مؤتمر قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية: الواقع والمستقبل

القاهرة/وكالات- بدأت يوم الثلاثاء  أعمال مؤتمر قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية: الواقع والمستقبل؛ والذي تنظمه منظمة المرأة العربية تحت رعاية رئيس الوزراء وبالتعاون مع جامعة الدول العربية والمفوضية العليا لشئون اللاجئين وهيئة الامم المتحدة للمرأة.

وخلال كلمته الافتتاحية؛ انتقد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، سياسة المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة السورية، رافضا الاكتفاء بالإدانة والتنديد بأكبر مأساة إنسانية في هذا القرن واصفا إياها بأنها سياسة سلبية غير مقبولة.

وطالب العربي في كلمته خلال أعمال المؤتمر، بضرورة حث الحكومات على الاقدام على توجه جماعي إلى مجلس الأمن من جميع الدول والمطالبة بإصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار حتى يتوقف القتال والدمار، مشددا على أنه على المجتمع الدولي أن يتحرك فورًا لإنهاء هذه المأساة لأن استمرارها معناه تقويض النظام الدولي المعاصر.

ودعا العربي إلى مضاعفة المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين والنازحين، موكدا أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في تسليط الضوء على عمق هذه المأساة الإنسانية غير المسبوقة في المنطقة العربية، وفي الإسراع في توفير المستلزمات الضرورية للتخفيف من معاناة المتضررات والمتضررين من هذه المأساة، ومن تداعياتها الخطيرة على حاضر ومستقبل الأجيال المقبلة نتيجة لما أحدثته الصراعات المحتدمة من ضحايا ومعاقين، وما خلفته من دمار شامل في بنية الدولة الوطنية، وتراثها الحضاري، وتدهور حاد في المقومات الأساسية لحياة الإنسان من غذاء ودواء وتعليم، وموجهة نزوح للسكان، وصفتها المفوضية السامية للاجئين بأنها الأسوأ في التاريخ المسجل للإنسانية.

بدورها قالت حصة آل ثاني، مبعوثة الأمين العام لجامعة الدول العربية لشئون الإغاثة الإنسانية، إنه من المؤسف أن نجتمع لمناقشة سبل توفير الحماية لمئات الآلاف من لاجئي الحرب العزل في ذات الأماكن التي هربوا إليها طلبًا للحماية، بينما تواجه النساء والأطفال الموت في حلب.

وأضافت أنه على الرغم من أن الحروب والنزاعات المسلحة محتدمة في منطقتين فإنه، ووفقا للتقارير، فإن حجم الكارثة الإنسانية الناجمة عن الحرب في سوريا لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، والفئات الأكثر ضعفًا هم الأطفال، وكذلك النساء نظرًا لأنهن عرضة لإيذاءات متعددة.
وتساءلت حصة، هل النساء حقًا الفئة الأكثر ضعفًا في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة؟
وأشارت إلى أنه وفقًا لدراسة للصليب الأحمر الدولي، فإن النساء، في الواقع لديهن قدر كبير من المرونة.إنهن يظهرن قوة ملحوظة في أوقات الحروب لدى أداء أدوارهن ومسئولياتهن كحاميات ومعيلات لأسرهن.
وأوضحت” تُظهر النساء اللائي يتأثرن بالنزاعات في جميع أنحاء العالم أنه بمقدورهن ليس التحلي بشجاعة وقوة كبيرتين فحسب، وإنما أيضًا استخدام براعتهن وقدراتهن على مواجهة الصعاب إلى أقصى الحدود.وتثُبت النساء ذلك في تأدية مهامهن اليومية بصفتهن عائلات، ومصدر دخل الأسرة، ومسئولات عن تقديم الرعاية داخل الأسرة، فضلاً عن مشاركتهن مشاركة نشطة في حياة مجتمعاتهن المحلية”.
وتابعت، من لقاءاتي الخاصة بنساء يمنيات وسوريات، وعراقيات، وصوماليات في مخيمات ومجتمعات الدول المختلفة –بأن النساء حقًا يأخذن بزمام الأمور.إنهن حاميات الأطفال والعائلات، ومعيلات قادرات، ويقدمن الرعاية للرجال، ويحافظن على العائلة والثقافة.
وأشارت إلى أن الأزمة السورية وفقًا للأمم المتحدة هي أسوأ كارثة إنسانية، هناك ما يزيد على 7.5 مليون نازح داخلي، بينما هناك ما يزيد على 4 ملايين لاجئ في الدول المضيفة لهم.
وذكرت أيضًا أن أكثر من 75% من اللاجئين السوريين هم من النساء والأطفال، وما يزيد على 800,000 من هؤلاء هم نساء وفتيات في سن الإنجاب، زادت هذه الإحصائيات من الوعي لضرورة معالجة قضايا الصحة، والصحة الإنجابية للنساء والفتيات.

وتقول حصة، يبقى اللاجئين من النساء والفتيات والأطفال فئة مستضعفة وعرضة لمخاطر ظاهرة وخفية مبطنة والتي تشكل صعوبة أكبر في التعامل معها.بدءًا بالعنف المبني على الجنس إلى العنف المنزلي.
وتابعت أنهم يتعرضون كذلك للحرمان من التعليم إلى عمالة الأطفال؛ والاستغلال الجنسي إلى الزواج المبكر المؤدي إلى حالات الحمل التي تهدد حياتهن– هناك كم من الأعراف والتقاليد الثقافية، والدينية والاجتماعية – وأحيانا إشكالات سياسية – يتوجب علينا خوضها بحذر، للوصول إلى بر السلامة والحماية.
وأشارت حصة إلى أن الدول المضيفة تواجه تحديًا عظيمًا: موارد تمويلها أجهدت، بنيتها التحتية لا يمكنها تحمل المزيد، وقطاعات الخدمات، والصحة والتعليم مثقلة، هذه صعوبات بديهية، وتكاليفها باهظة وأصبحت أكبر من تحمل الدول المضيفة
ولكن النساء والفتيات يدفعن الثمن الأكبر.
وأشارت إلى أنه في حالات أخرى يتم تزويج الفتيات لحمايتهن.
الاعتقاد السائد بأن نضوج الفتاة جنسيًا سوف يقودها إلى “الانحراف”، أو سوف يجذب اهتمام الذكور، وبذلك يؤدي إلى تصرفات “آثمة” تؤثر على سمعة العائلة.
ولفتت حصة إلى أن الفتيات المتزوجات حديثًا يواجهن صعوبات في التعامل مع مسئوليات الزواج والاعتناء بمنزل أسري جديد، بالإضافة إلى الصعوبات المرتبطة بالحمل أو المضاعفات الناجمة عن الحمل في سن مبكرة.إن المضاعفات الصحية هذه، وإن لم ينجم عنها وفاة أثناء الولادة، فإنها غالبًا ما تسبب أضرارًا جسيمة للقدرات الإنجابية للفتاة، مما يؤدي إلى تعرضها لإساءة جسدية ونفسية من الزوج أو عائلة الزوج عندما تصبح غير قادرة على الإنجاب مجددًا.
كما سلطت الضوء على مشكلة التعليم والحرمان منه، والتي تواجه أبناء اللاجئين في الدول المضيفة وأعطت مثالاً على ذلك دولة لبنان.

من جانبها أكدت السفيرة ميرفت تلاوي المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، أن أزمة اللجوء والنزوح هي قضية بالغة الحساسية والأهمية، وتمثل أكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، واخرها المستجدات الدموية في حلب السورية لتضيف مزيدا من الالم إلى الصورة الحالية للنزاعات الناشبة في المتطقة العربية وتبعاتها، مشددة على ضرورة أن نخرج من مرحلة الوقوف عند وصف الأزمة وبشاعتها إلى مرحلة ايجاد حلول ملموسة تَخَلَّق واقعا جديدا على الأرض.
وطالبت في كلمتها خلال افتتاح أعمال المؤتمر، مجلس الأمن بإعادة النظر في تطبيق قراراته بشأن توفير الحماية للاجئين واللاجئات وإنشاء لجنة متابعة لقرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة بالمرأةوالامن والسلام على غرار لجان اتفاقيات حقوق الإنسان، وإعادة هيكلة الدعم المالي والاقليمي ليفي بالاحتياجات الإنسانية الأساسية للاجئين ويدعم المجتمعات المضيفة لهم.
ودعت إلى أهمية تطوير قدرات المنظومة العربية للتعامل مع هذه الأزمات ووضع المرأة داخلها وتطوير قدرات عربية في ميدان بناء وحفظ السلام وكذلك في مجال الاغاثة وتقديم الدعم العاجل، على أن تراعي كل عمليات التدخل اعتبارات النوع الاجتماعي وتتفهم احتياجات المرأة.

وتناقش أوراق عمل المؤتمر ادوار جميع الاطراف ويشهد إطلاق تقرير عن جولة وفد المنظمة إلى مخيمات اللاجئين والنازحين في بعض الدول. ويناقش المؤتمر كل قضايا اللجوء والنزوح العربية بما فيها الأزمة الأقدم والأكبر وهى أزمة الللاجئين الفلسطينيين بمشاركة الاطراف المعنية بالقضية من المسؤولين الحكوميين وممثلي المجتمع المدني والأكاديميين والاعلاميين والقطاع الخاص.
كما يشهد المؤتمر عدة معارض منها معارض فنية ومشغولات يدوية.

مؤلمر قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية

مؤلمر قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية

أترك تعليق

مقالات
يبدو أنه من الصعوبة بمكان أن نتحول بين ليلة وضحاها إلى دعاة سلام! والسلام المقصود هنا هو السلام التبادلي اليومي السائد في الخطاب العام.المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015