“تاء مبسوطة” تعلن انطلاقتها
جمعية تاء مبسوطة سوريا

بمشاركة بين جمعية تاء مبسوطة وجمعية نور للإغاثة والتنمية تمكنت فتيات سوريات من إعادة تدوير أشياء قديمة كسرتها الحرب وشوهتها” عجلات سيارة, صناديق خشبية, بقايا ثريات, زجاجات فارغة, مفاتيح, خيوط, بقايا أقمشة, أخشاب مرمية” وغيرها.

هاشتاغ سيريا- جاء النشاط من ارتباطنا بالواقع أولا, والبحث عن سبل إبداع للسيدة السورية تعبر فيها عن قدرتها الخارقة في إعادة ترميم ما خربته الحرب, ونفخ الحياة فيه من جديد, و المعرض، كما تقول السيدة ديانا جبور مؤسسة جمعية تاء مبسوطة ما هو إلا الخطوة الأولى لإثبات قدرة السوريات على بناء سورية الحديثة بالفن والمحبة, فالمرأة السورية لم تكن يوما بمعزل عما يجري ووقفت جنبا إلى جنب مع الرجل في بناء البيت والوطن. كما أكدت السيدة جبور أن الجمعية تحمل في خطتها مشاريع مستقبلية ستقوم من خلالها بدفع مسيرة المرأة في المنحى الثقافي ومختلف أنواع الفنون, حتى لا تنحصر مشاركتها في المجتمع من خلال إقحامها في سوق العمل لمجرد العمل أو في أعمال تحمل طابع القسوة, وستساهم الجمعية في مشاريع ثقافية كطباعة الكتب لتشجعي المرأة على العمل والإبداع في كل مجال دون استثناء.

أما المشرفة عن جمعية نور للإغاثة والتنمية الأستاذة يارا توما تحدثت عن دور جمعية نور في الوقوف مع المرأة والنشاطات الكثيرة التي قدمتها الجمعية في مراكزها المنتشرة في دمشق, لإيقاف العنف ضد المرأة السورية, وجعلها شريكا في كل ما هو يحض على الجمال, إضافة إلى دور الجمعية منذ تأسيسها في التنمية والتثقيف والرعاية.

الفنانة التشكيلية المشرفة ديمة الفياض أكدت أننا محاطون بالحرب والخراب ولا بد من خطوة تجعلنا نعيد التفكير أولا في الأشياء التي شوهتها الحرب وتحولت إلى قمامة بشكلها المرمي, بينما إن أعدنا لها الحياة ستعود جميلة, من هنا كانت شراكتها مع فنانات خريجات أردن وضع بصمة جمال على جبين الحرب.

ما قدمته الجمعية جزء من منهاج فنون نسوي كان موجوداً في المدارس الإعدادية والثانوية والفنون النسوية, لكن بشكل جامد يتبع للمؤسسة التعليمية فقط ولم يحقق للفتاة السورية أي فائدة حقيقية على أرض الواقع, علما أن السيدة الأولى حاولت تطويره و ضخ روح العمل الفني المنتج من خلال مادة “الكاب” التي تعنى بإدارة المشاريع الصغيرة, و طلبت أن تدرس بشكل عملي لطالبات الفنون النسوية والتي تقوم فكرتها على تعليم الفتيات مهارات ومهن يدوية تبدأ بالسنارة والصوف وتنتهي بمعمل خياطة وتصميم الأزياء, ومن بعدها البحث عن سوق لتصريف هذه المواد المنتجة من قبل الطالبات, بالطبع وفق دراسات وأسس منظمة تشبه ورشات العمل الصغيرة, لكن للأسف أهمل المشروع في مناطق كثيرة ولاسيما في المناطق الريفية وتوقف نهائيا.

بالطبع هناك أشياء كثيرة نراها من دون أن ننتبه لأهميتها أو وجودها أصلا والأجيال الجديدة لا تعرف كيف كان يتم إعادة تدوير “كنزة الصوف” من الكبير إلى الصغير ومن ثم نراها شكلا آخر, لعل هذا المعرض بمثابة تنبيه على أهمية ودور المرأة السورية من ناحية وقيمة المواد التي خربتها الحرب, فمن ناحية نحتاج لبناء الإنسان وهذا الأصعب لأننا حين نستطيع بناءه يمكننا إصلاح الجماد التالف وإعادته إلى الخدمة, خاصة إن كان الإنسان مبدع وحقيقي.

وقد أقامت جمعية “تاء مبسوطة” النسوية معرضًا فنيًا تحت عنوان “حبر الحرب.. سطر للفن” في العاصمة السورية دمشق. ويقوم المعرض على مبدأ اكتشاف المواهب، والطاقات الأنثوية، واستثمار التحدي لديها والتعاطي معه كفرصة من خلال تحويل مخلّفات الحرب إلى أعمال فنية ذات قيمة جمالية، إضافة إلى إمكانية استخدام واستعمال بعض مما يتم تحويله.

أعدت أعمال المعرض فنانات شابات ساهمن بتحويل مخلّفات الحرب إلى قيمة فنية وجمالية خاصة معلنات إرادتهن على الصراخ بحب الحياة رغم كل ما تمرّ به بلادهن من أزمات ومآسي حرب. وشاركت في المعرض الذي أشرفت عليه مؤسِّسة الجمعية السيدة ديانا جبور كل من ضحى ضوا، مارينا شماس، كارولين نعمة، لوليانا رميح، ديمة الفياض.

الفنانات المشاركات وضعن بصمة خاصة جدا وعلى أشياء قليلة نسبيا حين تثنى لهن من يمد يد العون والتشجيع, وهناك الكثير من السوريات اللاتي يعشقن الحياة والفنون لكن لم يجدن من يأخذ بأيديهن أو يدلهن على بداية الدرب, علما أن هناك فنانات حقيقيات غيبتهن الحرب والمسافات في القرى السورية, ربما تستطيع جمعية تاء مبسوطة احتواءهن و إعادة أصابع السيدة السورية من الحداثة المزيفة و وسائل التواصل الاجتماعي, إلى الفنون اليدوية التي كانت تنتج أطباق القش وأنواع الألبسة الصوفية ومختلف حاجات الأسرة السورية.

جمعية تاء مبسوطة سوريا

جمعية تاء مبسوطة سوريا

أترك تعليق

المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015