الدنمارك\ ammonnews- أوصى المؤتمر الدولي الأول بعنوان ” المرأة العربية والغربية وحوار الحضارات” الذي نظمته منظمة همسة سماء الثقافة الدولية في الدنمارك بأهمية تصحيح صورة المرأة العربية في الإعلام الغربي والعكس تصحيح صورة المرأة الغربية في الإعلام العربي وبحث القضايا المعاصرة للمرأة العربية والغربية بأرضية مشتركة, بالإضافة إلى تدريب وتأهيل السيدات حتى يصلن إلى المناصب القيادية، وضرورة اهتمام المرأة بالشأن العام وإعداد جيل من النساء قادرات على الحضور والتأثير والتواصل مع خبرات محلية وخارجية، والحفاظ على النسيج الاجتماعي والتماسك من خلال دمج الأدوار لموجهة التغييرات.
جاء ذلك في المؤتمر الختامي الذي أقيم تحت قبة البرلمان الأوربي الدنماركي بحضور سفراء ووزراء الدول والوفود المشاركة من الدنمارك, السويد, بلجيكا, بريطانيا، فنلندا، ألمانيا, اسبانيا, موريتانيا, السودان, مصر، الإمارات, السعودية, المغرب, تونس، الاْردن, العراق, فلسطين, أمريكا.
وأكّد المؤتمر الختامي على أهمية دور المرأة بالغرب والشرق في صنع السلام وعمليات المصالحة وحل النزاعات, مما جعلها شريكاً فاعلاً في القضايا الهامة سواء في البحث والدراسات أو القيادة لأبرز الملفات أو القضايا كقضايا الارهاب, والهجرة, والمتاجرة بالبشر، والمخدرات والدعارة. وشدّد المؤتمر على اعتبار المرأة العربية داعمة للسلم والاستقرار والأمن والتنمية, مطالباً بتثمين جهود المرأة وإبراز نجاحها ومنحها فرصةً للظهور الإعلامي وتأطيرها ليكون حضورها مقنع, العمل على احترام التناصف في مواقع صنع القرار.
من جانبها أوضحت الدكتورة فاطمة اغبارية، رئيسة منظمة همسة سماء الثقافة الدنماركية ورئيسة المؤتمر, بأن المؤتمر, يهدف لتقريب وجهات النظر بين المرأة العربية والغربية, والتواصل وتبادل الخبرات, مرحبةً بالسفراء والوزراء والوفود المشاركة بالمؤتمر, متناولةً في معرض حديثها تطورات المرأة العربية, ودورها في الماضي والحاضر والمستقبل بقولها ” كانت أدوار المرأة قديماً مُقتصرةً على الأعمال البيتية وتربية الأبناء، وشؤونه الداخلية بينما الرجل فكان عليه العمل لكي يوفر المال لعائلته, مشيرةً بأنه ومع التطور الحياتي أصبح في وقتنا الحالي تفكير كلٍّ من المرأة والرجل مختلف.
ووصفت الدكتورة إغبارية المرأة “السوبرمان” مبيّنةً بقولها “بات على المرأة أن تعمل داخل البيت وخارجه, بينما الرجل يكتفي بالعمل خارج المنزل, و ظلّ الرجل هو الذي يحدّد للمرأة واجباتها وحقوقها متحمّلة الأعباء الموكلة إليها التي أثقلت كاهلها.”
ولفتت الدكتورة فاطمة إغبارية, إلى الايجابيات التي حققتها المرأة مع التغيرات حسب الثقافات و العادات و الأديان والسلبيات التي رافقت تطور المرأة, لافتةً إلى إن المرأة استطاعت أن تثبت نفسها في شتى المجالات مساهمة في التنمية التعليمية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
وأعلنت الدكتورة فاطمة إغبارية, بأنّ المؤتمر القادم سوف تستضيفه المملكة العربية السعودية بمشيئة الله تعالى, بالتعاون مع هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام بالشرق الأوسط.
بدوره أشاد ممثل السفير العراقي بالدنمارك, حبيب الصدر, بالجهود المبذولة لتنظيم المؤتمر الثقافي للمرأة, مستعرضاً إسهامات المرأة العراقية والحروب التي مرّت بها ولم تكسرها داعياً المرأة المغتربة لأخذ دورها الفعّال في بناء الأوطان.
وتطرّقت الدكتورة رشا فيضي مديرة ساند بالإمارات, إلى أهم التحديات والصعوبات التي تؤثر وبصورة مباشرة على المرأة والطفولة باعتبارها المتضرر الأكثر خلال الأزمات والحروب والكوارث موجة القيادات النسوية حول العالم للرقي بوضع المرأة والطفولة بمشاركة الرجل.
واشتملت جلسات المؤتمر, عدّة محاور تخصّصية حول تطوّر أوضاع المرأة عبر التاريخ إلى عصرنا الحالي، وأدارت الجلسة الافتتاحية مروة السنهوري.
أفادت أ .فريدة العوضي رئيسة مجلس أعمال الإمارات بورقتها “المرأة الإماراتية بين التراث والمعاصرة، بأن المرأة نصف المجتمع وتربّي النصف الأخر, ومن هذا المنطلق وعليه عملت القيادات بدولة الإمارات على بناء الدستور والتشريعات لتعزيز التكامل والمساواة بين الرجل والمرأة.”
فيما تحدّثت رشا التركي, مديرة جمعية النهضة بالمملكة العربية السعودية عن النهضة التي جاءت نتيجة لعقود من التطور النسائي في مختلف المجالات، لافتهً في ورقتها التي قدّمتها بعنوان “واقع المرأة السعودية” بأن أهداف رؤية 2030 جعلت منجزات المرأة السعودية مرئية.
وحكت الدكتورة الاعلامية مونيكا ميرغيو, عضو في المعهد الالماني للدبلوماسية الثقافية قصتها حول بذلها قصار جهدها للتعبير عن صورة المرأة العربية، مشيرةً أن وسائل الإعلام الغربية ليست مستعدة لتقديم الصورة الحقيقية عن المرأة بشكل عام والمرأة العربية بشكل خاص, خلال ورقة عملها التي قدمتها بعنوان (صورة المرأة العربية في وسائل الإعلام الأجنبية).
وناقشت أ.ابتسام ابو واصل محاميد, ناشطة اجتماعية في التوعية الشبابية بفلسطين سلبيات وإيجابيات الزواج المبكر بورقة عمل بعنوان (الزواج المبكر). فيما استعرضت البروفسورة تمارا عمر, نائب رئيس للاتحاد الأمريكي الدولي للتعليم بأمريكا ورقة عمل بعنوان (المرأة العربية وإشكالية الوصول إلى مواطن صنع القرار في المجتمعات الغربية).
وبالنسية للجلسة الثانية؛ أدارتها أ. عايدة العلاني, وتناولت منى اسحاق ورقة عمل بعنوان (دور المرأة السودانية في الحفاظ على الهوية الوطنية بالمهجر- بريطانيا) ناقشت فيها عدّة محاور حول مفهوم الهوية وعناصرها والتنوع ووظائفها والتراث الاجتماعي وأشكاله, فيما تحدّثت الاعلامية فاطمة كمون, ناشطة حقوقية بتونس, عن أهم المتغيّرات التي مرّت بها المرأة التونسية بين عالمين العربي والغربي.
وعبّرت أ. ندى نعناعة , رئيسة الجمعية الثقافية الدانماركية السورية، عن استيائها من ظاهرة الزواج المبكر للقاصرين, وأوعزت ذلك بقولها “بأن دور المرأة كـ “أم” و “موظفة” يتعارض أحياناً”، متسائلةً لماذا لا يزال من المتوقع أن تعمل المرأة 8-9 ساعات ثم ما زالت تواجه عبء العمل بأكمله في المنزل مع الطهي والتنظيف وتربية الأطفال وما إلى ذلك, مركّزةً على أهمية التوازن لتعزيز حقوق المرأة في دول الشرق الأوسط المعنية, و إثبات وجودهن في المجتمعات الغربية.
وتناولت أ. هبة مصطفي خصاونة, رئيسة جمعية الشمال المستدامة, في الجلسة الختامية التي أدارتها شرين اغبارية, ورقة عمل بعنوان (تمكين المرأة الأردنية ودورها في بناء المجتمع), واستعرضت أهم إنجازاتها على المستوي المحلي والدولي.
فيما بحثت موسجان جيرايلي الايرانية مهندسة برمجيات في الدنمارك بورقة عملها “المثليين”، وكشفت أسباب انتشارهم, وأبرز الحلول لمعالجتها.
وخلصت أ. أمينة السبكي, ناشطة اجتماعية بأن المرأة المصرية حظيت باهتمام كبير سواء من الحكومة المصرية أو المجتمع، وحصلت على كامل حقوقها في كافة المجالات, مدعمةً حديثها بأنّ المرأة المصرية تولت منصب محافظ لأول مرة في تاريخ مصر الحديث، واشتمل أيضاً على التمكين السياسي والإداري وتعزيز الأدوار القيادية وحصولها على الحقوق السياسية والاجتماعية.
واختتم المؤتمر بإطلاق رابط التسجيل للمشاركة بمؤتمر المرأة وحوار الحضارات “تحدّيات وإشكالات” بالمملكة العربية السعودية.
يُشار إلى أنّ الحضور تفاعل بشكل كبير عن طريق تقديم مداخلات وكلمات ونقاشات إيجابية، تعكس أهمية الاندماج الدولي بين الثقافات وتعزيز التواصل بين المرأة العربية والغربية.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.