الأمم المتحدة- يحتفل العالم أجمع باليوم الدولي لمحو الأمية لهذا العام تحت شعار “محو الأميّة في عالم رقميّ”. وستنظم فعالية عالميّة في مقر اليونسكو في باريس يوم 8 أيلول/سبتمبر، بهدف النظر في مهارات القراءة والكتابة الأساسية التي يحتاجها الناس في مجتمعات يتزايد فيها دور التكنولوجيا والأدوات الرقمية، والسياسات والبرامج الفعالة لمحو الأمية من أجل إعمال الفرص التي يتيحها العالم الرقميّ.
كما سينظم حفل تسليم جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية لعام 2017 من أجل تكريم أفضل الممارسات لتعليم القراءة والكتابة حول العالم في ما يتعلق بموضوع هذا العام، لكون ذلك أحد المقاصد الرئيسة للهدف التنموي الرابع.
وتجدر الإشارة إلى أنّه قد انتشرت التكنولوجيات الرقميّة بسرعة قياسية في كافة مجالات حياتنا، وأصبحت تؤثر بصورة أساسيّة على طريقة حياتنا وعملنا وتعايشنا مع الآخرين. حيث تتيح هذه التكنولوجيات للناس فرصاً جديدة تمكنهم من تطوير كافة مجالات حياتهم لا سيما في ما يتعلق بالوصول إلى المعلومات وإدارة المعارف وبناء الشبكات والخدمات الاجتماعية والإنتاج الصناعي وأسلوب العمل. ولكن الأشخاص الذين يفتقرون إلى إمكانية الحصول على هذه التكنولوجيات الرقمية والمعارف والمهارات والكفاءات اللازمة لاستخدامها قد ينتهي بهم المطاف كفئة مهمشة في ظل المجتمعات الرقميّة. ولذلك فإن تعلم القراة والكتابة أحد المهارات الأساسيّة.
ومع تطوّر المعارف والمهارات والكفاءات في ظل العالم الرقميّ، فكذلك هو الحال مع معنى الإلمام بمهارات القراءة والكتابة. ومن أجل إغلاق هذه الفجوة والتقليل من الفوارق، فسيركز اليوم الدولي لمحو الأمية هذا العام على التحديات والفرص المتعلّقة بتعزيز محو الأمية في العالم الرقمي الذي، ورغم كل التقدّم المحرز، ما زال يشهد حوالي 750 مليون نسمة من سكان العالم الكبار و264 مليون نسمة من الأطفال غير ملتحقين بالمدرسة وغير ملمين بالمهارات الأساسية للقراءة والكتابة.
هذا وسييحتفل العالم أجمع باليوم الدولي لمحو الأمية بحضور عدد من الحكومات والمنظمات متعددة وثنائية الأطراف والمنظمات غير حكوميّة والقطاعات الخاصة والمجتمعات المحليّة والمعلّمين والمتعلّمين والخبراء معنيّين في هذا المجال. ويتيح هذا اليوم الفرصة لإبراز الإنجازات ودراسة طرق مواجهة التحديات المتبقية من أجل تعزيز محو الأمية كجزء لا يتجزأ من عملية التعلم مدى الحياة وذلك في إطار خطة التعليم حتى عام 2030 وخارجها.
ويضم الاحتفال هذا العام عدداً من الأطراف المعنيّة وصنّاع القرار من مختلف أنحاء العالم من أجل النظر في قدرة التكنولوجيا الرقميّة على سد الفجوة في مجال محو الأميّة وتحقيق فهم أفضل للمهارات المطلوبة في مجتعات اليوم. ويتّسم ذلك بأهميّة خاصة إذ أنّه، ووفقاً لمعهد اليونسكو للإحصاء، هناك 750 مليون شخص أمّي حول العالم ما زالوا يفتقرون لمهارات القراءة والكتابة الأساسيّة، وتشكّل النساء نسبة 63% منهم. كما تضم هذه الفئة 102 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عام ومنهم 57% من الإناث.
وفي هذا السياق، تقول المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، في رسالتها بمناسبة هذا اليوم: “انتشرت التكنولوجيات الرقميّة في كافة مجالات حياتنا، وتؤثر بصورة أساسيّة على طريقة حياتنا وعملنا وتعايشنا مع الآخرين.” وتركّز على أهميّة إعادة النظر في المهارات اللازمة للمشاركة في العالم الرقمي وتحسينها: “تقدّم هذه التكنولوجيات الجديدة كمّاً هائلاً من الفرص الجديدة لتحسين حياتنا والتواصل مع العالم أجمع-ولكن بإمكانها أيضاً تهميش الأشخاص الذين لا يلمّونبالمهارات الأساسيّة اللازمة لاستخدامها، مثل القراءة والكتابة.”
نتمنى للتجمع النجاح والتطور ،