موقع أمل برلين- زينة أرمنازي، سيدة سورية وصلت ألمانيا قبل سنة ونصف تقريبا، بعد أن غادرت مدينتها حلب مع زوجها (رعد أطلي ) إثر تهديد بالقتل تلقوه من أطراف مختلفة. كانت زينة وزوجها يعملان مع فريق ائتلاف شباب الثورة في سورية (الأمانة الفرعية في محافظة حلب) بالإضافة لعملهم في مجال الإغاثة مع منظمة إيطالية.
في محاولة منها لتغيير الصورة النمطية عن المرأة السورية داخل المجتمع الألماني، قامت أرمنازي بمعرض للصور الفوتوغرافية بالتعاون مع منتدى المرأة لمدينة آرفايلر الألمانية، تلك الصور التقطت لنساء سوريات بظروف مختلفة، تركز فيها على الدور المهم والشجاع لهن.
مفوضة تكافؤ الفرص والاندماج في مدينة آرفايلر ريتا جيلس قالت حول معرض أرمنازي للصور: “أعتقد أنه كان من المهم تغيير وجهة نظر المجتمع الألماني تجاه النساء السوريات، والتعريف بدورهن في سوريا كنساء قويات، وزينة إحداهن وهي من اقترحت هذه الفكرة، فكرة عرض صور التقطها صحفيون سوريون مازالوا موجودين في الداخل السوري ليشرحوا ويوضحوا الصورة الحقيقية للمرأة السورية ضمن ظروف الحرب هناك”.
وقدم الزوجان ضمن معرض الصور احصائيات موجودة في موسوعة الويكيبيديا الإلكترونية. وتظهر هذه الإحصائيات التي أجريت قبل عام 2011 أن نسبة البنات اللواتي حصلن على تعليم عالي في الجامعات بلغ 51.5 % مقابل الذكور 48.5، ونسبة النساء العاملات قبل الثورة كانت %24، حيث 60 % منهن كن يعملن في الخدمات الاجتماعية، 22 % بالزراعة، 9% اقتصاد، و 6% تعملن بالسياحة. تضيف أرمنازي: “كل هذا في ظل الدكتاتورية، فماذا لو كنا أحرارا!؟ الألمان يعرفون ماذا تعني الحياة في ظل نظام ديكتاتوري”.
ؤكد زينة على أن المرأة السورية تعرضت للقتل والاعتقال في ظل الأحداث الجارية، فبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان منذ شهر مارس/ آذار 2011 وحتى فبراير/ شباط 2017 بلغ عدد النساء اللواتي قتلن20591 امرأة على يد النظام، 823 على يد قوات المعارضة، 454 على يد الجماعات الإسلامية المتشددة، 1458على يد باقي الميليشيات المسلحة المختلفة. وبلغ عدد المعتقلات حسب احصائية الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 6170 امرأة متعقلة لدى النظام،921 معتقلة عند المعارضة المسلحة، 312 معتقلة عند داعش وجبهة النصرة، 116 معتقلة عند إدارة الحماية الذاتية للقوات الكردية.
تقول زينة: “لا أحب اظهار المرأة دائما بأنها ضحية، مجروحة، وتلملم حجار بيتها، وهي بالكامب وهي تبكي ومغبرة.. المرأة ليست ضحية فقط، بل هي شريكة وعملت يداً بيد مع الرجل وكانت موجودة بالمجتمع المدني وفعالة فيه مثل المعلمة والممرضة والدكتورة والمسعفة والإعلامية وهذا اجحاف بحقهن عندما لا نظهر عملهن”.. وتضيف: “أنا امرأة قوية لكن عندما تعرضت للتهديد، وخرجت من سوريا، عندها شعرت بالضعف. لم يكن القرار سهلا أن أبقى في الداخل، وهذه كانت لحظة ضعف أندم عليها”.
وتختم أرمنازي بالقول: “النساء اللواتي بقين في سوريا هن نساء قويات مثل صديقتي وعد، لقد وعدت ووفت بوعدها وأنا أحسدها على هذه القوة، لكني أخاف عليها أحيانا بالرغم من تشجيعها وأرفع لها القبعة على مقدرتها على الصمود”.
يذكر أن صور المرأة السورية في معرض “وعد من أجل الحرية” تم التقاطها من عدة صحفيين كميلاد الشهابي، علاء خويلد، وعد الخطيب، والذي سمي المعرض باسمها، وتظهر الصور نساء من المعتقلات، وأخريات من تحت الأنقاض أو مع الأطفال المصابين، كما تظهر بعض الصور حدادهن على ذويهن.