عربي 21- نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تقريرا تقول فيه إن هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” تعرضت لانتقادات حول برنامج كوميدي يحمل عنوان “ريفولتينغ”، أي “ مقزز”، واختار فيه المعدون مناقشة طريقة جذب الفتيات المسلمات لتنظيم الدولة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21”، إلى أن عنوان الحلقة يحاكي سلسلة أمريكية معروفة، وتتحدث عن نساء ثريات متزوجات يشعرن بالملل في “بيفرلي هيلز/ ربات بيوت يائسات”، وجاء عنوان الحلقة هو “ربات بيوت تنظيم الدولة الحقيقيات”.
وتذكر الصحيفة أن مشاهدي العرض الترويجي للبرنامج وصفوه بأنه بـ “لا طعم”، و”لا يلتفت لمشاعر المشاهدين”، مشيرة إلى أنه على خلاف المشاهد الباذخة في المسلسل الأمريكي والعلاقات العاطفية والخيانات الزوجية المستمرة، فإن الاسكتش الجديد يصور فتيات محجبات يتصورن بالأحزمة الناسفة.
ويلفت التقرير إلى أن إحدى الممثلات تنفجر بالبكاء؛ لأن زوجها لا يتوقف عن الحديث لها عن الحوريات الأربعين اللاتي ينتظرنه في الجنة، فيما تظهر أخرى وهي ترتدي الحزام الناسف، وتزعم أن زوجها “فاجأها” بلقطة من “ربات بيوت تنظيم الدولة الحقيقيات”، مشيرا إلى أن امرأة أخرى تقوم بقياس حزام ناسف على صديقتين من صديقاتها، وتصور فيديو وتضعه على “إنستغرام” مع هاشتاغ الجهادية جين.
وتورد الصحيفة أن فانيسا بيلي وصفت في تغريدة على “تويتر” البرنامج بأنه مثير للاشمئزاز، لافتة إلى أن مستخدمي التواصل الاجتماعي وصفوا البرنامج بأنه مفلس أخلاقيا؛ لأنه يهزأ من حالة المرأة في سوريا، ويضيف إلى الصورة النمطية السلبية للحجاب الذي ترتديه المرأة المسلمة.
وينوه التقرير إلى أنه وتم وضع الفيديو على صفحة “فيسبوك” التابعة لـ”بي بي سي 2″، ما أدى إلى انقسام المشاهدين، حيث وصف حوالي 64 ألف مشاهد المقطع بالجريء؛ لأنه تجرأ على السخرية من الإرهابيين.
وتفيد الصحيفة بأن شخصية ظهرت في الفيديو وهي تطلق نكتة تقول فيها: “لم يبق إلا ثلاثة أيام على الذبح، ولا أدري ماذا أرتدي”، وتقول أخرى أمام الكاميرا: “لقد ترملت خمس مرات”، وتنطلق أثناء كلامها قنبلة في بناية متداعية قريبة، فتستدرك قائلة: “ست مرات”.
وتقول أخرى: “كل ما يقوله هؤلاء الرجال في غرف الدردشة على الإنترنت سيحدث”، في إشارة إلى الجهاديات البريطانيات اللاتي سافرن إلى سوريا، بعدما تثقفن حول تنظيم الدولة عبر الإنترنت، وبعد ذلك تظهر وهي تمسح الأرض، وتحدث نفسها قائلة: “لم أكن لأفعل هذا في بيرمنغهام”، بحسب الصحيفة.
وبحسب التقرير، فإن أفسنا تقوم بالتقاط صورة “سيلفي” لها قبل أيام من عملية ذبح، وتقول لنفسها “ليس لدي ما أرتديه”، في إشارة إلى المسلسل الأمريكي المعروف، الذي تتحدث فيه النساء الثريات عن الأزياء، ويدور جدال بين الفتيات، مثل النساء في المسلسل الأمريكي، قبل أن تحضر الجهاديات وهن يحملن الرشاشات، مشيرا إلى أنه عندما تكتشف صديقتان أن زميلاتهن الجهاديات سيرتدين الحزام ذاته، يعلقن بالقول إنه “غير مريح”.
وترجح الصحيفة بأن يكون سبب غضب المشاهدين هو مشهد زينب (إنجي موهيندرا) عندما قامت بتجريب حزام ناسف على زميلاتها، اللاتي يمدحنها في وجهها ويعلقن عليها بسخرية وراء ظهرها، وتقول ميل (سوفي مكارتني): “هي ضخمة جدا”، وعندما تدخل هادية (نيميشا أودردا) وهي ترتدي الحزام الناسف ذاته فإن زينب تشعر بالغضب.
ويشير التقرير إلى أن فكرة برنامج “مقزز” جاءت نتاج تعاون كاتبي الاسكتشات الكوميدية جوليون روبنشتاين وهيدون براوز، اللذين عملا مع قناة “بي بي سي 3” في برنامج “ذا ريفوليوشين ول بي تليفايزد”.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم النقد الذي تعرض له اسكتش “رباب بيوت تنظيم الدولة الحقيقيات”، إلا أن روبنشتاين قال لصحيفة “آي” البريطانية: “من المهم ألا تتردد عندما يتعلق الأمر بالسخرية”، وأضاف: “يجب ألا تخاف وإلا تقوضت مصداقيتك”، وتابع قائلا: “لا يمكنك ملاحقة ديفيد كاميرون لخمسة أعوام كما فعلنا، ونخاف من ملاحقة الدولة”.
وقال روبنشتاين إن “الهدف هو طريقة التجنيد عبر الإنترنت، ولهذا فإن البرنامج هو عن الشخصيات الضعيفة، وقمنا بإعداد (الأرملة البيضاء) عن (المتهمة بالإرهاب سامنثا ليثوايت)، وهذا يحدث للنساء هنا”.
وينقل التقرير جزءا من النقاش الذي دار على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بين الذين علقوا وسيم خان، الذي كتب: “هذا ليس سخرية، وليست لدي مشكلة مع السخرية (وأستمتع بالسخرية الجيدة، مثل “أربع أسود”)، لكن هذا جهد فقير، فهو لا يسخر من الاضطهاد الحقيقي الذي تعاني منه المرأة في ظل تنظيم الدولة، لكنه كتب بطريقة فقيرة، وهو سيئ بدرجة يبدو فيها (سيتزن خان) جيدا”، وهو “مسلسل كوميدي آخر شخصيته الرئيسة مسلم اسمه خان”.
وتورد الصحيفة نقلا عن مشاهد آخر، قوله إن الاسكتش أضاف إلى النمطية السيئة عن المرأة المحجبة في بريطانيا، وقال آخر: “لقد أكد النمطية”، في وقت تعيش فيه المرأة السورية حياة خوف ورعبٍ.
وتختم “ديلي ميل” تقريرها بالإشارة إلى قول آنا بوتشر: “ذوق سيئ وليس مضحكا، ومع ما يجري في العالم، فأنا متأكدة من أن الذين تأثروا من جرائم تنظيم الدولة، أو كانوا ضحايا له، أو قتل أقاربهم نتيجة هجمات إرهابية لن يضحكوا على هذا الاسكتش”.