تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة

أخبار – تتولى، اليوم الأربعاء، تيريزا ماي منصب رئيسة وزراء بريطانيا، لتكون بذلك ثاني سيدة تقود المملكة المتحدة بعد “المرأة الحديدية” مارجريت تاتشر. يأتي هذا بعد اختيارها زعيمة لحزب المحافظين خلفا لديفيد كاميرون، الذي أعلن استقالته بعد نتيجة استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي أجري في 23 يونيو الماضي.

ماي هي “المرأة الحديدة وصاحبة الأحذية الأغرب” في حكومة حزب المحافظين الحالية، وكانت من أهم المؤيدين لحملة “البقاء” في الاتحاد الأوروبي، ولكنها سرعان مع أكدت على ضرورة احترام إرادة الشعب الذي فضل “الخروج” في استفتاء 23يونيو.

تيريزا ماي (60 عاما)، وزيرة الداخلية البريطانية السابقة، وهي واحدة ممن تولوا منصب وزير الداخلية لأطول الفترات في تاريخ بريطانيا، ودائما ما ينظر لها باعتبارها الزعيمة المستقبلية لحزب المحافظين. ومن أوائل المؤيدين فكرة “تحديد المحافظين”.

ارتفعت أسهمها السياسية في عام 2013، عندما نجحت فيما فشل فيه العديد من وزراء الداخلية السابقين وهو ترحيل رجل الدين المتشدد أبو قتادة. ولكنها واجهت انتقادات حادة بسبب فشل الحكومة في الوفاء بوعدها لخفض أعداد المهاجرين لأقل من 100 ألف في السنة.

انتخبت لأول مرة إلى البرلمان في عام 1997 نائبة عن مدينة “ميدنهيد”، وانضمت إلى حكومة الظل في عام 1999 كوزيرة للتعليم، وفي عام2002 أصبحت أول سيدة تتولى الأمانة العامة للحزب.

ولكنها تعرضت لأزمة سياسية صعبة، في مؤتمر حزب المحافظين في ذلك العام، عندما قالت لأعضاء الحزب إنهم ينظر لهم باعتبارهم أعضاء في “حزب حقير”، الأمر الذي لم يغفره لها العديد من أعضاء وقادة الحزب.

ماي، التي أصبحت السياسية الأبرز والأكثر تأثيرا في المملكة المتحدة بعد تعيينها وزيرة للداخلية في عام 2010، كانت من أهم المدافعين عن إجراءات إيجابية لتمكين المزيد من النساء في حزب المحافظين من الفوز بمقاعد البرلمان.

ودعت كثيرا إلى مغادرة الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان لكنها قالت إنها ستتخلى عن هذه السياسة إذا أصبحت رئيسة للوزراء، موضحة أنه ليس هناك أغلبية برلمانية لذلك.

في عام2014، صدمت المؤتمر السنوي لاتحاد الشرطة بإخبارهم أن مشاكل الفساد لا تقتصر على “فئة قليلة ضالة” وهددت بإنهاء حق الاتحاد بإلحاق الضباط تلقائيا كأعضاء فيه.

في نفس العام، دخلت في خلاف علني مرير مع زميلها مايكل جوف، وزير العدل، بشأن أفضل طريقة لمكافحة التطرف الإسلامي، انتهى باعتذار جوف لرئيس الوزراء ووزيرة الداخلية وإعلانه الاستغناء عن مستشاريه المتخصصين.

وعلى الرغم من شهرتها بأنها واحدة من أمهر المسؤولين في حكومة “حزب المحافظين” والأكثر صرامة، فإنها اكستب شهرة كبيرة أيضا في مجال بعيد تماما عن السياسية وهو “اختيار الأحذية”.

فدائما ما عرفت ماي باختياراتها الغريبة وغالية الثمن في الأحذية. ومع تزايد حديث الصحف عن أحذيتها اللافتة، قالت الوزيرة “لا أشعر بأي ندم كوني مشهورة بأحذيتي. والشيء الجيد هو أنها غالبا ما تكون مدخل لأي حديث”.

مع إعلان وزيرة الداخلية ترشحها لمنصب رئيس الحكومة أكدت أنه “ليس أقل من كونه واجب وطني أن نتحد ونحكم في مصلحة البلد كلها. نحن بحاجة إلى رؤية إيجابية جديدة جريئة لمستقبل بلدنا، بلد أن لا يعمل من أجل قلة محظوظة ولكن من أجل كل فرد منا”.

وكانت ماي قد دعمت حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي، ولكنها أكدت أن نتيجة التصويت يجب أن تحترم، “الخروج يعني الخروج. الحملة خاضت المنافسة، وعقد الاستفتاء، وكان الاقبال الكبير، وأعلن الشعب حكمه. لذا لا يجب أن يكون هناك أي محاولات للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي، ولا محاولات للعودة من الباب الخلفي ولا استفتاء ثان”.

وترى الوزيرة أيضا أنه لا ينبغي أن يكون هناك انتخابات عامة قبل عام 2020، ولا يجب إعلان “ميزانية طوارئ” لخروج بريطانيا من الاتحاد، كما أنها ستتخلى عن هدف القضاء على عجز الموازنة في بريطانيا بحلول نهاية العقد الحالي، وذلك قبل يوم واحد من إعلان وزير المالية نفسه تخليه عن الخطة.

وتضع ماي في أولوياتها لمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي أولا: السماح للشركات البريطانية للعمل مع السوق الموحدة في السلع والخدمات، ولكن أيضا لاستعادة المزيد من السيطرة على عدد الأشخاص الذين يأتون إلى المملكة المتحدة من أوروبا.

واعتبرت أن أي محاولة للتملص من ذلك، خصوصا من المرشحين الذين أيدوا حملة”الخروج” من خلال التركيز على الهجرة “سيكون غير مقبول للشعب”.

نشأت ماي، الذي كشفت في عام 2013 عن إصابتها بمرض السكر من النوع 1، في”اوكسفوردشاير”، وهي الابنة الوحيدة لكاهن “كنيسة انجلترا”. التقت زوجها فيليب في الجامعة، حيث درست الجغرافيا، وتزوجا في عام 1980، وليس لديها أطفال.

لم تكن “تيريزا ماي” أول سيدة تترأس الحكومة البريطانية، بل سبقتها مارجريت تاتشر المرأة الحديدية كما لُقبت، وقادت بريطانيا اقتصاديا على أكمل وجه.

تيريزا ماي

تيريزا ماي

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015