة.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

دراما رمضان

دراما رمضان

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015