عنب بلدي- أسّست مجموعة من النساء في ريفي حلب الشمالي والشرقي تجمّعاً نسائياً لتمكين المرأة في مختلف النواحي الفكرية والثقافية والاقتصادية. وتحت اسم “سحابة وطن” عقد التجمّع النسائي مؤتمره التأسيسي، نهار الثلاثاء 11 أيلول، في بلدة دابق بريف حلب الشمالي الشرقي، وبحضور 115 امرأة من نساء المنطقة والنازحات والمهجّرات إليها.
قالت ثريا الهادي، مديرة تجمّع “سحابة وطن”، لموقع (عنب بلدي) إن الهدف من التجمّع هو السعي إلى تغيير واقع المرأة في المجتمع السوري وإبراز دورها الفعّال في النهوض به، مشيرةً إلى أنّ التجمع سيقدّم دورات مهنية لتمكين النساء في مجالات عدّة، وأبرزها الخياطة وتصفيف الشعر وغيرها من المهن.
وتحدّثت ثريا عن أهمية تنظيم دوراتٍ مهنية للنساء في المجتمع السوري، من منطلق أنّ النساء أصبحن معيلاتٍ لأسرهنّ مع فقدان الزوج والأب والابن، داعيةً باعتبارها ناشطة في مجال حقوق المرأة إلى تأسيس تجمّعاتٍ مماثلة وافتتاح مشاريع مهنية تدعم دورهنّ. وأضافت أن “التجمّع سيركّز على نشاطات اجتماعية وتعليمية وتثقيفية بعيداً عن السياسة والعسكرة”.
تنوّع عرقي ومناطقي
يتميّز مشروع “سحابة وطن”، بحسب مديرته، بأنّه يضمّ نساءً من مختلف الشرائح الموجودة في ريفي حلب الشمالي والشرقي، إذ انضمت إليه نساءٌ من العرب والكُرد والتركمان، بالإضافة إلى نساءٍ من إدلب وحلب وحماة وحمص والغوطة الشرقية، ما يسهم في إيصال صوت المرأة السورية بشكلٍ أكبر، على حد تعبيرها.
بدورها، قالت فاطمة الحسن، الناطقة باسم التجمّع، إن المؤتمر التأسيسي ركّز على ضرورة إعطاء المرأة الحريّة اللازمة لإثبات دورها الفعّال في المجتمع، مشيرةً لموقع (عنب بلدي) إلى صعوباتٍ ومعوقاتٍ تحدّثت عنها المشاركات في المؤتمر، مطالباتٍ بحقّهنّ في التعليم والتأهيل والعمل.
ويزداد عدد الأرامل في سوريا تبعاً لما خلّفته الحرب من قتلى، ما جعل النساء في مواجهةٍ مع تحدّياتٍ عدّة أهمها إعالة أطفالهنّ وأسرهنّ، الأمر الذي جعلهنّ عرضةً للاستغلال في سوق العمل، عبر استغلال جهودهنّ بأبخس الأجور.
وتسعى منظمات المجتمع المدني، الناشطة في الشمال السوري، إلى تنظيم مشاريع عدّة من شأنها تأهيل النساء تعليمياً ومهنياً للمشاركة في العملية التنموية، وصقل مهاراتهِنّ بما يجعلهنّ قادراتٍ على الانخراط في سوق العمل، وتسعى لخلق فرص اقتصادية لهنّ بشكلٍ يضمن لهنّ دخلاً مادياً كافٍ لإعالتهن.
وفي أيار 2017، احتضنت مدينة معرة النعمان في إدلب (الواقعة ضمن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام) أول مؤتمرٍ تأسيسي لـ “تجمّع المرأة السورية”، بهدف جمع المنظمات النسائية العاملة في الشمال السوري وتوحيد جهودها في مجال دعم المرأة. ووضع المؤتمر حينها آليةً للانطلاق على أرض الواقع، تمثّلت في ضرورة الابتعاد عن تمثيل النساء لمنظمةٍ بعينها فقط، “فنحن اليوم بحاجةٍ لتمثيل المجتمع وتكوين صورة عنه”، بحسب ما جاء في بيان مؤتمر “تجمّع المرأة السورية”.