120 سيرة ذاتية نسائية وصلت الى الائتلاف (وفق ما قال عضو الائتلاف)، وذلك بمجرد أن قرر توسيع نفسه والتخلص من «التشنج» النسائي في ما يخص الكوتا، إذ قررت بعد هذه الخطوة كثيرات من الناشطات والمثقفات السوريات تحجيم المرأة، وحجز كراسي لها ضمن هيئات سياسية معطلة ذاتياً وموضوعياً، فلا هي مؤسسات عمل منتجة كبنية، ولا هي طرف سياسي ذو قيمة على طاولات المساومة حول سورية بين الدول.
جريدة الحياة- لا أدري لماذا أصبت بالدهشة عندما سمعت أحد أعضاء الائتلاف (في جلسة خاصة) يقول إن أحد أسباب توسعة الائتلاف هو ما يسمى «الكوتا النسائية».
«الكوتا النسائية»، لا أفهم معنى لتعبير «الكوتا النسائية» وسط الدمار الذي يعيشه السوريون، وهل وجود نساء ضمن الائتلاف يمكن أن يعني في شكل من الأشكال أن ذلك الائتلاف سيتحسن أداؤه مثلاً، أو هل ستقرب النساء الائتلاف من الناس، أو أن المكياج النسائي ضروري لكل ولأي حزب او كتلة أو تجمع أو ائتلاف او هيئة. وعلى ذكر الهيئة، ألا تنوي هيئة التفاوض لتوسيع كوتتها النسائية أيضاً.
120 سيرة ذاتية نسائية وصلت الى الائتلاف (وفق ما قال عضو الائتلاف)، وذلك بمجرد أن قرر توسيع نفسه والتخلص من «التشنج» النسائي في ما يخص الكوتا، إذ قررت بعد هذه الخطوة كثيرات من الناشطات والمثقفات السوريات تحجيم المرأة، وحجز كراسي لها ضمن هيئات سياسية معطلة ذاتياً وموضوعياً، فلا هي مؤسسات عمل منتجة كبنية، ولا هي طرف سياسي ذو قيمة على طاولات المساومة حول سورية بين الدول.
هل تقدمت مجموعة نسائية ما بمشروع ثوري يحيي عظام الائتلاف الرميمة، فقرر أحدهم إغناء الائتلاف بالأفكار والطاقة؟ أو أن الهدف من التمثيل النسائي هو إضافة مكياج تجميلي أمام عدسات التصوير الغربية. وعلى سيرة المكياج، نتذكر كلنا «نساء دي مستورا» أو ما أطلق عليه «المجلس الاستشاري النسائي» الخاص بدي مستورا، وبغض النظر عن ملاحظاتنا عليه، فكان بالمحصلة خلفية ملونة لدي مستورا، وهو مجلس غاب فجأة كما ظهر فجأة، مطلقاً فورة نسائية، ألهت الإعلام والسوريين بجدالات وسخريات ومعارك هوائية، ومن دون أن نعلم الى الآن ماذا حقق.
وبالعودة الى الائتلاف ولنساء الائتلاف وللكوتا النسائية، هل يمكن لأي امرأة موجودة في الائتلاف اليوم أو في الماضي القريب، أن تخبرنا ماذا فعلت ضمن هذا التشكيل المسمى «ممثل» للثورة السورية، اللهم في ما عدا بضعة مقالات متأخرة كتبتهم ونشرتهم نائبة رئيس الائتلاف الصحافية سميرة المسالمة انتقدت فيها أداءه رغم أنها كانت ولا تزال نائبة لرئيسه.
ماذا فعلت نساء أي هيئة معارضة للاجئات السوريات سواء أكانت هيئة رسمية مثل الائتلاف أم تشكيلاً مدنياً مثل اللوبي النسائي السوري وتجمعات أخرى تشترك جميعها بصفة «سورية» وبتواجدها افتراضياً فقط، وبتفاخرها ببضع ورشات عمل عن التمكين السياسي النسائي حتى ليظن المراقب أنه ما من أزمة لدى السوريات سوى ضعف التمكين السياسي؟ من منهن تابعت قضية السوريات في لبنان اللواتي ضجت بأخبارهم وسائل الإعلام العربية واللبنانية بما سمي حينها «جريمة نخاسة»؟ من منهن حاولت النزول إلى الأرض والتحدث مع اللاجئات في الزعتري وفي مخيمات لبنان وتركيا؟ من منهن ظهرت للإعلام الغربي بشخصية واضحة وشرحت الأزمة الحقيقية للسوريات.
ماذا تعني «كوتا نسائية» تطالب فيها معظم الناشطات والمثقفات؟ «للتفاوض باسم السوريات، أم «كوتا نسائية» في الائتلاف المتشرذم والذي تحول إلى مافيات متحاربة تنتبه لكل تفاصيل الخصم الزميل ضمن الائتلاف، ولا يغيب عن تلك المافيات سوى السوريين وأوضاعهم؟ «كوتا نسائية» خاصة بدي ميستورا الذي ثبت تورطه بالدم السوري بعد الفضائح المتلاحقة التي كشفتها الصحافة الغربية عن تورط الأمم المتحدة بتمويل الأسد؟ أم «كوتا نسائية» للتحدث باسم السوريات، السوريات الغائبات.
ليست هذه الأسئلة فقط لنساء هيئات المعارضة البارزات، بل بالواقع هي لكل من سيطر على هيئات المعارضة من يمينها الى يسارها، ومن شمالها الى جنوبها. إنه التصحر أو الازدراد السياسي، من أول يوم تشكلت به هيئات معارضة شكلية، متنافرة متنازعة متنوعة الميول والدوافع، بحاجة مرة لرئيس علماني، ومرة لرئيس مسيحي، ولا بأس من شيخ سني، وأحياناً لا بد من الصدمة مع سلفي إسلامي، يستبدل بعد الصدمة بآخر يضع ربطة عنق حمراء.
أنا امرأة سورية ولا أطالب ولا يعنيني، أولاً أن تكون ثمة كوتا نسائية فقط لتكون هناك نساء، وثانياً ألا يكون هناك شيء يسمى ممثل المرأة السورية في كيانات متهالكة، تسيء للثورة السورية وللمرأة السورية. لا أريد لأي سوري أو سورية أن يكون قلم حمرة أو مكحلة. ما يعنيني حقاً أن تتشكل تلك الكوتا من الجنسين للمطالبة بإقالة كل أعضاء الائتلاف، وللصراخ بوجههم أن «كفى»، اجلسوا في بيوتكم، فالشعب الذي قام بثورة من حجم الثورة السورية يحمل بين طيات معاناته دم جديد يمكنه أن يحمل معاناة السوريين الحقيقية على أكتافه، ويمكنه أن يخرج من عباءة النظام وعدم تقمص روح الأسد في تعامله مع السوريين طوال 40 عاماً.